وائل الدحدوح
كما كانت شيرين أبو عاقلة صوت الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 لعقدين وأكثر، كان وائل الدحدوح صوت غزة لهذين العقدين وأكثر. فقد تجاوز الشعور بصوت شيرين ووائل حدود التفاعل مع قناة الجزيرة التي يطلان من خلالها، بحيث إنه في محطات كثيرة يمكن لنا أن نغضب من الجزيرة ونخالفها في الكثير، كما هو الحال خلال الحرب على سورية، لكن بقي لشيرين ووائل مكانة خارج هذا الاختلاف.
استشهدت شيرين وشعرنا بحسرة خسارتها، وهي في الخط الأمامي لمخيم جنين مخلصة لمعركتها الفلسطينية الخالصة، بعيداً عن التفاصيل، وبالأمس أصيب وائل بخسارة عائلته ورأيناه يبكي بكاء الرجال الصابرين الصامدين، فأحسسنا بوجعه وتعاطفنا معه وانفعلنا وتفاعلنا، ومن قلب المحنة التي يعيشها قطاع غزة صارت المحنة مع وائل في بيوتنا، فاختصرت عائلته مأساة العائلات الفلسطينية.
نموذج الإعلامي المخلص لقضية وطنه قدّمته شيرين قبل أن تُستشهد وتعمّدت بشهادتها أيقونة. ويجسّد هذا النموذج اليوم وائل الدحدوح، الذي يشعر كل من يتابع أخبار غزة أنه واحد من أفراد عائلته، لصدق ما يختزن وجدية ما يقدم، وإخلاصه للهوية والقضية اللتين تمثلهما غزة ومقاومتها وفلسطين.
نتقدّم من وائل الدحدوح بخالص العزاء لمصابه بعائلته، ونشدّ على يديه ليواصل رسالته ويعضّ على الجراح التي تواسيها جراحات الآلاف في غزة وفلسطين.
هذا النموذج للإعلامي الواقف على خطوط النار، يستحقّ التقدير والإكبار. وهذا القتل المجنون وصمة عار على جبين كيان الاحتلال ومن خلفه قادة الغرب العنصريّون، الذين يتشدّقون بالحديث عن حقوق الإنسان، لكنهم لا يرون أن شعوبنا تستحقها.
التعليق السياسي