ميقاتي تابع جولته العربيّة والتقى عبدالله والسيسي وبلينكن: استمرارُ التدهور في غزّة والجنوب يُهدِّد بتمدُّد الحرب إلى المنطقة
في إطار جولته العربيّة للتباحث في أوضاع المنطقة ولا سيّما العدوان «الإسرائيلي» على غزّة وجنوب لبنان، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عمّان حيث التقى ملك الأردن عبدالله الثاني، في حضور وليّ عهد المملكة الحسين بن عبدالله الثاني.
وأكد عبدالله خلال اللقاء “ضرورة تكثيف الجهود الدوليّة لوقف الحرب على غزّة ومنع توسّع دائرة الصراع في الإقليم”. وجرى التشديد على “أهميّة إيصال المساعدات الإنسانيّة من دون انقطاع للأشقاء في غزّة ودعم المنظّمات الإغاثيّة الدوليّة العاملة في القطاع”.
وتناول اللقاء الأوضاع في لبنان، حيث أكّد عبدالله “دعم الأردن لجهود الأشقاء اللبنانيين في تعزيز استقرارهم”. من جانبه، أشاد ميقاتي بجهود الأردن، بقيادة الملك عبدالله «في الدفاع عن القضايا العربيّة والعمل نحو السلام والاستقرار»، مشدِّداً على «ضرورة الاستمرار في الجهود لوقف الحرب في غزّة والتوصُّل إلى حلٍّ يُبقي الفلسطينيين في أرضهم لتبقى قضيّتهم حيّة ويُصار إلى التوصُّل إلى حلّ عادل ونهائيّ».
كما اجتمع ميقاتي مع رئيس الوزراء الأردنيّ بشر الخصاونة، في مقرّ رئاسة الحكومة الأردنيّة وجرى البحث في «ضرورة تكثيف الجهود العربيّة والدوليّة لوقف العدوان الإسرائيليّ على غزّة ومنع توسيع دائرة الصراع في الإقليم».
وأكّد الجانبان “موقف البلدين الداعي إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيليّ على غزّة وضمان وصول المساعدات الإنسانيّة للأشقاء في غزّة بشكل مستدام والرفض المطلق للتهجير القسريّ للفلسطينيين من أرضهم”.
وأكّد الخصاونة أنّ “الحصانة لإسرائيل في تجاوزها وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدوليّ والقانون الإنسانيّ الدوليّ بارتكاب المجازر واستهداف المدنيين، يجب أن ينتهي وأن يتوقّف، فالقانون الإنسانيّ الدوليّ يُحرِّم ويُجرِّم هذه الانتهاكات”، مشدّداً على أنّ “حياة الفلسطينيّ لا تقلُّ أهميّة عن حياة أيّ شخصٍ آخر في العالم”.
واجتمع ميقاتي في عمّان مع وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن الذي كان في زيارة للأردن أول من أمس، وشارك في الاجتماع سفير لبنان في الأردن يوسف إميل رجّي، مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف ونائب رئيس موظّفي وزارة الخارجيّة توم سوليفان.
وخلال الاجتماع، أكّد ميقاتي “أولويّة العمل للتوصُّل إلى وقف إطلاق النار في غزّة لوقف العدوان الإسرائيليّ المستمرّ هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيليّ على جنوب لبنان وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل باستخدام الأسلحة المحرّمة دوليّاً للإمعان في إحداث المزيد من الخسائر البشريّة وتدمير المناطق والبلدات الجنوبيّة”.
وشدّد رئيس الحكومة على “أنّ لبنان الملتزم الشرعيّة الدوليّة وتطبيق القرار الدوليّ الرقم 1701، وبالتنسيق مع يونيفيل، يُطالب المجتمع الدوليّ بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الإسرائيليّة اليوميّة على أرضه وسيادته برّاً وبحراً وجوّاً”.
بدوره، شدّد بلينكن على “أنّه يبذل جهده لوقف العمليّات العسكريّة لغايات إنسانيّة على أن يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملفّ الأسرى”.
وكان ميقاتي التقى في القاهرة الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي وشارك في الاجتماع الوزير عبّاس كامل وسفير لبنان في مصر وجامعة الدول العربيّة علي الحلبي.
وعبّر ميقاتي عن تقديره “لوقوف مصر الدائم إلى جانب لبنان ودعمها له على الصُعد كافّة” وقال “إنّ مصر التي تحمل دوما هموم العالم العربيّ، تبذل جهداً كبيراً لوقف العدوان الإسرائيليّ على غزّة ووقف المجازر التي تُرتكب في حقّ الفلسطينيين. ونحن ندعم موقف الرئيس المصريّ برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وسعيه لإيجاد حلّ يبدأ بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والعمل تالياً على إيجاد حلّ دائم للقضيّة الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم المستقلّة”.
وتلقّى ميقاتي اتصالاً هاتفيّاً من رئيس وزراء هولندا مارك روته وبحث معه “في الوضع في لبنان وغزّة والمساعي الجارية لإحلال السلام” وفق بيان.
وكرّر رئيس الحكومة المطالبة “بوقف العدوان الإسرائيليّ على غزّة وجنوب لبنان، لأنّ استمرار التدهور على ما هو عليه يُهدِّد بتمدُّد الحرب إلى المنطقة ككلّ”.