ثقافة وفنون

بلادنا.. نصر لا يزول

‭}‬ عبير حمدان
«لا يوجد جرحى.. الكل شهداء»، «أمي أعرفها من جديلتها».. و»يوسف..» الذي لا يعرف حتى الآن بأي ذنب جعل الشيطان القاتل من بياضه رماداً… وكتابة الأسماء الثلاثية على الأجساد كي لا يشتتها الموت.
الأطفال في غزة لا يكبرون لأنهم يخرجون من رحم المعاناة شهداء، والقاتل يمعن في قطع حبل الوريد وحرق الأحلام وكل مَن يهادن ويعمد إلى تدوير زوايا القتل شريك في الجريمة الممتدة من البحر إلى النهر..
الأطفال في غزة يحبون الحياة والألوان والرسم الحر لأنهم يعرفون عدوّهم جيداً يرسمون أسماءهم على أجسادهم، على أيديهم المبتورة، وعلى أقدامهم الصغيرة المتجذرة في الأرض.. هذه الأقدام المقدسة المتعمّدة بالكرامة التي لا يدركها عُتاة هذا الزمن المرّ..
في غزة يرتفع عند كل ركن صليب. فالقاتل هو نفسه ودرب الجلجلة هو نفسه، في غزة يفوح عبق كربلاء وتضجّ السماء بنقاء الأرواح المحلقة إلى ما بعد الحياة، لا بل إلى الحياة بتينها وزيتونها وملائكتها…
هي قصة «يوسف» والأخوة غافلون ينتظرون ويتلكئون والبئر عميقة، لكن في آخر النفق وميض مشع بنور المقاومة ولا شيء سوى المقاومة، لا يُصان الحق إلا بالقوة النابعة من الإيمان بأنها بلادنا من مشرقها الى مغربها.. فالبحر لنا والنهر لنا والزرع لنا والطير يحلق حراً في سمائنا.. والأشجار في قرانا بنادق والتبغ قنابل والقمح بداية نصر لا يزول..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى