لقاء حاشد بالذكرى 69 للثورة الجزائريّة ضدّ المحتلّ الفرنسي بلباقي: ملتزمون مساندة الفلسطينيّين في مقارعة الاحتلال الصهيونيّ حردان: سيبقى الشعب الجزائريّ خيرَ سندٍ لقضيّتنا القوميّة وقلبها النابض فلسطين
ـ الأمّة لا تنسى موقف ثوار الجزائر يوم الاستقلال بأنّ استقلال بلدهم لا يكتمل إلاّ باستقلال فلسطين
لمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاندلاع الثورة الجزائريّة ضد المحتلّ الفرنسيّ، عقدت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأُمّة» اجتماعاً استثنائيّاً في مقرّ السفارة الجزائريّة، بحضور رئيس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأمين أسعد حردان ممثّلاً بناموس المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي، المُنسّق العام للحملة معن بشّور، سفير الجزائر في لبنان رشيد بلباقي، سفير فلسطين أشرف دبّور، عضو المجلس السياسيّ في حزب الله محمود قماطي، أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينيّة وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، ممثّل حركة «حماس» مشهور عبد الحليم، ممثّل حركة «الجهاد الإسلاميّ» محفوظ منوّر، عضو الأمانة العامّة لـ»لمؤتمر القوميّ العربيّ» فيصل درنيقة ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وعدد من الشخصيّات والفاعليّات.
بلباقي
افتتح السفير بلباقي اللقاء بكلمة جاء فيها «نلتقي اليوم لمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والستين لاندلاع ثورة 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 المجيدة ويأتي إحياء عيد الثورة المباركة لهذا العام تحت شعار «ثورة الأبطال وعهد الرجال»، هذه المحطّة الغالية التي نستذكر فيها وبكلّ إجلال تضحيات الشعب الجزائريّ الأبيّ الذي عانى الويلات وعاش المآسيَ والمعاناة عبر كلّ أنواع الظلم والتعذيب والتهجير وطمس لهويّته العربيّة الإسلاميّة في سبيل تحقيق استقلاله والتمتُّع بحريّته المسلوبة والحفاظ على وحدته الترابيّة».
وجدّد «مواقف الالتزام ومساندة الجزائر للشعب الفلسطينيّ الشقيق ودعمها لقضيّته العادلة في مقارعته للاحتلال الصهيونيّ الذي يتفنّن في استعمال كلّ أنواع الأسلحة وممارسة شتّى أنواع التعذيب والإبادة البشريّة»، معرباً عن يقينه «بأنّ صاحب الحقّ والأرض سيواصل نضاله وكفاحه ومقاومته حتى النصر مهما طالت المعركة وسيُقيم دولته الفلسطينيّة المستقلّة عاجلاً أو آجلاً وعاصمتها القدس الشريف».
ونوّه بكلمة رئيس الجمهوريّة الجزائريّة الدكتور عبد المجيد تبون «والذي أكّد في أكثر من مناسبة موقف الجزائر تجاه القضيّة الفلسطينيّة، حينّ صرّح بقوله «الفلسطينيون ليسوا إرهابيين ولن يكونوا إرهابيين ومن يُدافع عن الحقّ والأرض ليس إرهابيّاً، وأنّ ما يحدث في غزّة جرائم كاملة الأركان وجرائم ضدّ الإنسانيّة».
بشّور
ثم تحدث بشور، فقال «من بلد المليون شهيد إلى فلسطين الشهيد بعد الشهيد، نلتقى اليوم واللقاء له معنى خاص، ليست المرّة الأولى التي نلتقي بها في سفارة الجزائر في ذكرى ثورة الفاتح من نوفمبر، ولكن لا شكّ أنّ للقائنا اليوم معنى خاصّاً لأنّه يأتي في قلب إعصار يعصف بالمنطقة، في قلب ما يوصف بالإقليم، زلزال يودي بحياة الآلاف من أبناء شعبنا، زلزال قادت إليه عمليّة بطوليّة نفّذها إخواننا في كتائب عز الدين القسّام وفي كلّ القوى الفلسطينيّة المقاومة».
وأضاف «هذا اللقاء يعني الكثير فهو يعني تقديراً للجزائر التي رفعت منذ استقلالها شعاراً لن ننساه «أنّ استقلال الجزائر لا يكتمل إلاّ باستقلال فلسطين»، وما زالت الجزائر أمينة لهذا الشعار ملتزمة بقضيّة فلسطين، ولن ننسى موقفها يوم قيل عام 2005، أنّ قمة في الجزائر ستُعقد من أجل اتفاق تطبيع عربيّ شامل مع العدو الصهيونيّ يومها وقف المسؤولون الجزائريّون ليقولوا ليست الجزائر البلد الذي يخرج منه اتفاق للتطبيع مع العدو الإسرائيليّ، وها نحن اليوم وبعد كلّ هذه السنوات على ثورة الجزائر نجد أنفسنا في لبنان نحتفل ونحيي هذه الذكرى وسط انتفاضة شعبيّة كبرى في أمّتنا ومع أحرار العالم كافّة، والكثير منّا يذكر أنّ الجزائر لم تتخلّ يوماً عن لبنان وبقي رئيسها ومندوبوها يأتون إلى لبنان من أجل أن يخرج لبنان من محنة فُرضت عليه وعلى شعبه».
وتابع «لذلك هذا اللقاء، هو لقاء الوفاء من لبنان وفلسطين، لقاء الوفاء للجزائر، لقاء الوفاء لشهدائنا في غزّة والضفّة وجنوب لبنان، لأبطالنا من كلّ قطر عربي من اليمن ومن العراق الذين أكّدوا أنّنا أمّة واحدة ونتطلع إلى أن نرى قرارات مماثلة من كلّ الدول العربيّة ولن نُطالبها بدخول الحرب اليوم، ولكن نُطالبها برفع الحصار عن غزة وبوقف النار على غزّة، وبتشكيل قوة عربيّة توقف حمم النار على شعبنا وعلى أطفالنا وعلى نسائنا».
عبد الحليم
ثم تولّى حيدر إدارة اللقاء، داعياً إلى الوقوف دقيقة صمت «إجلالاً لشهداء الأُمّة على مدى الأيام وعلى امتداد الوطن الكبير وآخرهم شهداء فلسطين ولبنان».
وألقى عبد الحليم كلمة وجّه فيها التحية إلى دولة الجزائر «التي تقف دائماً إلى جانب فلسطين، والتي ما توقفت عن التعبير عن موقفها الثابت تجاه القضيّة الفلسطينيّة، ظالمةً أو مظلومة، وهذا شعار سارٍ إلى ان يتحقق النصر لفلسطين وأن يعود الشعب الفلسطينيّ إلى أرضه ووطنه من المنافي».
وأضاف «لا نخشى كلّ هذه الجموع والأساطيل والجيوش والذين يعتبرون أنهم استجلبوا فرقاً لها خبرات في القتال، نقول لهم إن رمال غزّة ستبتلعكم وسننتصر على هذا القاتل المجرم الذي يصبُّ حمم ناره على الأطفال والنساء».
قماطي
بدوره، هنأ قماطي الجزائر بعيدها الوطنيّ وبالذكرى السنوية لانتصار الجزائر التي «كانت من أهمّ انتصارات الشعوب وتحريرها والمقاومة ضدّ الاحتلال أيّا كان هذا الاحتلال» وحيّا مواقف الرئيس تبون التي دعمت المقاومة.
وعن محور المقاومة قال قماطي «إنّنا محور متكامل لا يظننّ أحدٌ أنّ أحد أركان المحور يُستفرد به ولا يتحرك المحور بكامله عندما تصل الأمور إلى الخطر وإلى المواجهة الجديّة، نحن محور ونحن في لبنان جزء من هذا المحور ونعتبر أنّ قضيّته أساساً من العراق إلى اليمن إلى سورية إلى لبنان وفلسطين وصولاً إلى الجزائر، كلّنا همّنا فلسطين وقضيّة فلسطين وتحرير فلسطين وهذا العدوّ لن يُصبح يوماً وجوداً وكياناً طبيعيّاً يُطبّعون معه في المنطقة، سيبقى عدواً ولن نتراجع عن المقاومة حتى نُحرِّر فلسطين كلّ فلسطين، وحتى يزول هذا الكيان من الوجود».
أبو العردات
وتحدث أبو العردات عن بدايات الثورة الفلسطينيّة وكيف فتحت الجزائر أول مكاتب للثورة الفلسطينيّة المعاصرة وأنّ الجزائر قدمت مليون ونصف مليون شهيد وما زالت تُقدِّم لفلسطين، مؤكّداً «أنّ الجزائر الدولة الوحيدة التي ما زالت إلى اليوم تفي بالتزاماتها الماديّة وتعليم الطلاب وما زالت حتى اليوم تدعم فلسطين وشعب فلسطين ولم تنقطع يوماً».
