رسائل مباشرة لـ «الإسرائيلي» والأميركي فأيّ مآلات؟
} رنا العفيف
على الجبهة الشمالية من فلسطين المحتلة، لاحظ بأنّ قواعد الاشتباك قابلة للتوسع بناءً على تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أيّ مآلات للمواجهة الحالية التي ستكون في غزة وعلى اثرها جبهة الشمال التي سيكون لها تطورات وتحركات أكثر مما نراه؟
تصعيد على جبهات لبنان وغزة والعراق، وحزب الله يؤكد نحن في قلب المعركة وإذا ارتكب «الإسرائيلي» أيّ حماقة فسوف تتوسّع الحرب.
بناءً على اقتطاف هذة الجزئية المهمة إضافة لما أكد عليه الشيخ قاسم، فإنّ ما يقوم به حزب الله في الجنوب قد يتوسّع بما يتلاءم مع المواجهة الحالية، بالعنوان والصوت والصورة يبدو أنّ هناك تغييراً في المراحل آتياً بقوة، وتقدير الموقف هنا عسكرياً واستراتيجياً وفق الخبراء بين فعل المقاومة في الجنوب وبين قواعد التكتيك الميداني على الأرض وتبعاته في الموقف العسكري والسياسي، أيّ بمعنى استراتيجي هناك تطور في الأداء وكل خطوة عسكرية في الميدان لها جرعة مشبعة بالإرادة والهدف في قواعد الاشتباك الجديدة لماذا؟
على ما يبدو هناك واقع ميداني جديد محدث وفعّال يومياً يتمّ فيه النيل من أهمّ المواقع المنتشرة على جبهة تحوي 28 مستوطة امتدادها من الناقورة حتى جبل الشيخ، ما يشي من خلال مثابرة المقاومة بأنهم يناورون في الجغرافية الفاصلة ما بين القرى المؤهلة والشريط في منطقة مكشوفة، لتتبع سير المعارك في المواجهة، وحتماً هي معركة ربما تكون بنظرة شاملة أشدّ ضراوة وشراسة، لأنها تعتبر لـ «إسرائيل» موقعاً عسكرياً واستراتيجياً حساساً، استناداً لما حققته المقاومة وما ستحققه من إنجازات يومية ومتلاحقة، وأيّ ضربة من الضربات التي وجهت لم تأتِ دون حامل بشري وبالمعدات العسكرية، في مقابل المعادلات الجديدة التي رُسمت وجُهّز لها بإمعان، القتل مقابل القتل وهذه معادلة واضحة المعالم تربك الاحتلال الإسرائيلي على وقع ثلاث غارات جوية ولأول مرة، وهذا حتماً تطور في قواعد الاشتباك الجديدة، وبالتالي الرسائل التي أطلقت للأميركي والإسرائيلي كانت دقيقة جداً بالمعنى العسكري الاستراتيجي بخط مواز مع ترابط الفكرة السردية للرسائل المرتبطة بوحدة الساحات على أرض الميدان، على اعتبار أنّ المقاومة تحافظ على وسائل الدقة بالاستهداف التي تتناول دبابات العدو الإسرائيلي ومجنزراته ومضاف إليه الهامر التي دخلت على الخط حديثاً وما سيليه بعد…
إذ تحدثت إحصائيات عن أربعين قتيل وتدمير دبابات، وهذا ضمن أطر الاحتمالات المفتوحة على وقع جبهة جنوب لبنان المفتوحة بالتزامن مع ما يجري في غزة، ربما يكون هناك تطورات لمن تكن في الحسبان بالنسبة للإسرائيلي الذي يلوح بعملية الاجتياح البري، ودخول الجيش الإسرائيلي في معركة برية كهذه، بتقديرات الموقف العسكري وما يوازيه قطعاً سيقلب واقع الجبهة الحالية ليس فقط على مستوى لبنان وإنما على مستوى ترابط الساحات والجبهات المعدة لأيّ حدث مغاير، عدا عن تكتيكات في خضمّ المواجهة الحالية التي تترافق معها ترجمات تحذيرية واضحة في العراق واليمن وسورية، بين قوسين معادلة طوفان الأمة، وهذا دليل على أنّ أيّ تطور عسكري إسرائيلي سيقابَل بالفصل العسكري الحاسم بانتقال ساحة المواجه من مرحلة إلى مرحلة جديدة تحمل عنواناً عريضاً بالتسخين التصاعدي ربما على أكثر من جبهة، وهو ما لم يكن في حسبان الإسرائيلي نفسه، وبالتالي قدرة المقاومة في غزة على مواجهة هذا العدوان البري سيكون بمثابة الساعة الصفر المتطورة التي ستدكّ أهداف العمق الاسرائيلي وأمنه.
وبناءً على التصريحات التي سمعناها على تخوم قطاع غزة تشي بأنّ «إسرائيل» قد تدخل هذه المعركة على اعتبار أنّ هناك تهامساً أميركياً وإسرائيلياً وحتى من خلف الكواليس العربية، تتحدث عن مرحلة ما بعد حماس في قطاع غزة، في مقابل نقاش آخر في الداخل الإسرائيلي وتحديداً في المجلس الوزاري ومن قيادة الحرب بين موقف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يدعو إلى إشعال الجبهة الشمالية، على أن يخوض حرباً تكون كلّ الاحتمالات مفتوحة، فلنستغلّ ونقوم بما نستطيع أن نقوم به على الجبهة الشمالية بمبادرتنا، وبالتالي قد يكون نتنياهو يتحفظ على فتح جبهة إضافية في الشمال تحسّباً للمرحلة المقبلة مع المقاومة اللبنانية، لأنها ستكون مختلفة ونوعية من حيث التكتيك الذي سيكون أشدّ فتكاً مما نراه في غزة بين قوسين المقاومة الفلسطينية، بالرغم من تحذيرات أميركية لـ «إسرائيل» بعدم التسرّع والتركيز فقط على الجبهة الجنوبية في الصدام مع قطاع غزة، وبالتالي ربما تكون الجبهة الشمالية هي الشرارة التي سينطلق منها تشظي الوضع وتدحرجه إلى ما لا يُحمد عقباه حيال الغزو البري الذي تتحضّر له «إسرائيل» دون أن تفكر بعواقبه في حال دخول قوى إقليمية أخرى، مع الإشارة التي توضح الالتزام القطعي في تصريح الشيخ نعيم قاسم، وهذا طبعاً قد يودي بـ «إسرائيل» إلى دفع ثمن باهظ على اثر الدخول البري الذي سيخلق وضعاً أصعب على الشعب الفلسطيني، في مقابل ذلك سيخلق وضع استنزاف وخسائر دائمة بالنسبة للإسرائيلي..