ألف تحية للشهم اللبناني غريغ مخيبر
بهيج حمدان
في زمن الغياب العربي المقيت،
وفي زمن الأحياء الأموات،
وفي زمن الغفلة والضياع،
وفي زمن التردّي والافتراء،
وفي زمن أكثر الناس فيه للحق “كارهون”
” إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) الانفال”
وفي الزمن الذي تنزف فيه دماء أطفال غزة، ولا من يأبهون،
تحركت شعوب العالم في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا،
وران السكون في البلاد التي تجاور غزة وفلسطين!
وأخلد الساكتون الى صمتهم مثل الكلاب انْ تحمل عليهم يلهثون، وانْ تتركهم يلهثون!
ومن وسط هذه المظالم يخرج شهم من أصل لبناني اسمه غريغ مخيبر من بلدة بيت مري ليحمل أوزار الساكتين والنائمين من الأموات والأحياء، ويضحّي بمركزه المتقدم كرئيس للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك تضامناً مع الشعب الفلسطيني، داعياً الى وضع حدّ للإجرام والتغوّل في دماء الأطفال ومرضى المستشفيات.
هذا الشهم اللبناني الأصل ضحى بوظيفته ومركزه احتراماً لإنسانيته ومروءته وكرامته كإنسان غيور وصامت. وأذاعت وكالات الأنباء العالمية خبر استقالته وقالت بالحرف: أعلن مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان غريغ مخيبر استقالته من منصبه احتجاجاً على تغاضي الهيئات الأممية عن الوضع في قطاع غزة، مشدّداً على ضرورة تحمّل المنظمة لمسؤوليتها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني ومطالباً بوضع حدّ للطغيان الإسرائيلي.
ما عسانا نقول بحق هذا الإنسان الشجاع سوى قول الإمام علي فيه وفي أمثاله:
قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته، وغيرته على قدر حميته والشجاعة أبداً هي أحد العزين…