قبلان
وألقى عبّاس قبلان كلمة حركة «أمل»، فحيّا الجزائر وقيادتها على «مواقفهما الداعمة للثورة الفلسطينيّة وللمقاومة في جنوب لبنان ولغزّة الصامدة رجالها وشبابها وأطفالها ونسائها ولكلّ مقاوم امتشق بندقيّته دفاعاً عن القضيّة الفلسطينيّة». وحيّا «أبطال اليمن تأييداً لفلسطين»، كما حيّا سورية والعراق وإيران. وأشار إلى «أنّ لقاء اليوم لننعي النظام الرسميّ العربيّ الذي سقط تحت أقدام أطفال غزّة. ووجه التحيّة إلى الشعوب العربيّة وأحرار العالم على تحركهم نصرةً لفلسطين وغزّة».
منوّر
من جهته، أكّد منوّر أنّ غزّة «تقود معركة الأُمّة وهي سدّ منيع أمام استهداف الأُمّة»، معتبراً أنّ هذا الحجم الكبير من الجيوش التي جيء بها من الأطلسيّ لضرب غزّة «إنّما جاءت لإعادة احتلال المنطقة» وأشار إلى أنّ «ما يحصل في غزّة يؤكّد أنّنا على موعد مع نصر قريب»، وطالب مصر بأن تأخذ موقفاً كما طالب كلّ العرب بفتح معبر رفح «فهو معبر برّي وتحت سيادة مصر».
وختم «يتحدّثون عن حلول بعد معركة غزّة ونحن نقول سقط مشروع التهجير ويسقط مشروع إسقاط غزّة».
دسوم
وتحدّث المحامي رمزي دسوم باسم «التيّار الوطنيّ الحرّ» فحيّا الجزائر شعباً وقيادةً في ذكرى التحرير. كما حيّا «بطولات شعب غزّة في وجه عمليّات الإجرام الصهيونيّ التي هي جرائم حرب يندى لها الجبين» وقال «أثبتت المعادلة الذهبيّة الشعب والجيش والمقاومة أنّها الوحيدة القادرة على صنع الانتصار وأن «التيّار» سيقوم بواجبه في حال فُرضت الحرب على لبنان من غطاء وطنيّ واستقبال للبنانيين».
بدر
وطالب عضو المكتب السياسي لـ»الجبهة الديمقراطيّة» ركان بدر في كلمته بأن «تكون الوحدة السياسيّة تكملة للوحدة الميدانيّة التي تجلّت في المعركة الدائرة في غزّة والضفة».
مهدي
كلمة رئيس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأمين أسعد حردان ألقاها ممثله ناموس المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي، الذي قال: «في الجزائر – العاصمة، حيٌّ يُطلق عليه اسم «القصبة» شكّل متحفاً مفتوحاً يحكي تاريخاً من المقاومة، ويختصر لزوّاره قصة بلاد لم تبخل بدماء الملايين من أبنائها، فقدّمتهم شهداء لتحيا الأجيال القادمة كريمة عزيزة. من هذا الحي الذي يعني اسمه «وسط المدينة» انطلقت الشرارات الأولى للثورة في العاصمة الجزائريّة حيث كان معقل الثوّار في دار «السبيطار» التي كانت ملجأ للمجاهدين الذين أوقدوا الثورة في وسط العاصمة، وزلزلوا الأرض تحت أقدام المحتلّ الفرنسيّ».
أضاف مهدي «عند مدخل حيِّ القصبة»، وبالتحديد على بعد أمتار من مسجد «كتشاوة»، يستقبلك أحد معالم المقاومة والصمود، المنزل الذي نسفه المُستعمر في الثامن من تشرين الأول عام 1957 ليرتقي نتيجة ذلك الشهداء علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي ومحمود بوحميدي وعمر الصغير».
وتابَع «هو مشهدٌ قصيرٌ، لكنّه يختصر 132 عاماً من الصراع الذي خاضه الشعب الجزائريّ الشقيق في مواجهة واحد من أعتى قوى الاستعمار عبر التاريخ. ولأنّه شعب يعي جيداً معنى التضحية والفداء، كان ولا يزال، ونحن متأكّدون أنّه سيبقى، خير سند لقضيّتنا القوميّة، وقلبها النابض دوماً، فلسطين».
وختم مهدي قائلاً «في العيد التاسع والستين لثورة الفاتح من نوفمبر، التحيّة للجزائر بجميلتيها جميلة بوحيرد وجميلة بلباش. والخلود للأبطال بن عبد الملك رمضان وزيغود يوسف وباجي مختار وديدوش مراد وسويداني بو جمعة وبو علي السعيد. وكلّ عام وجزائر الشهداء إلى انتصار جديد».
