لقاء تضامنيّ لـ«الشعبيّة» في مخيّم شاتيلا بحضور نائب أوروبي مهدي: لسنا بمتراجعين عن القتال حتى إنجاز تحرير فلسطين كلها
استنكاراً لاستمرار العدوّ الصهيونيّ وآلة حربه، بارتكاب المجازر بحقّ شعبنا في غزّة، في ظلّ سكوت عربيّ وغربيّ مُريب، نظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين لقاءً تضامنيّاً مع غزّة، وذلك في مخيّم شاتيلا، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ سَماح مهدي إلى جانب النائب في البرلمان الأوروبيّ ومسؤول لجنة فلسطين فيه مانويل بينيدا وأعضاء قيادة الجبهة الشعبيّة في لبنان وممثّلي فصائل المقاومة الفلسطينيّة والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وفاعليّات سياسيّة ووطنيّة واجتماعيّة وحشد غفير، غصّت بهم «قاعة الشهيد أبو علي مصطفى». ورُفعت خلال الوقفة أعلامُ فلسطين، والجبهة وصورُ الشهداء.
بدايةً، تحدّث نائب مسؤول المكتب الإعلاميّ لـ «الشعبيّة» فتحي أبو علي مُشيداً بالمقاومة في غزّة، وعموم أرض فلسطين، موجّهاً التحيّة إلى المقاومة وأحرار العالم وكلّ من يقف إلى جانب القضيّة الفلسطينيّة ويدعمها ويُساندها وإلى كلّ المتضامنين، من عرب وأوروبيين وفي مقدّمهم محور المقاومة.
ثم كانت كلمة لبينيدا قال فيها «شرفٌ لي أن أكون بينكم في هذا المخيّم، مثال صمودِ وتحدّي المخيّم الذي نهض من بين أنقاض المجزرة التي نفّذها الاحتلال الصهيونيّ وحلفاؤه في العام 1982».
أضاف «جئتُ إلى هذا المخيّم لأُدين من خلالكم، ومعكم مفوضيّة الاتحاد الأروبيّ وحكومات البلدان الأوروبيّة التي تهافتت لدعم حليفتها دولة الإرهاب ودولة الفصل العنصريّ ودولة مجرمي الحرب والتطهير العرقيّ، وعلى الرغم من ذلك، مازالت الشعوب الأوروبيّة تدعم الحقّ الفلسطينيّ في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلّة، وكان هذا واضحاً من خلال المظاهرات الشعبية التي خرجت في جميع العواصم والمدن الأوربيّة، نصرةً لهذا الحقّ».
وأكّد أنّ «ما يجري في غزّة هو إبادة جماعية وتطهير عرقيّ ويجب علينا جميعاً، خصوصاً الأحرار في العالم، العمل من أجل محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة».
كلمة الحزب السوريّ القوميّ الإجتماعيّ ألقاها ناموس المجلس الأعلى سَماح مهدي، الذي قال «بمناسبة اليوبيل الذهبيّ لانتصار تشرين المجيد، أبى أهل المقاومة إلاّ أن يحتفلوا بهذا النصر احتفالاً إستثنائيّاً، فكان طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023»، لافتاً إلى أنّ «في تلك الملحمة برز خطّان متوازيان لا يلتقيان إلاّ في ساحات القتال. الأول خطّ المدرسة التلموديّة التوراتيّة التي ورد في سفر صموئيل الأول منها، وتحديداً في العدد 3:15 «ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأةً، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً». في مقابله خطّ مدرسة أنتجتها هذه الأرض، يحمل معادلة العدالة التاريخيّة التي لم يأتِ بمثلها أحد، وهي معادلة «العينُ بالعين والسنُّ بالسنّ».
