لقاء تضامنيّ مع غزة في مقرّ «العماليّ» بعنوان «أجراسُ العودةِ فلتُقرَع» وسفراء ونقابيّون أشادوا بالمقاومة البطلة والشعب الصامد أمام آلة القتل الصهيو غربيّة
نظّم الاتحاد العمّالي العام في لبنان واتحاد نقابات عمّال فلسطين – فرع لبنان، لقاءً تضامنيّاً مع أهالي غزّة وفلسطين بعنوان «الآن الآن وليس غداً أجراسُ العودةِ فلتُقرَع»، في مقرّ «العمّالي» كورنيش النهر.
شارك في اللقاء سفراء: السلطة الفلسطينيّة أشرف دبّور، الجزائر رشيد بلباقي وتونس بوراوي إمام، نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيس الاتحاد العماليّ العام الدكتور بشارة الأسمر ونائب الرئيس حسن فقيه، ممثّل حركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي، الأمين العام للاتحاد الدوليّ لنقابات العمّال العرب جمال القادري، الأمين العام للاتحاد العام لعمّال فلسطين عبد القادر عبدالله، نقيب الصيادلة جان سلّوم، نقيب أساتذة التعليم الرسميّ في لبنان حسين جواد، نائب نقيب المحرِّرين صلاح تقيّ الدين، أمين سرّ حركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، نائب رئيس المجلس الوطنيّ الفلسطينيّ علي فيصل، رئيس اتحاد نقابات عمّال فلسطين فرع لبنان غسان بقاعي، ممثل العشائر العربيّة الشيخ جهاد المانع، ممثّلون عن الأحزاب اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة والهيئات والمؤسّسات النقابيّة والاجتماعيّة وفاعليّات تربويّة وتعليميّة.
فقيه
بعد النشيدين الوطنيّين اللبنانيّ والفلسطينيّ، ألقى فقيه كلمة جاء فيها «يا أهلنا في فلسطين الضحيّة، فلسطين الحال والرسالة والهويّة، يا أيها القابضون على جمر وجودكم كما تقبضون على الزناد لكم منّا، من إخوتكم في لبنان، من عمّال لبنان المناضلين المكافحين الكادحين الذين تجرّعوا ويتجرّعون معكم ومثلكم كؤوس الصبر والصمود والتضحيات في عصر التخاذل والصمت والصفقات، لكم من لبنان التحديات، لبنان الإرادة والثبات والعدّة، من أرزه الخالد، وتبغه الصامد والمقاومة، من قلبه وعاصمته بيروت عاصمة الشرائع والحرف، من شماله الأبيّ والشامخ، من بقاعه الممتدّ قمحاً كزيتونكم الأخضر، من جبله الصلب الشامخ، ومن جنوبه المتوضئ الدائم بدماء الشهداء المسبق أبداً امتداداً لكم نبضاً ودماً وبندقيّة، منّا جميعاً جميعا في كلّ أسمائكم الحُسنى لكم في جنين النار وفي ضفة الانتفاضة وفي غزّة الثورة والعزّة».
الأسمر
بدوره، قال الأسمر «ألف تحيّة ووقفة عزّ وجلال، تضامناً يدعمها رغم هذا الصمت والمواقف الخجولة من البعض فيما الشعوب العربيّة والدوليّة تصرخ شجباً واستنكاراً لغطرسة وعدوانيّة ووحشيّة العدوّ الإسرائيليّ بحقّ المدنيين العُزَّل والأطفال والمسنين والنساء، بهمجيّة غير مسبوقة والتي هي جرائم إرهابيّة ضدّ الإنسانيّة».
السفير التونسيّ
من جهّته، أوضح إمام «أنّ شعبنا في فلسطين اليوم، وبالتوازي مع مقاومته للاحتلال الغاصب، هو أيضاً في خط ّالدفاع الأوّل للتصدّي لمشروع صهيونيّ عالميّ يستعملُ آلةَ دمارٍ إجراميّةٍ همجيّةٍ مسنودةٍ بوحدة تضليليّة إعلاميّة وسياسيّة واقتصاديّة تقوم على قتل وتكميم الأفواه والتهديد والاستئصال من أجل الحريّة دون حريّة الشعوب فكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً».
أضاف «على مدى أكثر من قرن من بداية هذه المؤسّسة الاستعماريّة، نشهد الغطرسة والوقاحة والعصبيّة اليوم في كلّ مكان في العالم، كاشفةً عن اقتصادها السياسيّ والعسكريّ والإعلاميّ والماليّ ومؤامراتها».
السفير الجزائري
واعتبر بلباقي «في هذا المقام وجب التذكير بموقف الجزائر وشعبها وحكومتها المتضامنين على الدوام مع فلسطين والفلسطينيين الذين يعانون من العدوان والقتل والتهجير القصريّ بسبب الاحتلال»، لافتاً إلى «أنّ الأبرياء العُزَّل من المدنيين وخصوصاً الأطفال، تعرّضوا لنيران القصف ومنع دخول الأدوية وبعض المواد الأساسيّة».
وأكّد «وقوف الجزائر غير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطينيّ الشقيق في مواجهة الاحتلال الغاصب وسياسات العدوان والإجرام والتهجير. وتبقى مقولةُ الجزائر مع فلسطين الظالمة أو المظلومة راسخةً أبديّة».
دبّور
أمّا دبّور فحيّا «المقاومة الفلسطينيّة البطلة في غزّة وفلسطين، على صمودها في وجه ارتكابات إرهابيّة وإجراميّة غير مسبوقة، وسط دعم أميركيّ وغربيّ لآلة القتل التي لا توفّر شيئاً من ممتلكات المواطنين الأبرياء لمجرّد الانتقام من أبطال فلسطين الذين أذاقوا العدوّ الإسرائيليّ درساً لن ينساه وأعادوا القضيّة الفلسطينية إلى زخمها بتأييد معظم شعوب العالم، بعد أن ظنّ الإسرائيليّ أنّ قضيّتهم المشروعة والمحقّة أصبحت طيّ النسيان».
عبد الهادي
وأشار عبد الهادي إلى «أنّ معركة طوفان الأقصى أعادت القضيّة الفلسطينيّة إلى الخارطة الدوليّة بعدما سعى العدو الإسرائيليّ إلى تصفيتها بالكامل من وجدان العالم والشعوب غير آبه بقانون دوليّ أو حقوق الإنسان ولا سيّما من خلال تصاعد عدوانيّته على الأقصى مراراً وتكراراً».
وأكّد أنّ «طوفان الأقصى أنتج معادلات جديدة وتاريخاً جديداً وصفحة جديدة وأوصل رسالة للعالم الذي تناسى القضيّة الفلسطينيّة، والتي مثّلت ضربةً قاضية لمنظومته السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والاقتصاديّة والمخابراتيّة».
وتابع «بكلّ فخر لقد قدّم شعبنا التضحيات لأجل الحريّة والعدالة معلناً تمسّكه بالأرض والمقاومة حتى إقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها القدس الشريف».
بقاعي
وقال بقاعي «نقولُ لغزّة وكلّ فلسطين إنّكم لستم وحدكم، كلّ الشعوب العربيّة والإسلاميّة وأحرار العالم معكم، ها هم منذ 25 يوماً يخرجون إلى الشوارعِ والساحات ليُعبّروا عن تضامنهم». وحيّا «المقاومة الفلسطينيّة التي كان لها شرف اقتحام غلاف غزّة في السابع من تشرين الأول والتي مرّغت أنف الاحتلال بالتراب». كما حيّا «روح الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة التي تهلُ بشائرها في الميدان بغزّة والضفة». وحيّا «المقاومةَ الإسلاميّة والوطنيّة اللبنانيّة والفلسطينية المرابطة على طول الحدود والتي تُقارِع الاحتلال وتُشاغله مقدمةً الدماء الزكية».
القادري
من جهّته أكّد القادري «أنّ الإدارة الأميركيّة والغرب المتصهين شريكان بكلّ قطرة دم تُراق على أرض فلسطين، وأنّ هذا الغرب المتصهين الذي لطالما تشدّق بالدفاع عن حقوق الإنسان وحريّة الشعوب والديمقراطيّة هاهو اليوم يتعامى عن جرائم هذا الكيان الغاصب».
وأشار إلى أنّ الاتحاد الدوليّ لنقابات العمّال العرب «يُتابع مع اتحاد عمّال فلسطين أوضاع 60 ألف عامل فلسطينيّ مجهولي المصير، يعملون داخل ما يسمى الخط الأخضر في فلسطين و4 آلاف عامل معتقل في سجون الاحتلال، وأنّ الاتحاد الدوليّ وجّه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بأن ما يجري في فلسطين هو جريمة مكتملة الأركان ووصمة عار في جبين الإنسانية، كما توجه الاتحاد الدولي برسالة للمدير العام لمنظمة العمل الدوليّة ليقوم بمعالجة أوضاع العمّال الفلسطينيين، وخاطب الأمين العام للجامعة العربية ليقوم العرب بأضعف الإيمان وهو تجميد وإلغاء التطبيع مع الكيان الغاصب».
ولفت إلى قرار المجلس المركزيّ للاتحاد الدوليّ «لإرسال قافلة مساعدات لأهلنا في فلسطين بالتعاون مع اتحاد عمّال مصر، وعدم ادخار أيّ جهد والعمل لتصليب صمود أهلنا في فلسطين».
وكانت كلمات لعدد من الشخصيّات المشاركة، دانت «العدوان الإسرائيليّ بحقّ الشعب الفلسطينيّ في غزّة والضفّة الغربيّة وقيامه بعمليّات إرهابيّة غير مسبوقة».