تنديدٌ واسع بجريمة عيناثا وهمجيّة العدوّ الصهيونيّ: للمقاومة حقّ الردّ عليها وعدم تركها بلا عقاب

تواصلت أمس رود الفعل المندّدة بجريمة بلدة عيناثا الجنوبيّة التي ارتكبها العدوّ الصهيونيّ أول من أمس والتي استُشهد فيها ثلاثة أطفال وجدّتهم. وأكّدت المواقف حقّ المقاومة بالردّ على هذه الجريمة النكراء التي يجب ألاّ تُترَك من دون عقاب.
وفي هذا السياق، اعتبر النائب السابق إميل لحّود أنّ “ما من كلام يُقال في وجه فظاعة الجريمة التي أودت بحياة سميرة أيوب وثلاثة أطفال أبرياء في جنوب لبنان”، وقال في بيان “المجرم الإسرائيليّ الغدّار والجبان متخصّص في قتل الأطفال، ويملك سجلاًّ حافلاً بالمجازر، في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، كما في جنوب لبنان، ويحظى مع ذلك بغطاء من دول تُناصر، وهنا الغرابة، حقوق الإنسان”.
أضاف “سينال الأطفال الشهداء عدالة السماء، ولكن عدالة الأرض ستتكفّل بها حتماً المقاومة التي نثق بها، وبردود أفعالها. وإذا كانت هذه الخسارة لا تُعوَّض، فإنّ هذه الجريمة الفظيعة يجب ألاّ تُترَك من دون عقاب، ويجب أن تُقابَل بالتضامن اللبنانيّ، مع القتيل ضدّ القاتل”.
كما استنكر الأمين العام لـ”حركة النصال اللبنانيّ العربيّ” فيصل الداود “الجريمة العدوانية التي نفذها العدو الإسرائيليّ في بلدة عيناثا الجنوبيّة، وسبق ذلك استهدافه سيارتيّ إسعاف لكشّافة الرسالة الإسلاميّة وإصابة أربعة مسعفين، ما يدلّ على أن العدوّ الإسرائيليّ لا يميّز بين مدنيّ وعسكريّ في عدوانه الغاشم”.
وشدّد على أنّ “لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، لديه كامل الحقّ في الردّ على ما يقوم به العدوّ من أعمال عدائيّة وجرائم يشهد عليها العالم بأسره من دون أن يحرّك أحد ساكناً، وما نشهده في قطاع غزّة من دون أدنى شك من مجازر دمويّة، هي حرب إبادة تؤكّد أنّ كيان العدوّ لا يُقيم وزناً للإنسانيّة ولا تردعه دماء الأطفال والنساء عن ارتكاب المجازر بكلّ دم بارد، وهذا ما يؤكّد حقّ المقاومة في فلسطين في الدفاع عن الأرض والعرض بعدما تخلّى العالم عن نصرة فلسطين وقضيتها”.
بدوره رأى “حزب الاتحاد” في بيان، أنّ “العدوّ الصهيونيّ أقدم كعادته الإجراميّة على استهداف سيارة مدنيّة في جنوبنا الصامد، متجاوزاً قواعد الاشتباك وعدم المسّ بالمدنيين الذي حذّر منه الأمين العام لحزب الله وقائد المقاومة السيّد حسن نصر الله، وهو بذلك يُريد توسيع دائرة الاشتباك للاستفادة من الحشد الغربيّ الأميركيّ عبر أساطيلهم الموجودة في مياهنا والحماية السياسيّة التي يضفيها هذا التحالف على جرائم الاحتلال”.
ولفت إلى أنّ “الردّ السريع الذي قامت به المقاومة، يدلّ دلالةً واضحة على أنّ لبنان في ظلّ معادلات القوّة التي بات يمتلكها، لن تكون مغامرات العدوّ سهلة المنال ولن تنجيه تحالفاته، مستفيداً من الصمت العربيّ وعدم نجدته لإخوته في القطاع وفلسطين، والتي تدل على موافقة ضمنيّة على هذه الإبادة الجماعيّة وعلى ما يرسمه هذا العدوّ وحلفاؤه من مخطّطات لتغيير الخارطة الإقليميّة، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد”.
وقال “من غير المقبول أن يحدّد العرب قمّة لهم على مسافة زمنيّة بعيدة في ظلّ الارتكابات اليوميّة للعدوان وبشاعته في أرض العرب. وإنّ الخطوات الخجولة التي اتخذتها بعض الدول لا تتناسب مع حجم الجريمة المرتكبة، والرغبة الجامحة في نكبة جديدة توازي نكبة عام 1948، وإنّ تهديد العدوّ في استخدام ترسانته النوويّة في القطاع دليل على إفلاسه وعلى الصمود الرائع لشعبنا الفلسطينيّ على الرغم من المآسي الكبرى التي لحقت به، إلاّ أنّه مُمسك بأرضه التي تمثّل عزته وكرامته وعدم تكرار مآسي عام 1948”.
وختم “فالمراهنون على تسويات وحلّ الدولتين واهمون، لأنّ هذا الكيان الغاصب لديه مشروع معلن محدد الأهداف والنيّات بإقامة دولة تمتدّ من المحيط إلى الخليج. إنّه صراع وجوديّ مع هذا العدوّ لا تحكمه اعتبارات وحدود فهو صراع بين الحقّ والباطل، فأيّ اجتماع عربي لا تكون مقرراته مشابهة لما اتخذه مجلس الأمّة الكويتيّ سيكون دون آمال وتطلعات الشعب العربيّ”.
ودان التنظيم الشعبيّ الناصريّ، المجزرة التي ارتكبها العدوّ الصهيونيّ ضدّ المدنيين في بلدة عيناتا، مؤكّداً أنّ «هذا الاستهداف هو جريمة نكراء، ودليل إضافيّ على همجيّة هذا العدو ووحشيّته» واعتبر أنّ «العدوّ الصهيوني أراد من خلال هذا العدوان توسيع رقعة الاشتباكات وجر لبنان إلى الحرب»، داعياً «مدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان إلى ردع هذا العدو الذي يستشرس إجراماً وقتلاً للتغطية على فشله في استهداف المقاومة في فلسطين».
وأكّد «المؤتمر الشعبيّ اللبناني» في بيان «وقوفه بجانب المقاومة الإسلاميّة وحقّها وحقّ لبنان بالردّ والثأر لدماء الشهداء الأطفال والمدنيين» وطالب «كلّ اللبنانيين بموقف موحّد ضدّ هذا الإجرام الصهيونيّ»، لافتاً إلى أنّ «أي موقف يغرد خارج حقّ لبنان في معاقبة الصهاينة على جريمتهم في قتل الأطفال، لا يمكن لصاحبه أن يمت للكرامة الوطنيّة بصلة».
وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان للبعض بالقول « كفانا تأطيراً طائفيّاً وفرزاً دينيّاً، لأنّنا في بحر مذابح وطاحونة إبادة يمارسها الصهيونيّ بشراكة واشنطن وأوروبا على عين العرب ومسمعهم، والدعوة للحياد عار دينيّ وأخلاقيّ، والمطلوب معاقبة تل أبيب ونجدة الإنسانيّة في غزّة والدفع نحو حماية الإنسان ومقدسات الأرض لا الإنصياع لأبواق واشنطن ولعبة أوكارها، ولبنان بلا مقاومة لا وجود له».
وأكّد أنّ “ما طال أطفالنا وناسنا على طريق عيناثا جريمة سيشرب الإسرائيليّ كأسها المرّة، وهي شراكة دم وأشلاء مع أطفال وأبطال غزّة، ودعونا من أولوياتكم التي لا تليق بفظاعة الإبادة التي تجري بغزة وتحيط بالمنطقة”.
وبارك “تجمّع العلماء المسلمين” “الردّ الفوريّ للمقاومة على هذه الجريمة”، داعياً إلى “تصعيد الردّ كي يكون رادعاً للعدوّ عن التمادي في هذه الأعمال الإجراميّة”.
وأشار رئيس تيّار “صرخة وطن” جهاد ذبيان إلى أنّ “العدوّ الإسرائيليّ يُخطئ التقدير مجدّداً على جبهة الجنوب من خلال إستهدافه سيارات الإسعاف وطواقمها ولاحقاً عبر ارتكاب جريمة عيناثا” وسأل “بعد كلام سيّد المقاومة وحديثه عن معادلة المدنيّ مقابل المستوطن هل بمقدور العدوّ الذهاب بمواجهة مفتوحة مع المقاومة على جبهة الجنوب؟ بينما نراه يجرّ أذيال الخيبة والهزيمة في غزّة بعد عملية طوفان الأقصى، أم أنّه لا يجد سبيلاً للتغطية على هزائمه سوى باتباع سياسة الهروب للأمام، وارتكاب المزيد من المجازر وقتل المدنيين في غزّة وجنوب لبنان، لكن الحساب آتٍ لا محال وهذا العدوّ سيدفع الثمن أثماناً باهظة”.
كذلك، دان رئيس حزب “الوفاق الوطنيّ” بلال تقي الدين مجزرة عيناثا وأشار إلى أنّ “ العدوّ الإسرائيليّ يرتكب المجازر بحقّ اللبنانيين باستهدافه سيارة مدنيّة، وها هو اليوم يتجاوز قواعد الاشتباك ومصرّ على استهداف المدنيين”.
ورأى أنّ “الكيان الإسرائيليّ يتعمّد قتل الأطفال والنساء وقد سبقتها مجازر عدّة في غزّة لا تقلّ فظاعةً وإجراماً وهو يُثبت مرّة بعد أخرى أنّه كيان قائم على سفك الدماء والمجازر”.