الأميركيّون يحيون ذكرى استهداف المارينز في بيروت… وقواتهم تتلقى الضربات في سورية والعراق/ ضغوط مالية وسياسية لتقييد حركة حزب الله جنوباً… والدعوة لترك غزة تسقط تفتح باب توطين اللاجئين/ القسام تطلق رهينتين… وماكرون في تل أبيب… ومناشدات لمقايضة الرهائن الفرنسيين بجورج عبدالله /
كتب المحرّر السياسيّ
تتواصل المذبحة الإسرائيلية المفتوحة بحق النساء والأطفال والشيوخ والجياع والجرحى في غزة، بالتوازي مع مواصلة حصار قاتل لا تخفّف من وطأته الشاحنات المعدودة التي تدخل من معبر رفح، وفقاً لاعترافات مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والأسئلة الكبرى مرفوعة بوجه الحكومات العربية التي غسلت يديها من دم الشعب الفلسطيني مكتفية ببيانات الإدانة، بينما ينخرط الغرب كله وفي مقدّمته الأميركي بتفاصيل الحرب الإسرائيلية، وبيد العرب الكثير الكثير ليفعلوه وبين أيديهم ممرات التجارة العالمية في قناة السويس والبحر الأحمر، ومصادر الطاقة تذهب من بلادهم وقد باتت مورداً وحيداً لتبقى أوروبا تضيء بيوتها وشوارعها وتشغّل معاملها، ولا تتحوّل الى غزة ثانية. ويجري تسليط الضوء على ما سيفعله حزب الله، من جهة بخلفية تصوير عدم ذهابه إلى الحرب الشاملة تخلياً عن الشعب الفلسطيني ومقاومته، وتحميله مسؤولية المذبحة الفلسطينية، بينما يحمل وحده من بين العرب أعباء فتح جبهة إسناد لفلسطين واستنزاف لجيش الاحتلال.
الأميركي الذي أحيا ذكرى تفجير مقرّ قواته في بيروت عام 1983، والتي سقط فيها أكثر من مئتي قتيل ومثلهم من الجرحى، أمام معادلة أخذ العبرة والتعلّم من التجربة، فهل تعلّم؟
المقاومة لا تريد حرباً معه، لكنها ستدافع عن حقها بفعل ما يجب عليها فعله لنصرة غزة، وبما يتعدى كثيراً ما تفعله اليوم إذا اقتضى الأمر ذلك، غير آبهة بتهديدات البوارج والحاملات، والرسائل النارية تصل للأميركي الذي انضم عملياً الى جبهة القتال الى جانب جيش الاحتلال. ففي سورية استهدفت قواعد أميركية في حقل العمر وحقل الشدادة، وفي العراق استهدفت قاعدة أميركية قرب مطار بغداد، بعد استهداف متكرّر لقاعدة عين الأسد.
في غزة، حيث الحرب الإسرائيلية التي تنتظر قرار الحرب البرية المؤجل من يوم إلى يوم، وسط تقاذف المسؤولية عن التأجيل بين رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو وحليفه الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن منهما سيتكفل بالمواجهة مع حزب الله، فيقول نتنياهو هذه مسؤولية أميركية ويردّ بايدن، لم نتعهد بذلك ولسنا بوارد خوض حرب، ويجري ابتكار أعذار من نوع ربط التأجيل بملف الرهائن، او المقايضات الجارية بين الرهائن والمساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق سجل دخول عشرين شاحنة إضافية من المساعدات الى غزة، بينما أعلنت قوات القسام إطلاق سراح رهينتين جديدتين، وبينما يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون الى تل أبيب، ويدخل المناضل جورج عبدالله سنته الأربعين في السجن، رغم انتهاء محكوميته منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، خرجت مناشدات لقيادة القسام بربط الإفراج عن سبع رهائن فرنسيين لديها بمقايضتهم بالإفراج عن المناضل جورج عبدالله.
في لبنان محاولات أميركية لتصعيد الضغوط المالية والاقتصادية، في ملف التأمين والطيران، وتحريك جبهة سياسية مناوئة للمقاومة للضغط على حزب الله، لضمان عدم تشكيل ضغط على جيش الاحتلال، تحت شعار تحييد لبنان، رغم أن حزب الله يدير بكل حكمة ومسؤولية معركته الحدودية ويقدّم فيها كل يوم المزيد من الشهداء، يطرح السؤال على دعاة التحييد، هل يصدّقون أن جيش الاحتلال إذا نجح في التخلص من غزة ومقاومتها سوف يدع لبنان دون الاستدارة نحوه، بحيث يصير مطلب التحييد مجرد دعوة لتمكين جيش الاحتلال من الفوز بحلقة أولى للاستعداد لجعل لبنان حلقة ثانية؟ وهل يتوهم دعاة التحييد أن هناك مشروعاً سياسياً يتضمّن حق العودة للاجئين إذا تمّ ضرب المقاومة في غزة؟ وهل من بديل غير التوطين للاجئين عندما يسقط حق العودة؟
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها رغم تراجع حدة الاشتباكات بين المقاومة الإسلامية وقوات الاحتلال الإسرائيلي قياساً بالأيام الماضية، وقد واصلت المقاومة عملياتها النوعية ضد مواقع الاحتلال في عمق الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة ملحقة خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال الذي رفع درجة الاستنفار الى الحد الأقصى خوفاً من توسيع حزب الله رقعة العمليات والدخول المسلّح الى المستوطنات المحاذية للحدود. وتعزّز هذا الخوف مع تحطيم المقاومة للجدار الإلكتروني وللمواقع الأمامية الحسّاسة التي تشكل خط الدفاع الأول وحائط الحماية للجيش الإسرائيلي وللمستوطنات وفق ما تشير مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ»البناء». وفي مقابل إرباك الاحتلال الإسرائيلي على جبهة شمال فلسطين وتكبّده خسائر كبيرة بشرية ومالية، تصاعدت الحرب الإعلامية والنفسية ضد لبنان التي تقودها غرفة عملية أميركية – إسرائيلية – داخلية لبث الرعب والذعر في نفوس اللبنانيين والتسويق لرسائل التهديد الخارجية وتعظيم مفاعيلها للضغط على حزب الله لكي يوقف عملياته ضد الاحتلال ولثنيه عن توسيع الحرب بحال الدخول البري الاسرائيلي الى قطاع غزة، بموازاة تولي بعض وسائل الإعلام الإضاءة على التداعيات الاقتصادية والسياسية للحرب على الجبهة الجنوبية على لبنان ومحاولة تحميل حزب الله مسؤولية أي حرب مفترضة على لبنان، والتعمية على التداعيات السلبية الكبيرة السياسية والاقتصادية والنفسية لحرب الشمال على كيان الاحتلال والتي تنشرها معاهد ووكالات إعلامية غربية وعربية وحتى إسرائيلية.
وأشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى أن “قوى سياسية وإعلامية لبنانية تشكل جزءاً من الحرب الإعلامية والنفسية الأميركية – الإسرائيلية التي تقودها السفارة الأميركية في عوكر ضد لبنان، من خلال الحديث عن تداعيات عمليات المقاومة في الجنوب والتداعيات المحتملة لتوسيع حزب الله مشاركته في الحرب”. ولفتت الى أن الأميركيين يجمعون كافة أوراق وأدوات الضغط السياسية والاقتصادية والإعلامية على لبنان لمنع الحزب من توسيع الحرب ضد “إسرائيل”، ولكي ينأى بنفسه عن حرب غزة، وإحدى الأدوات المعلومات المسربة عن عدم وجود نفط وغاز في البلوك 9، وتحذير الرعايا الأجانب والعرب بمغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وتوقف شركات التأمين عن التغطية التأمينية لمطار بيروت وشركات الطيران ولمرفأ بيروت وتخفيض رحلات الطيران ونقل طائرات الى الدول المجاورة، كل ذلك تحت ذريعة الإجراءات الاستباقية فيما الحرب لا تزال محدودة في المنطقة الحدودية ولا مؤشرات على توسعها الى حرب صواريخ بين الحزب و”إسرائيل” لتطال العاصمة والمرافق الحيوية. ومن المبكر