إيران نقلت الحرب الى داخل الكيان
} نضال حمادة
بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أرسل جورج بوش وديك تشيني جنوداً أميركيين للموت في الشرق الأوسط،
تراكمت على الولايات المتحده ديون بقيمة 7 تريليون دولار بسبب حروب لا طائل من ورائها.
وليشنّوا هذه الحروب الخاسرة التي كلفت التريليونات، وقتلت الملايين، وأكسبت السياسيين الفاسدين المليارات، أصدروا قانون الوطنية وانتهكوا الدستور واستخدموا القضاء كسلاح.
وبعد مرور 20 عاماً، لا تزال حركة طالبان تتولى زمام الأمور في أفغانستان. وبعد 20 عاماً، أصبح هناك نظام مناهض لأميركا ومؤيد لإيران يدير العراق. والآن بعد مرور 20 عاماً، يحاول ديك تشيني رقم 2 إستعادة الحزب الجمهوري مرة أخرى وفي غزة هذه المرة.
يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إلى «إسرائيل» في جولة إقليمية جديدة. ومن الجدير بالذكر أنه في شهادته أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، صرّح علناً عن خطة إدارة بايدن لرؤية السلطة الفلسطينية تعود إلى قطاع غزة الذي طردتها منه حماس في عام 2007، بعد عام من فوز حركة المقاومة الإسلامية في الانتخابات.
ازدواجية إدارة بايدن تبدّد الغموض الاستراتيجي الذي يحيط بموقفها حتى الآن. إنّ ما يظهر هو مشروع غريب للمحافظين الجدد يهدف إلى فرض تغيير النظام في غزة من خلال الإكراه وإقامة نظام ناعم، في منتصف الطريق نحو «حلّ لما يسمّونه مشكلة غزة.
هذا التغيير يقضي نهائياً على القضية الفلسطينية بما فيها حلّ الدولتين الذي يتمسّك به العرب من حلفاء أميركا.
امتدّت يد «إسرائيل» خلال السنوات الثماني الماضية ضدّ إيران، قتلت علماء الذرة الإيرانيين داخل البلاد، قصفت دورياً سورية ومصالح إيرانية في هذا البلد؛ قتلت أميركا اللواء قاسم سليماني في مطار بغداد، بدأ الكيان اللعب بالداخل الإيراني من أذربيجان حيث للموساد وللجيش الإسرائيلي قواعد مهمة وكبيرة تعمل ضدّ إيران…
سيطرت أذربيجان على إقليم ناغورني كاراباخ بمساعدة تركية وإسرائيلية، وأصبحت تهدّد بقطع الطريق الواصل بين أرمينيا وإيران والذي يمرّ بشريط أرميني محاط بأراضي أذربيجان.
لعبت «إسرائيل» وأميركا بالأكراد في الداخل الإيراني عبر قضية مهسا أميني.
كانت العملية العسكرية الأذربيجانية الأخيرة ضدّ أرمينيا النقطة التي طفح بها الكيل بالنسبة لإيران؛ في نفس الوقت كانت المقاومة الفلسطينية في غزة تتعرّض لعملية خنق وحصار ينذر بموت بطيء ما يفقد إيران حليفاً مركزياً في غرب آسيا ويقضي كلياً على القضية الفلسطينية.
في العراق وسورية تشنّ أميركا حرباً بطيئة لكنها قاسية ضدّ البلدين الحليفين لإيران، بل أعرب مسؤولون أميركييون مؤخراً عن عزم أدارة بايدن على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ولمّحت «إسرائيل» الى إمكانية اغتيال الرئيس السوري!
بدأ الردّ في الضفة الغربية منذ سنة تقريباً، وأذكر في آخر اجتماع في فيينا حول النووي الإيراني قبل سنة اشترطت أميركا وقف العمليات في الضفة الغربية مقابل وقف التظاهرات في كردستان. إيران رفضت هذا الابتزاز الأميركي الذي أرادت من خلاله واشنطن وقف دعم إيران للمقاومة الفلسطينية .
بسبب كلّ ما ذكرنا كان لا بدّ من نقل المعركة الى داخل الكيان الصهيوني الى فلسطين التي يحتلها على أن يكون الردّ قوياً وموجعاً ومغيّراً لكلّ المعادلات في المنطقة .
بعد تراجع السنوات الثماني الماضية بدأ هجوم المحور في 7 تشرين الأول الماضي في غلاف غزة، وسرعان ما بدأت الاشتباكات في جنوب لبنان حيث حشدت «إسرائيل» ثلاث فرق عسكرية؛ بدأت صواريخ المقاومة العراقية تقصف القواعد الأميركية، وبعدها أعلن اليمن الحرب على الكيان وبدأت صواريخ اليمن ومُسيّراته تتجه لقصف «إسرائيل».
اليوم يوجه أمين عام حزب الله خطابا يتوقع أن يكون تصعيدياً بالتزامن مع زيارة وزير خارجية أميركا الى الكيان الاسرائيلي.
المعركة التي كانت في بلدان محور المقاومة انتقلت الى مدن ومستعمرات الكيان…
في الغرب يهمسون أنّ هناك في إيران أحد ما كان على علم بهجوم 7 تشرين الأول قبل حصوله.
انه انقلاب كبير ما قبله ليس كالذي بعده…