الكلام المسؤول…
} عبير حمدان
إيقاع الحضور يتفوّق على سيل التحليلات الإيجابية والسلبية على حدّ سواء، يكفي أن يخاطب قائد لديه كلّ اليقين من مقدرته على تحقيق الانتصار الناس التي تتقن لغة الضاد جيداً ومفرداتها الشفافة والصادقة والواضحة والغاضمة على حدّ سواء حتى تدرك أنّ الإيمان بالأفعال أبعد من جدل عبثي ضمن عالم افتراضي معظم رواده لا يفقهون أدنى ما تخفيه الرسائل الموجهة الى عدو كلّ الأعراف الانسانية وكلّ من يصمت حيال لا إنسانيته وإجرامه.
وحين يعلن القائد أنه في قلب المعركة منذ اليوم الأول فلا حاجة لعناء النقاش مع «المتململين» الرافضين لأيّ منطق عقلاني والمعترضين بهدف الاعتراض والاستعراض وحسب…
في تموز 2006 وصفنا البعض بالمغامرين، وكانت الدماء تحفر عميقاً في شرايين الأرض، وكان الدمع حارقاً وغبار «الاعتدال» كثيفاً بسمومه، ولم ننكسر، وقبلها عبرنا بوابة التحرير في عام 2000 ومن لم يتنشق سماء الجنوب في تلك الأيام التاريخية لن يفقه معنى الخطاب المقترن بالفعل…
نحن لا نكتب مقالاتنا ضمن إطار عاطفي إنما نرصف قناعاتنا بأنّ الحق يعلو ولا يُعلى عليه وبأنّ الصراع الوجودي الذي نخوضه واقع ومن خلاله سنلاقي أعظم نصر في التاريخ ذلك لأنّ الجغرافيا لا يمكن لأيّ محتلّ أن يلغيها والتخاذل القائم من بعض من يجاهرون بـ «حب الحياة» مردود عليهم…
نحن أيضاً نحب الحياة إذا ما كانت مقترنة بوقفات العزّ ونعيشها أحراراً دون وصاية «البترو ـ دولار» وحفلات العربدة في مواطن «التطبيع» فيما الأطفال يرتقون ملائكة على اتساع سماء فلسطين، ولأننا نحب الحياة سنرفع الركام، ولأننا نحب الحياة نثق بمن يرابض على الثغور، ولأننا أهل الحياة نتقن القراءة بين سطور الكلام المسؤول.. ولأننا أبناء الحياة نتمسك بالمقاومة على كافة مستوياتها الثقافية والاجتماعية وحتى الافتراضية وندافع عنها من منسوب السمّ القادر على قتل الفكر أحياناً…