الحديث عن حربٍ إقليمية وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء”. و”هذه الإجراءات وفق مصادر اقتصادية تؤدي الى ارتفاع نسبة مخاطر الاستيراد وبالتالي تهدد الأمن الغذائي والاستشفائي والنفطي ويحدث فوضى في الأسواق حتى قبل اندلاع الحرب في لبنان”. وتتساءل المصادر عن الجهة التي طلبت من شركات الطيران هذا الأمر، وخاصة طيران الشرق الأوسط المملوكة من مصرف لبنان! ولماذا لم تنسق هذه القرارات مع الحكومة والوزارات والأجهزة المعنية خاصة في ظروف حساسة يمكن لأي قرار أن يعرض الأمن الاقتصادي لمزيد من الخطر؟
وفي سياق ذلك، كشف وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، أنه “عندما اتخذت شركات التأمين في الخارج قراراً كهذا كان يمكن لنا أن نتدخل قبل الوصول الى هذه المرحلة لتحقيق شروط أفضل. وقد تأكدت اليوم من شركات التأمين أنه تتوفر خيارات أخرى: الخيار الأول، كان يمكن تعديل البند المتعلق بالطائرات أو برفع قيمة التأمين وإبقاء جزء أكبر من الرحلات أو الطائرات قائمة، فهو موضوع إدارة مخاطر. وكان هناك خيار آخر أنه لا يمكننا إلغاء 80 بالمئة من الرحلات، حتى لو تم رفع الكلفة، ولا يمكننا بشركة واحدة وبقرار واحد وبند واحد أن نعطل 80 بالمئة من حركة السفر من وإلى لبنان”.
وذكر أن “ثمة أموراً استباقية كان يمكن القيام بها، فقد قلنا سابقاً بأن هناك مطار الشهيد رينيه معوض في الشمال وهو بعيد عن الخطر، ويمكن ركن الطائرات فيه لتكون بأمان وسلام بدل نقلها الى الخارج وتكبّدنا أكلافاً مالية لقاء ذلك”.
وأكد سلام أنه “يجب أن يكون لقطاع التأمين اللبناني نسبة أو حصة ولو ضئيلة في التأمين لشركة الشرق الاوسط، من أجل تأمين ظروف ومفاوضات أفضل مع الشركات الأجنبية في تأمين طائراتنا، في وقت هذه الشركة هي المرفق الأساسي والوحيد على صعيد نقل الركاب”.
وأضاف سلام: “في ملف الأمن الغذائي وتوفر المواد الاستهلاكية. لقد دعونا كل النقابات المعنية وقطاع المحروقات والنقل الى اجتماع موسّع لنكون على بينة مما لدينا من مخزون ومواد غذائية، وضرورة توفر المحروقات للنقل والدواء والمعدات التي نحتاجها”.
بالعودة الى الوضع الميداني على الجبهة الجنوبية، واصلت المقاومة ضرباتها على مواقع العدو على طول الحدود، وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله، أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية قاموا أمس باستهداف موقع المرج مقابل مركبا بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة”.
وأعلنت “قناة 12” الإسرائيلية، عن سقوط “إصابتين جراء سقوط صاروخ اطلق من لبنان على مستوطنة كريات شمونة، وتسجيل أضرار في بعض المباني”.
في المقابل واصلت مواقع الاحتلال قصفها على القرى والبلدات الحدودية ووسّعته ليطال أطراف بلدات طلوسة ومركبا وبني حيان. كما قصفت مسيّرة إسرائيليّة خراج بلدة كفرحمام بصاروخين. فيما نجحت فرق الصليب الأحمر بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل”، بسحب 3 جثامين من مرتفعات حلتا، بعد منتصف ليل أمس الأول، تعود إلى مدنيّين من آل عبدالعال من حاصبيا.
وأعلن الصليب الأحمر في بيان أن “طواقم الصليب الأحمر اللبناني نقلت من خراج بلدة كفرحمام إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، جثمان شهيد و4 جرحى، تمّ استهدافهم بالقصف الإسرائيلي، وجرت هذه العملية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل”. ونعى “حزب الله” أمس شهيدين في العدوان الإسرائيلي على الجنوب، هما عباس علي السوقية “علي الهادي” من بلدة عيناثا جنوب لبنان، ومصطفى حسين زعيتر «أبو الهدى” من بلدة جلالا في البقاع.
