على بحر من الدماء!
} منجد شريف
من نافل القول انّ ما تقوم به «إسرائيل» اليوم من غارات ومجازر من خلال قصف المدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس في غزة، ما هو سوى الترجمه لحقيقة نشأتها وزرعها في مكانها الحالي، ككيان معاد لكلّ أبناء المنطقة، لأنه الدور الذي أنيط بها بعدما تمكنوا من السيطرة على مراكز القرار في أغلب الدول الأوروبية.
ولكي نعرف هذا الكيان الغاصب فعلينا ان نوغل قليلاً في التاريخ، فهل هم شعب الله المختار كما يدّعون؟ وما حقيقه ذلك؟
مما لا شك فيه انّ الأديان السماوية توالت تباعاً وكان كلّ دين سماوي يبشر بتعاليم خاصة وكانت اليهودية ديناً من تلك الأديان، وبعد العبور مع النبي موسى الى سيناء نزلت عليهم شريعة الرب، فكفروا بها، وكعقاب لهم مُنعوا من دخول الأرض الموعودة وصاروا في أرض التيه، الى أن جاء جيل جديد آمن بالرب وعادوا ودخلوا الأرض مع يوشع بن نون، حكم القضاة الأسباط الإثني عشر لمدة 400 عام وفق شريعة موسى، وعندما طلبوا ان يحكمهم ملك مثل ايّ أمة أخرى عيّن عليهم الرب شاوول من 1050 إلى 1010 قبل الميلاد ليكون ملكاً عليهم، وحكم بعده ابنه داوود 1010 الى 970 قبل الميلاد، ومن ثم سليمان 970 930، وقد تمزقت المملكة من بعده الى مملكتين الشماليه واسمها إسرائيل وعاصمتها السامرة وجنوبية يهوذا وعاصمتها القدس، نتيجة لكفر المملكة الشمالية، قام الآشوريون بالإطاحة بهم، واختلطوا مع الأمم الوثنية الأخرى التي أتت واحتلت الأرض، ولم تعد تلك المملكة ابداً، بينما سبي أبناء المملكة الجنوبية الى بابل كعقاب لهم على عبادة آلهة أخرى، وقد عرفوا بإسم اليهود بدءاً من سفر الملوك الاصحاح الاثني عشر، وتمّ تدمير المعبد، ليعود اليهود بعد 70 عاماً أثناء الحكم الفارسي الى إعادة بناء الهيكل في القدس لتكون تحت حكم ذرية ديفيد من جديد.
تحوّل إسم مملكة يهوذا في زمن المسيح إلى اليهودية، أثناء الحكم الروماني، قام المسيح وتلامذته بالتبشير بالعهد الجديد في اليهودية، من أجل هداية بني «إسرائيل» الضالين، وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من التبشير، أنكر اليهود يسوع كمخلص، وأقنعوا الحاكم الروماني بصلبه، بغضّ النظر عن الاختلاف العقائدي بين الديانتين المسيحية والإسلامية في صلب المسيح أو رفعه الى السماء، كان قبل ذلك بوقت قصير قد تنبّأ بأنه سيتمّ حرق القدس، وهدم المعبد، وسبي اليهود في كلّ الأمم، كعقاب على إنكارهم له، تحققت النبوءة عام 70 م، عندما قام تيتون امبراطور روما المستقبلي بغزو القدس، بقي اليهود مشرّدين في أقصى أنحاء الأرض إلى أكثر من 1800 عام ثم حدث المستحيل عام 1948 قامت دولة «إسرائيل» على بحر من دماء العرب، واستعادوا بحسب زعمهم الأرض الموعودة، فهل هي معجزة أم قوة مظلمة من وراء ذلك…؟