في موسم الزيتون والرصاص طوفان وهزة من جنوب لبنان إلى غزة
} حمزة البشتاوي
بعد أن ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت وطأة ليل حالك من أيام العدوان على غزة، مجزرة جديدة استهدفت المدنيين وخاصة الأطباء والمسعفين والجرحى، داخل مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بمدينة غزة، بهدف كسر شوكة المقاومة وحاضنتها الشعبية الواقفة في حلق الإدارة الأميركية وكلّ من يدعم الإحتلال وعدوانه الذي يريد تهجير الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته وحقه بالدفاع عن حقوقه المشروعة.
ولكن غزة اليوم في موسم الزيتون والرصاص تنزف وتقاوم ولا تساوم على الحقوق والدماء، بل أنها سوف تستمرّ بالطوفان الذي يعرف في اللغة بأنه الطوفان العظيم، ويطلق على كلّ ما هو عظيم، ومن معاني الطوفان أيضاً السير والتقدّم والصعود واجتياز الصعوبات والعوائق والجدران والسدود.
وأما الهزة فهي تحرك سريع فوق وتحت الأرض وتؤدّي إلى وقوع وفيات وإصابات وأضرار، وتعطيل للبنية الأساسية بتحركات مفاجئة لتخفيف الضغط المتراكم على الأرض.
وبشكل مشابه يواجه المقاومون في لبنان وغزة العدوان بطرق منسقة وعمليات نوعية في الميدان تنطلق من ما وصلت إليه المقاومة من مكانة ومن ما تمتلكه من قدرات تجعلها قادرة على فرض وتثبيت معادلات في مسيرة الصراع مع الاحتلال، مع التأكيد بأنّ العدوان على غزة وإعادة احتلال جزء منها سوف تكون له نتائج كبيرة وخطيرة على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة عموماً.
وما يجري اليوم على صعيد وحدة الساحات والجبهات التي تشكل تهديداً كبيراً على الاحتلال وكيانه، يشير إلى أن ساحة الضفة والداخل ستشهد حراكاً مقاوماً بشكل تصاعدي مع ارتفاع وتيرة العدوان براً وجواً وبحراً وارتكاب المجازر، كما أنّ جبهة المقاومة بجنوب لبنان سوف تستمرّ بالتنسيق مع المقاومة في غزة في تقديم الدروس في حصة المواجهة ومنع الإحتلال من نقل المعركة إلى خارج ميدانها الطبيعي داخل فلسطين المحتلة مع الحفاظ على الشراكة الكاملة التي تشمل إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين التي تهدف بشكل أوّلي إلى تشتيت قدرات جيش الاحتلال وإضعافه والتأكيد على أنّ الوقوف بشكل عملي وحاسم مع الشعب الفلسطيني ومقاومته مفتوح على كلّ الاحتمالات.
وفي إطار عمليات المقاومة من جنوب لبنان برز اسم بلدة الضهيرة التي تربطها مع أهالي شمال فلسطين صلة دم ترفض الحدود والأسلاك الشائكة كونهم على ضفتي الحدود ينتمون إلى عرب العرامشة الذين فرّقت ما بينهم وبين أخوتهم وأعمامهم وأخوالهم في قرية جرادية قضاء عكا اتفاقية سايكس بيكو وقسّم الاحتلال حتى مقبرتهم إلى قسمين واحدة في الضهيرة والثانية في جرادية، ورغم كلّ هذه التقسيمات ما زال أهالي جنوب لبنان وبلدة الضهيرة يقدمون من أجل القضية الفلسطينية الشهداء والجرحى والكثير من التضحيات.
ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى يعلو إسم بلدة الضهيرة مع اهتزاز جبهة الشمال بفعل الصواريخ وانخراط المقاومة في المعركة من لبنان دفاعاً عن النفس وعن غزة التي ا يزال الاحتلال يحاول إخضاعها بالمجازر والحصار والدمار ولكن المقاومة في فلسطين ولبنان لن تسمح بأن تبقى غزة تنزف حتى الموت.
مع التقدير بأنّ ما بعد الجريمة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وإعطاء الإدارة الأميركية خلال زيارة الرئيس بايدن الضوء الأخضر لحكومة الحرب الإسرائيلية بالدخول في المعركة البرية يتوقع أن لا تبقى الساحات داخل فلسطين في الضفة ومناطق الـ 48 على ما هي عليه الآن وكذلك جميع الجبهات…