أضاف «في الخطّ الأول مدرسةٌ مجرموها شامير وشارون ورابين وبيريز ونتنياهو وسموتريتش. في الخطّ الثاني مدرسة أبطالها سناء محيدلي ومحمد قناعة وجمال ساطي وبلال فحص والحرّ العامليّ وحميدة الطاهر. أبطالها خليل الوزير وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وجهاد جبريل وفوزي المجادي وأبو علي مصطفى. فيها كلّ من حمل السلاح دفاعاً عن هذه الأمّة».
وتابع «أقلّ ما يُقال في طوفان الأقصى، إنّها ملحمةٌ جديدة ضمن حرب الوجود. يخوضها أبناء شعبنا ضدّ كيان عصابات الاحتلال. ملحمةٌ جاءت لتقول بكلّ وضوح «لو لم يبقَ من فلسطين تحت الاحتلال إلاّ (كوز صبّير)، لن تتوقف المقاومة حتى تحريره بما يحتويه من شوك».
وقال «أمام المجازر التي نفّذتها عصابات العدوّ مدعومةً من الحكومة الأميركيّة، أذكِّر بقاعدة وضعها مؤسّس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الشهيد أنطون سعاده منذ مئة عام عندما وصف الحكومة الأميركية بأنّها «ساقطة من عالم الإنسانيّة الأدبيّ. فهي تُصرُّ كلّ يوم على تثبيت هذه القاعدة لأنّها لا ترتوي إلاّ من دماء شعبنا».
وتوجّه إلى كيان العدوّ وداعميه بكلّ الأشكال قائلاً «75 عاماً قضيناها في الصراع من أجل تحرير أرضنا، فلسنا بمتراجعين عن متابعة القتال حتى إنجاز تحرير فلسطين كلها 27027 كيلو متراً مربّعاً لا تنقصُ بلاطة واحدة. وحتى تحرير كلّ الأسرى وجثامين الشهداء سواء أكانت في مقابر الأرقام أو في ثلاّجات الاحتلال».
وختم «ولمن إئتمننا على العهد، فأوصانا ألاّ نترك البندقيّة نقول: نحن على عهدك، هذه البندقيّة ستبقى بأيدي كلّ الشرفاء حتّى تحقيق النصر».
ثم كانت كلمة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان هيثم عبده الذي عدّد مجازر العدوّ منذ نشأته وصولاً إلى مذبحة المستشفى المعمدانيّ في قطاع غزّة، لافتاً إلى أنّ قوّات الاحتلال «اتبعت سياسة الأرض المحروقة لتهجير شعبنا، كمقدمةٍ لمخطط تصفيّة القضيّة الفلسطينيّة. هذا المخطّط الذي أسقطه شعبنا ومقاومته بالصمود والصبر ورفضه القاطع مغادرة أرضه وبيته».
وتابع «إنّنا إذ نُحمِّل الإدارة الأميركيّة، والحكومات الغربيّة، وكلّ الصامتين عمّا يجري من إبادةٍ لشعبنا، ونعتبرهم بدعمهم وتواطئهم وصمتهم شركاء في الجريمة، نَعِدُهُمْ بأنّ شعبنا والتاريخ والإنسانيّة لن يغفر لكم، وستبقى دماء الضحايا لعنةً تطاردكم، ووصمة عارٍ لن تُمحى من على جبينكم».
وتوجه «بتحية إكبارٍ واعتزاز لكلّ المتضامنين مع شعبنا وقضيّته العادلة على امتداد العالم، ونحن على ثقةٍ تامةٍ بأنّكم ستكونون أهلاً لحمل الأمانة ونقل صوت شعبنا ومعاناته وما يتعرّض له من كلّ صنوف الإبادة والتنكيل والاضطهاد داخل وطنه أو في كلّ مواقع اللجوء».
وختم مؤكّداً «لكل أعداء شعبنا وأمّتنا، أنّ الحرب مفتوحة والقادم أعظم والمقاومة مستمرّة ما بقي الاحتلال قائماً ولشعوب أمّتنا وأحرار العالم نقول، سيبقى الشعب الفلسطينيّ كما عهدتموه شامخاً مقاوماً، يرفع راية المقاومة حتى التحرير والنصر».