موقف العراق من الوضع الإقليمي
} محمد حسن الساعدي
على الرغم من التغييرات الجوهرية التي حدثت على النظام السياس العراقي، إلا انّ مواقفه لم تتغيّر من مجمل القضايا الاقليمية والتي تتعلق بالمنطقة عموماً، فكانت قضية فلسطين والقدس هي القضية الأمّ التي تحظى باهتمامه، وقد انعكس ذلك من خلال موقف المرجعية الدينية العليا منذ القدم، ولا يزال في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتهم القدس.
الحرب الأخيرة التي تشنّها «إسرائيل» على غزة غيّرت التوازنات الإقليمية والدولية مثلما تغيّرت المواقف العربية والإسلامية منها، وتبدّدت كلّ الآمال التي كان يتطلع إليها الفلسطينيون في موقف مشرّف من الوضع الإقليمي والدولي.
لذلك كانت المشاهد والصور الآتية من غزة، مثيرة لغضب الشعوب العربية وتحديداً العراق الذي سارع بالدعم الثابت لقضية فلسطين، وإعلان تأييده الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
العراق زاد من تواصله الدبلوماسي مع ملك الأردن عبدالله الثاني وكذلك مع الرئيس المصري وأمير دولة قطر، ورئيس إيران وآخرين، من أجل التوصل الى اتفاق لإيقاف الحرب على الأبرياء العزل، وتجنّب تصعيد الحرب وتوسيعها الى مناطق أخرى في المنطقة، وإدخال المساعدات الى غزة وركزت حكومة السيد السوداني على الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.
في المقابل هناك تباين للمواقف من القوى السياسية في العراق من الأحداث في غزة، فالقوى السياسية أكثر صمتاً من ردود إفعالهم، إذ أعرب رجال الدين وآخرين عن دعمهم لغزة ولكنهم دعوا الى موقف عراقي موحد، وفي نفس الوقت أكثر حذراً، ويبدو أنهم لا يريدون استعداء واشنطن والإبقاء على حسن النية في علاقتهم مع الغرب.
يبقى الموقف معلقاً على ما يحدث في غزة، وتبقى المواقف متذبذبة في توضيح الموقف، ولكن المعول على مواقف الجماهير التي عبّرت وتعبّر في أكثر من مناسبة عن موقفها الصارم من القضية الفلسطينية وضرورة أن يكون للشعب الفلسطيني أرض وبلد محرر، يعيش فيه بحرية دون أيّ تهديد يومي لحريته في بلده…
كما أنّ المجتمع الدولي لم يبق له عذر أمام الهمجية الصهيونية وكيف عبّر عن وحشيتهم في قتلهم للأطفال والأبرياء في المستشفى المعمداني الأهلي والذي راح ضحيته مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وأن يوقف إراقة الدماء واعترافه بأنّ ما جرى في غزة مذبحة جماعية، وأنّ الحرب غير متكافئة بين الطرفين، مع السعي الى إيجاد حلّ نهائي وجذري عبر إنهاء وجود الكيان الصهيوني الغاصب على الأراضي المغتصبة والمحتلة، وكما عبّر سماحة الإمام السيد السيستاني في بيانه الأخير الذي شجب الأفعال البربرية للكيان الصهيوني الغاصب.