لماذا لم يأمر السيد بالسيطرة على الجليل تقدير موقف بعقل بارد
} محمد صادق الحسيني
لماذا قرّر حزب الله الدخول في المعركة بشكل متدحرج ولم يقرّر السيطرة على الجليل بضربة واحدة وفوراً، وهي خطوة حماسية محبّبة لجمهور المقاومة في كلّ مكان لو حصلت، كما فعلت القسام في السيطرة على غلاف غزة!؟
خاصة أنّ القائد العام للمقاومة الإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله كان قد صرّح في وقت سابق وبكلّ وضوح، بأنه قد يأتي وقت قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل…
لماذا إذن لم يحصل هذا الآن بالذات، هل لأنّ ذلك لم يحن وقته بعد، ومتى يحين وقته!؟
1 ـ هل لأن مثل هذه الخطوة العالية السقف الآن ستنقل المعركة فوراً الى حرب إقليمية وربما عالمية خارج السيطرة لا يريدها أحد حتى الفلسطينيون!؟
2 ـ هل لأنّ مثل هذه الخطوة الآن قد تدفع بالرأي العام العربي والدولي للاصطفاف على غير ما تريده غزة ويريده محور المقاومة، حتى لا يتمّ تصوير المعركة وكأنها معركة إيرانية أميركية يستغلها العدو لغمط حق الفلسطينييين في الدفاع كما في الهجوم!؟
3 ـ هل لأنّ مثل هذه الخطوة الآن قد تضعف زخم عملية طوفان الأقصى لتصبح تفصيلاً في معركة أكبر وأوسع، فتعطل بعض مفاعيل ما توخته غزة وقيادتها من طوفان الأقصى!؟
4 ـ من هنا جاء القرار بالدخول الى مسرح العمليات بالطريقة التي تمّت وهي ذاهبة الى أبعد الحدود، وحيث تتطلب مفاعيل طوفان الأقصى على أن تكون بإيقاع متدرّج يكون فيه زمام المبادرة بيد المقاومة في غزة وفي المحور، لا بيد العدو، أيّ إيلام العدو بالضرب التصاعدي المتدرّج، ومشاغلته بقوة بهدف ثنيه عن الحشد البري ضدّ غزة والتخفيف عن جبهتها وتعزيز وترسيخ انتصارها التاريخي، بحيث يبقى زمام المبادرة بيدنا، نأخذ فيها العدو حيث نشاء نحن لا حيث يشاء هو.
بانتظار كسر العدو الإسرائيلي وسيّده الأميركي وإجبارهما على الرضوخ والإقرار بالهزيمة بالتوقيت الفلسطيني التشريني الجديد الخارق لكلّ قواعد الاشتباك، وهو ما نعتقد أنه حاصل بالتأكيد في كلّ الأحوال.
أما إذا تمادى العدو ولم يرعوِ ولم يكتفِ بهذا المقدار من الهزيمة، وذهب في حماقة غير محسوبة الى ما هو غير معقول، فعندها سيكون لحزب الله ومحور المقاومة كلام آخر وفعل آخر، ليس أقله وضع كلّ الكيان المؤقت على محك الزوال، وخروج سيده الأميركي من المنطقة.
ما يجري على جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة، من قتال تصاعديّ محسوب بميزان دقيق، وما يواكبه من ضرب هادف ودقيق في رأس قيادة العدوان الأميركية من باب المندب إلى بغداد وصولاً الى الجولان، والباب المفتوح من جهة الهضبة الإيرانية، قد تعجّل في قرار السيطرة على الجليل، ولكن دائماً وأبداً بتوقيت غزة، حارسة الأمل الفلسطيني.
بعدنا طيّبين قولوا الله…