برّي عرض الأوضاع مع ميقاتي والفرزلي وهوكشتاين رئيس الحكومة عن التمديد لقائد الجيش: في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة
أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّه ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي «حريصان كلّ الحرص على المؤسّسة العسكريّة»، معتبراً أنّ «في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة»، فيما نقل نائب رئيس مجلس النوّاب السابق إيلي الفرزلي عن الرئيس برّي «أنّ مسألة تأكيد عدم الفراغ في المؤسّسة العسكريّة قد تكمُن في تأجيل تسريح قائد الجيش حتى تاريخ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة».
وكان رئيس المجلس التقى أمس في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحكومة وتابع معه تطوّر الأوضاع في الجنوب على ضوء تصاعد العدوانيّة «الإسرائيليّة» وآخرها الجريمة التي استهدفت المدنيين والأطفال على طريق عيثرون – عيناثا والمُسعفين في منطقة طيرحرفا، إضافةً إلى المستجدّات السياسيّة.
استمرّ اللقاء زهاء ساعة وقال ميقاتي ردّاً على سؤال عمّا سيتّم إبلاغه للموفد الاميركيّ آموس هوكستين «المواقف واحدة في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة في أسرع وقت ممكن، ووقف نزيف الدم الذي يحصل والضغط على إسرائيل لوقف استفزازاتها في الجنوب اللبنانيّ وآخرها التعرُّض للمدنيين».
وعن تعيين جلسة للحكومة للتمديد لقائد الجيش، أكّد ميقاتي أنّه والرئيس برّي «حريصان كلّ الحرص على المؤسّسة العسكريّة وحتماً في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة».
واستقبل الرئيس برّي، الفرزلي الذي قال «السببُ الرئيسيّ لزيارة دولة الرئيس كان للاطلاع منه على وجهة نظره لما يدور على الساحة الإقليميّة عموماً ولكن في الوقت عينه كان لدراسة موقفه من جرّاء تصريح صاحب الغبطة المُتعلّق بقيادة الجيش وعدم الفراغ في المؤسّسة العسكريّة، نحن شخصيّاً أيضاً لنا وجهة نظر أكيدة تتعلّق بضرورة عدم الفراغ، موقف دولة الرئيس منذ اليوم الأول كان ضرورة أن يكون لفخامة رئيس الجمهوريّة في البلاد دور أساسيّ في تعيين قائد الجيش في لبنان ولا يجوز استغياب رئيس الجمهوريّة لهذا العهد، إلاّ أنّ دولة الرئيس يرى أنّ مسألة تأكيد عدم الفراغ قد تكمن في تأجيل تسريح قائد الجيش حتى تاريخ انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا أمر يقع في موقعه الطبيعيّ ويؤدّي إلى الحؤول دون إحداث شرخ، على قاعدة تمييع موقف المؤسّسة العسكريّة ودورها خصوصاً في هذه الظروف السيئة التي يمرّ فيها البلد».
ورأى أنّ «التشريع ووضع جدول الأعمال هو حقٌّ مُطلَق لمجلس النوّاب وفقاً لما ينصّ عليه الدستور وحقٌّ مطلَق لرئيس المجلس وهيئة مكتب مجلس النوّاب، إعدادُ جدول الأعمال ووضع الموادّ التي يراها وفي المكان التي يراها من دون أيّ محاولة للتهويل على هذه الإرادة ووضع شروط من هنا وهنالك».
وختم «لذلك أعتقد أنّ أجواء دولة الرئيس في ما يتعلق بعدم حصول فراغ في المؤسّسة، يتم التعاطي معه بصورة سليمة جدّاً ويجب التعاطي على هذا الأساس بمسألة قيادة الجيش وعدم إحداث فراغ في المؤسّسة العسكريّة».
على صعيد آخر، أجرى الرئيس برّي اتصالاً هاتفيّاً بعائلة الشهيدة سميرة عبد الحسين أيوب (أم عدنان) مقدِّماً التعزية باستشهادها وحفيداتها الثلاث بالغارة «الإسرائيليّة» التي استهدفتهم في سيّارتهم على طريق عيثرون – عيناثا – بليدا.
هوكشتاين
وبعد الظهر، استقبل بري الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والوفد المرافق، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة.
وبعد اللقاء تحدث هوكشتاين: حضرت الى لبنان اليوم لأن الولايات المتحدة الأميركية تهتمّ كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة».
أضاف: «نقدّم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، واستمعت الى وجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدّد الى لبنان».
وختم: «إنّ المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل، هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمّم».
واستقبل نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بو صعب في مكتبه في مجلس النوّاب، هوكشتاين بحضور شيا والوفد المرافق. وتناول البحث التطوّرات الأخيرة بسبب الحرب على غزّة والاعتداءات الأخيرة على جنوب لبنان وانعكاسات ذلك على المنطقة.
وأكد بو صعب أنّ «الحلّ يجب أن يبدأ بوقف سريع لإطلاق النار واحترام القوانين الدوليّة ووقف قتل المدنيين والأطفال».
من جهته، أكّد هوكشتاين «ضرورة إبعاد الحرب عن لبنان والحفاظ على الاستقرار والأمن».