لا تزال الاحتمالات مفتوحة
وفق قراءة أولية لجريمة استهداف المدنيين في الجنوب والتي انتهت بارتقاء أربع شهيدات هنّ السيدة سميرة ايوب وحفيداتها ريماس وتالين وايناس، وقد أصابت الفاجعة كل اللبنانيين، تقول المعلومات إن لا قناعة بالرواية التي قدمها جيش الاحتلال لقوات اليونيفيل والتي تقول إن معلومات خاطئة من جهاز المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال، عن سيارة تقل مجموعة من المقاومين الذين قاموا بعمليات استهداف مواقع الاحتلال، كانت وراء توجيه طائرة مسيرة لاستهداف السيارة، ذلك أن ما سبق وجرى في استهداف المدنيين قرب كفرشوبا لم يكن ثمرة معلومات خاطئة، بل تعبيراً عن العجز عن ملاحقة المقاومين، وجاء استهداف المدنيين علامة استهتار بدمائهم لتوجيه رسائل قوة من جانب الاحتلال.
وفقاً لهذه القراءة التي تضع استهداف المدنيين في دائرة الخرق المتعمّد للقواعد الي أعلنت المقاومة أن خرقها سوف يرتّب رداً متناسباً مع الحاجة لردع الاحتلال عن مجرد التفكير بتكرارها، كانت الردود التي لا تزال متواصلة على جريمة عيناتا، من إطلاق الصواريخ على كريات شمونة الى الصواريخ التي وصلت الى نهاريا ثم خليج حيفا، وتبعها استهداف مرابض مدفعية لجيش الاحتلال، وهي لم تنته بعد.
المقاومة عند معادلاتها، وفي قلب هذه المعادلات المنع المطلق للتفكير باستهداف المدنيين، وما لم يتمّ ردع الاحتلال عن ذلك، وتواصلت الاعتداءات المماثلة، فإن المقاومة ملتزمة بمعادلة المزيد من الردود المؤلمة بلا سقف، ولذلك ربط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ما أسماه بالاحتمالات المفتوحة، وبأن جميع الخيارات مطروحة وفي أي وقت، بمراقبة سلوك جيش الاحتلال على الحدود الجنوبية.
المشكلة في قيادة الاحتلال أنها تقول من جهة إنها حريصة على عدم التصعيد، لكنها تتابع بتوجيه التهديدات التي توحي بنية التصعيد، بينما المقاومة واضحة وتحكم على الأفعال، والأفعال لم تلق بعد ما يناسبها، وعلى الاحتلال إذا أراد عدم التصعيد أن يتحمل الردود على جريمته، دون ردود تستدرج ردوداً أقوى وأشدّ، ويكون التدحرج الى التصعيد والاحتمالات المفتوحة.
التعليق السياسي