أخطبوط «الويلات» المتحدة الأميركية يدعم طغمة تل أبيب…
} د. رعد هادي جبارة*
لم تستغرق زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب سوى 5 ساعات، لكنها جاءت في أسوأ توقيت بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وبعد ساعات من المجزرة الكبرى التي ارتكبتها تل أبيب بقصف المستشفى المعمداني في غزة، وأدت إلى استشهاد أكثر من 500 إنسان من المدنيين الأبرياء، وإصابة مئات آخرين بجروح…
مثّلت الزيارة دعماً معنوياً لطغمة الكيان الصهيوني وأشيع بعدها أنّ أميركا قدّمت (أو قرّرت أن تقدّم) دعماً مالياً لطغاة تل أبيب مقداره 10 مليارات دولار، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومة الأميركية نفسها من امتناع الكونغرس الأميركي عن إقرار الموازنة الفيدرالية، وإغلاق بعض قطاعات الحكومة الأميركية، فضلاً عن معاناة واشنطن من الدعم المالي الذي تقدّمه بعشرات المليارات إلى أوكرانيا للصمود في الحرب مع روسيا.
وقد يسأل سائل: لماذا نجد كلّ الرؤساء الأميركان يؤيدون ويدعمون الكيان الصهيوني؛ اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً منذ إنشاء هذا الكيان المحتلّ عبر وعد بلفور السيّئ الصيت (آرثر جيمس بلفور سياسي بريطاني. تولى رئاسة الوزارة في بريطانيا من 11 يوليو 1902 إلى 5 ديسمبر 1905. عمل أيضاً وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 في حكومة ديفيد لويد جورج. اشتهر بإعطاء وعد بلفور الذي نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. ويكيبيديا).
ولا نستغرب أبداً هذا الدعم الرئاسي الأميركي من الخَرِف جو بايدن لو عرفنا أنّ الطبقة السياسية الحاكمة في واشنطن ومعظم «الويلات» المتحدة الأميركية هي في الغالب من ثمار اللوبي الصهيوني (ايباك) حيث تتحكم «إسرائيل» اللقيطة بمعظم خيوط النظام الأميركي في الحزبين: الديمقراطي والجمهوري.
كما أنّ اليهود يسيطرون على أربعة مجالات رئيسية في أميركا:
ـ وزارةالخارجية (منذ هنري كيسنجر إلى انطوني بلينكن، يهوديان) والسفارات الأميركية والبعثة الأميركية في الأمم المتحدة.
ـ شركات ومصانع السلاح الكبرى.
ـ الاقتصاد والبنوك والبورصة والنفط (جانيت لويز يلين وزيرة الخزانة الأميركي يهودية) وحتى ماكدونالدز وكوكا كولا وغيرهما.
ـ الإعلام المرئي والمقروء والمسموع والأنترنت، والفن (هوليوود) وهو القطاع الذي يخاطب ويبلور الرأي العام في أميركا وخارجها.
فضلاً عن سيطرة اليهود واللوبي الصهيوني على قطاعَي القضاء والتعليم العالي (الجامعات) وصولاً إلى إدارة البيت الأبيض نفسه (معظمهم يهود).
إذن؛
بطل العجب؛ وبالمناسبة فالمقولة الشائعة «إذا عُرف السبب بطَل العجب»، كنا نظنها جديدة، فإذا بها واردة قبل نحو ألف عام، في كتاب (المرتَجَل)، ص 145 لابن الخشّاب، وهو شرح على كتاب (الجمل) لعبد القاهر الجرجاني).
لكن الله عز وجلّ أقوى من شرذمة الظالمين (إن ربّك لـ بالمرصاد) مهما تجبّر طغاة تل أبيب وسفكوا دماء المظلومين، وحتى لو وقف مع القتلة الظلمة رؤساء أميركا وأوروبا وغيرهم.
*إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ* (السجدة 22).
ختاماً: *وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدمِيرا (الإسراء/16).
*رئيس تحرير مجلة «الكلمة الحرة» العراقية