دبّور
وألقى كلمة «الجبهة الشعبيّة – القيادة العامة» غازي دبّور فقال «نلتقى اليوم في سفارة الجزائر في حضرة الشهداء. نحيّي الجزائر وشعبها وقيادتها لوقفتهم تجاه فلسطين. نلتقي وشعبنا في غزّة والضفّة وأراضي 48 يتعرّض للمجازر والعدوّ لم يجد مخرجاً إلاّ بارتكاب المجازر في حقّ شعبنا الفلسطينيّ».
غريب
وتحدّث الدكتور علي غريب باسم حزب البعث العربي الاشتراكي فأشار إلى أنّنا «اليوم نخوض معركة يتمحور فيها محور من الشرفاء ومن فصائل المقاومة التي تقاوم في فلسطين ومحور آخر مع كلّ الأسف يتصدى للصواريخ اليمنيّة من أقطار عربيّة».
داغر
من جهتها، حيّت رئيسة «اللجنة العربيّة لحقوق الإنسان» الدكتورة فيوليت داغر غزّة وشهداءها ونساءها وأطفالها وأعلنت انسحاب اللجنة من المجلس الاقتصاديّ الاجتماعيّ التابع للأمم المتحدة «لأنّهم لم يتركوا لنا أيّة صدقيّة».
عبدو
وتحدّث هيثم عبدو باسم «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين» فاعتبر «أنّ ما يجري الآن في غزّة هو إبادة جماعيّة للشعب الفلسطينيّ حيث يقوم الكيان الصهيونيّ بهجوم وحشيّ هو الأكثر جنوناً والأعنف منذ بداية الحرب» ودعا كلّ الشعب الفلسطينيّ للنزول إلى الميادين في الضفّة الغربيّة وفي الداخل الفلسطينيّ المحتل منذ 1948 وفي مخيّمات اللجوء في الشتات من أجل دعم أهلنا في غزّة.
رضا
ورأى «رئيس التجمّع الطبيّ الاجتماعيّ اللبنانيّ الدتور رائف رضا أنّه «في ظلّ غياب المنظمات الصحيّة الدوليّة والعربيّة والإسلاميّة عن دورها في التدخّل الصحّي خصوصاً في هذه الإباده وجرائم الحرب بعدما قُصفت المستشفيات، نشعر أنّ واجبنا أن نرفع الصوت عالياً لتدخُّل إنسانيّ لإنقاذ شعبنا في غزّة».
الزعبي
وتحدث محمد الزعبي باسم «المؤتمر الشعبيّ اللبنانيّ». فوجه التحية إلى «غزّة الصمود والمقاومة وإلى شعبها الذي لم يبخل بالدم في سبيل نيل حريّته واستقلاله على طريق القدس»، مؤكّداً «أنّ المجازر التي يرتكبها العدوّ الصهيوني هي مجازر ضدّ الإنسانيّة». وتساءل «أين حقوق الإنسان؟ وأين القرارات الدوليّة وآخرها قرار الأمم المتحدة بوقف العدوان على غزّة؟».
رمضان
وقال فؤاد رمضان تح باسم «اليسار المقاوم» إن «شعب ودولة الجزائر يُدركون ولا ينسون أنّ كلفة الاستقلال كانت مليون ونصف شهيد، لذلك نرى أنّ الجزائر احتضنت فصائل حركة التحرر العربيّة وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية»، مضيفاً «ها هي اليوم غزّة ترسم ومعها الضفة الغربيّة عناوين العزّ والكرامة، بالصمود والقتال لعدوّ الأمّة و عدو البشريّة مدعوماً من رأس الإمبرياليّة الأميركيّة والأطلسيّة والأوروبيّة، إنّ تاريخ العرب الأحرار يُرسم اليوم، ومطلوب من كلّ الأحرار العرب وأصحاب الضمير الحيّ والحسّ الإنسانيّ في العالم التحرّك الفاعل لوقف المجازر في حقّ المدنيين».
درنيقة
وتحدث فيصل درنيقة عن دور أعضاء «المؤتمر القوميّ العربيّ» في كلّ أنحاء العالم العربيّ والمَهاجِر في إطلاق العديد من التظاهرات الشعبيّة في كلّ أنحاء العالم، تأكيداً على وحدة الأمّة وأحرار العالم وبوصلتهم فلسطين.