إلى ذلك واظبت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، على مواقفها الإستفزازية وتهديداتها للبنان، وأشارت خلال إحياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، الى أن “الشعب اللبناني، يرفض تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرّون في نبذ أي محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم “مقاومة” نبيلة والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات – أو قيم – الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق”.
وإذ تتواصل رسائل التهديد الغربية للحكومة اللبنانية بأن لبنان سيدفع ثمناً كبيراً بحال وسع حزب الله الحرب ضد “إسرائيل” خلال العملية البرية العسكرية ضد غزة، أكدت أوساط مطلعة في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “كل رسائل التهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور التي تصل إلى لبنان عبر السفراء والمسؤولين الديبلوماسيين الغربيين والعرب الى لبنان لمنع تدخل حزب الله بالحرب الى جانب غزة، لن تثني الحزب عن فعل ما يراه مناسباً لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولن تغيّر بالخطط التي وضعتها غرفة عمليات محور المقاومة لمواجهة كل السيناريوات المحتملة بما فيها الاجتياح البري لغزة”، وجزمت المصادر بأن محور المقاومة اتخذ القرار بكافة ساحاته بالدخول بالحرب الموسعة بحال دخل الإسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون بحرب عسكرية برية وتدميرية شاملة لقطاع غزة والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية وتهجير أهلها الى سيناء”، موضحة أن “هذا هو العنوان العام أما توقيت دخول الحرب وتكتيكاتها والساحات التي ستتحرك والأهداف فتبقى رهن تقييم قيادة المحور ومجريات المعركة في غزة”.
على المستوى الرسمي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “الاتصالات الديبلوماسية مستمرة، ونحن نحضّ الجهات التي تتكلم معنا على وقف الاستفزازات الإسرائيلية التي تحصل في الجنوب، ومن ناحيتنا نسعى مع الأطراف المحلية لضبط النفس، وعدم انجرار لبنان لأي مخاطر معينة».
ولفت ميقاتي، في حديث تلفزيوني الى أننا “أبلغنا هذا الموقف الى الجهات الدولية والاطراف المحلية”، مؤكداً أنني “لا اطمئن لنتيجة هذه الاتصالات الا عندما يحصل وقف إطلاق نار في غزة، وطالما وقف النار غير موجود، والاستفزازات الاسرائيلية لا تزال مستمرة، سيبقى الحذر لديّ قائماً”.
وأشار ميقاتي الى أننا “في جو متشنج جداً في المنطقة، وكل الدول المحيطة بنا وضعها ليس أفضل من وضعنا. جميعنا ينتابنا الخوف مما يحصل، أما الخطوات العملانية التي نقوم بها فتتمثل باجتماعات لهيئة الكوارث ولدينا خطة طوارئ كاملة، وعقدنا اجتماعات مع كل الهيئات الدولية، ودعونا الأمم متحدة للمساعدة، لأنه لا مقومات أساسية لدينا لمواكبة كل الاوضاع ومواجهتها”.
على الصعيد السياسي، تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اتصالًا هاتفيًّا عن طريقٍ آمن من رئيس التيار “الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، حيث عرضا مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.
ومن ضمن جولة بدأها باسيل على القيادات المحلية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، وجرى عرض للتطورات الراهنة. كما التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، على ان يزور اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة. وتأتي زيارة باسيل الى السراي من ضمن جولة يقوم بها على القيادات السياسية “في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، خصوصًا بعد العدوان الإسرائيلي والأحداث في غزّة واندلاع الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، عنوانها “حماية لبنان والوحدة الوطنية”.
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الامنية والعسكرية. كما استقبل بري سفير البرازيل لدى لبنان تاركسيو كوستا وتناول اللقاء الوضع في لبنان والمنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان. وحيا بري الدور الذي تلعبه البرازيل لا سيما رئيس الجمهورية لولا دا سيلفا وجهوده الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء في مجلس الأمن الدولي اوعبر المشاركة في مؤتمر القاهرة. وأكد بري بأن لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وهو يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان.
على مقلب آخر، استقبل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر الوزارة، في دمشق وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب والوفد المرافق.
وصدر بيان مشترك عن الوزيرين جاء فيه: “تدارس الجانبان الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف”.
وشرح المقداد وفق البيان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سورية ترحب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك. وأعرب بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتمّ الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك.