حرب خطيرة جداً…
} عمر عبد القادر غندور*
في مشهدية غريبة على شاشات التلفزيون العالمية تناوب على الظهور وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء، والناطق باسم حكومة العدو على مساحة 20 دقيقة لم يقولوا فيها جديداً ولم يبيّنوا أسباب هذا الظهور سوى التأكيد على استمرار الحرب على البشر والحجر وحتمية النصر!
وكان لافتاً التوتر الشديد على قسمات وجه نتنياهو ونظراته القلقة في كلّ اتجاه دون تركيز وثبات، وأطلق رشقات من التهديد والوعيد مؤكداً انّ الحرب لن تتوقف إلا بعودة المحتجزين لدى حماس وبمسح هذا التنظيم من الوجود، متهماً الفلسطينيين ومن يساندهم بالبربرية والتخلف والتوحش وارتكاب الفظائع بالأطفال والنساء والمدنيين، وخطر هؤلاء على المتمدّنين من أصحاب القيَم في العالم كافة»!
ترى هل كان نتنياهو المضطرب يضحك على الناس أم على نفسه؟
وهل يظنّ أنّ حرب الإبادة التي يتعرّض لها الفلسطينيون في غزة وقصف بيوتهم بالطائرات وهدمها على رؤوس ساكنيها وسقوط نحو عشرة آلاف شهيد نصفهم من الأولاد والنساء في أفظع مذبحة في القرنين العشرين والواحد والعشرين إلى جانب قطع المياه والكهرباء والغذاء وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف كان بفعل غير اليهود الذين يريدون ترحيل أصحاب الأرض والحلول مكانهم؟
مثل هذا التوحش والحرب التي تخوضها دولة الاحتلال عبر أحدث الطائرات والإمدادات الأميركية والأوروبية هل تبرّرها الفيديوات الهوليودية الكاذبة التي وزعوها على العالم والتي تصوّر مقاتلين يطلقون النار على الأطفال ويقطعون رؤوسهم على مرأى من أوليائهم، ويعتدون على النساء عبر لقطات ومونتاجات كاذبة فاجرة لا تنطلي على أحد، ليتخذوها ذريعة لهذه المذابح التي يرتكبها الصهاينة! وهم الذين وصفهم القرآن الكريم «ثُمَّ قَسَت قُلُوبُكُم مِّن بَعدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَل حِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسوَة وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ. ٧٤ البقرة»، وهم الذين اشتهروا على مدى الأزمان والدهور بكذبهم وتحريفهم وتمرّدهم على نبيّهم موسى.
وبعد نحو 25 يوماً على الحرب على أطفال ونساء ومنازل غزة، لا يبدو في الأفق ما يشير الى نهاية هذه الحرب، ولا يجوز أن يغفل العرب والمسلمون عما يريده الصهاينة من هذه الحرب التي يريدون منها تهجير سكان قطاع غزة الى سيناء او النقب في خطوة أولى ثم تهجير سكان الضفة الغربية والقدس إلى الأردن، ثم «ترانسفير» مركّب لعرب 1948 في يافا وعكا والجوار… وفي إحصاء أجري في العام الحالي 2023 تبيّن أنّ عدد العرب في فلسطين يبلغ مليوني و 48 ألفاً ويمثل عرب 48 نسبة 21% من سكان الكيان المحتلّ.
وقد ترى «إسرائيل» في حضانة الولايات المتحدة وأوروبا، ومدّها بالعتاد وأحدث الأسلحة وعشرات السفن الحربية وتقاطر الرؤساء الى زياراتها في عز الحرب، والأكثر من ذلك هذا الصمت العربي المريب الذي رأيناه في أبشع صوره… ولذلك، نرى أنّ الحرب على قطاع غزة قد تمتدّ فصولها الى أبعد من غزة…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي