نصر الله: نخوضُ معركةَ الوقت وجَمع الإنجازات والكلام للميدان والنصرُ آت
أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله «أنّ المشهد العام الذي بدأناه من غزّة إلى الضفّة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إنّنا في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدوّ»، مؤكّداً أنّ النصر آتٍ»، وأوضح «أنّ الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا»، مشدّداً على «أنّ الميدان هو الذي يفعل ويتكلّم وبعدها يأتي ردّنا».
مواقف السيّد نصر الله جاءت خلال احتفال حزب الله بيوم الشهيد، نظّمه حزب الله أول من أمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت وعدد من المناطق اللبنانيّة واستهله بالقول قال «هذا اليوم هو يوم شهيد حزب الله ونقصد به كل شهيد من أول شهيد مع انطلاق مسيرة المقاومة في حزب الله عام 1982 إلى آخر شهيد جرى تشييعه اليوم، واليوم قُرانا في الجنوب والبقاع وفي بيروت شيّعوا العديد من الشهداء الأعزّاء».
ولفت إلى “أنّ الشهداء في مسيرتنا لهم مكانة خاصّة ونحن نشعر ببركاتهم في كلّ ساعة وكلّ يوم، بالأمن والأمان والتحرير والحريّة والشرف والحماية من خلال قوّة الردع التي صنعوها”.
وأضاف “هناك حدثان يتعاظمان، الأول هو العدوان الصهيونيّ على المدنيين في غزّة والحدث الثاني هو التصدّي البطوليّ والعظيم للمقاومة الفلسطينيّة ضدّ قوات العدوّ”، لافتاً إلى أنّ “غزة تتعرّض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقّف منذ 7 تشرين الأول، والغريب أنّ ضمن هذه الجرائم الاعتداء العلنيّ على المستشفيات من قبل العدوّ بحجج واهية”، مؤكّداً “أنّ هذا الانتقام المتوحِّش يُعبّر عن طبيعة وحقيقة الكيان، والذي يُراد منه إخضاع الشعب الفلسطينيّ واللبنانيّ وشعوب المنطقة وليس أهالي غزّة فقط”.
وأشار إلى “أنّ العدوّ يُريد تحطيم إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة والدفع بثقافة الاستسلام وأن يقول لكلّ الفلسطينيين من خلال جرائمه في غزّة: انسوا أرضكم ومقدّساتكم”، معتبراً “أنّ العدوّ يُخطئ من جديد في حساباته لأنّ جرائمه في فلسطين منذ 1948 لم توقف العمل المقاوم بل تعاظم وصولاً إلى ما أنجزه المقاومون في كتائب القسّام في 7 تشرين الأول”.
ولفت إلى “وسائل إعلام عربيّة وكُتّاب عرب يساعدون بشكل متعمّد أو غير متعمّد على تحقيق الهدف الإسرائيليّ”، مشدّداً على “أنّ شعوبنا لن تيأس لأنّ خيارها الوحيد هو المقاومة وليس الاستسلام والخضوع وإن غلت وتعالت التضحيات كما يحصل في غزّة والضفّة الغربيّة”.
وأوضح أنّه “إذا كانت شعوبنا ترفض التطبيع بمعزل عن إرادة بعض الحكّام قبل المجازر في غزّة، فهم بعد هذه الوحشيّة، سيكون رفضهم للتطبيع مع العدوّ أصلب وأقسى”، مؤكّداً أنّ العدوان على غزّة سبّب تبدُّل الرأيّ العام العالميّ وكشف الزيف “الإسرائيليّ”.
ورأى أنّ تبدُّل الرأيّ العام العالميّ يخدم أهل غزّة ومشروع المقاومة، معتبراً “أنّ الأهمّ هو ما نشهده من مظاهرات تحصل في واشنطن ولندن وباريس والدول الأوروبيّة لأنها تضغط على حكوماتها”.
ولفت إلى أنّه “لا يوجد في العالم اليوم من يدعم هذا العدوان إلاّ الإدارة الأميركيّة وتابعها الإنكليزيّ، وبسبب المجازر التي يرتكبها لم يعد يتحمّل هذا الأمر ما يُشكّل عامل ضغط عليه”، مؤكّداً “أنّ أميركا هي التي تُدير هذا العدوان وهي من تستطيع وقفه، وفي “إسرائيل” هناك حمقى يفكرون بمستقبلهم فقط كنتنياهو وغالانت”. وشدّد على “أنّ كلّ عوامل الضغط يجب أن تتركز على الإدارة الأميركيّة لأنّها صاحبة القرار”.
وعن القمّة العربيّة الإسلامية الطارئة التي انعقدت أول من أمس في السعوديّة، قال السيّد نصر الله “الفلسطينيون يتطلّعون إلى هذه القمّة ولا يطالبونها بإرسال الجيوش وبما لا تقدر عليه، بل يطالبونها بالحدّ الأدنى بالوقوف وقفة رجل واحد وأن تطالب الأميركيين بوقف العدوان وأن تتوعَّد بإجراءات جديّة”. وسأل “هل من المعقول أن 57 دولة عربيّة وإسلامية لا تستطيع فتح معبر رفح لإدخال المساعدات والدواء والماء والوقود وتستنقذ الجرحى؟”.
وتطرّق إلى المعركة القائمة في قطاع غزّة بين فصائل المقاومة الفلسطينيّة والعدو الصهيونيّ، أوضح السيّد نصر الله، أنّ “القتال في غزّة يجري في ظروف قاسية جدّاً وواقع نفسيّ صعب ورغم ذلك يقاتل المجاهدون بقوّة أقوى ألويّة النخبة الإسرائيليّة، وهذا دليل عجز كيان العدوّ”، لافتاً إلى “أنّ شجاعة وإبداع وإقدام المجاهدين في غزّة هو الحاسم اليوم بدرجة كبيرة في مسار الأمور”، مؤكّداً “أنّ الرهان الحقيقيّ هو على الميدان”.
وأشار إلى “أنّ من جملة الجبهات المساندة التي يتحدّث عنها العدوّ هي جبهة الضفّة الغربيّة التي تُقلق العدو ويخشاها، والجبهة الثانية هي جبهة اليمن الذي اتخذت قيادته وشعبه قراراً جريئاً وأرسلوا على دفعات الصواريخ والمسيّرات باتجاه الكيان الغاصب، والتي تصدّت لها أميركا، ومع الأسف بعض الدول العربيّة”، لافتاً إلى “أنّ ما قام به الإخوة في اليمن له آثاره الكبيرة ولو أنّ الصواريخ والمسيّرات اليمنيّة فرَضاً لم تصل، ففي اليمن هناك حكومة وجيش وليس كباقي حركات المقاومة ما أعطى دعماً للمقاومة الفلسطينيّة”. وأكّد “أنّ اليمن يقوم بخطوات كبيرة ومُباركة مع العلم بأنّه وُجّهت إليه تهديدات بإعادة العدوان عليه”.
وأشار إلى “أنّ المقاومة الإسلاميّة في العراق هي أيضاً تستهدف القواعد الأميركيّة في سورية والعراق دعماً لغزّة، وقد طرحت معادلة وقف العدوان على غزّة حتى يتوقف استهداف قواعد الاحتلال”، لافتاً إلى “أنّ الأميركيّ حتّى الأمس صباحاً (الجمعة) اعترف بـ46 هجوماً على قواعده في سورية والعراق وإصابة 56 جنديّاً”.
واعتبر السيّد نصر الله “أنّ هذه شجاعة عالية من المقاومة العراقيّة لأنّها تُقاتل أميركا التي تملأ أساطيلها البحار وهي تواجهها بالنار والأميركيّون أرسلوا تهديدات للإخوة في العراق وهنا في لبنان”.
ولفت إلى أنّ السفيرة الأميركيّة في لبنان نفت أيّ تهديد لحزب الله من قبل الإدارة الأميركيّة، مشيراً إلى أنّها إمّا كاذبة أو جاهلة، موضحاً “أنّ أميركا لم تترك قناةً غربيّة وعربيّة ولبنانيّة لإيصال التهديدات إلاّ وأوصلتها عبرها، ولكن هذا التهويل لم يوقف العمليات لا في اليمن ولا في العراق ولا في لبنان”.
وأكّد السيّد نصر الله “أنّ سورية في الحقيقة هي أيضاً تحمل مع محور المقاومة عباً كبيراً جدّاً وموقفها ثابت في المحافل الدوليّة كافّة”، معتبراً أنّه “رغم موقفها الصعب اليوم إلاّ أنّها تحضن حركات المقاومة”، لافتاً إلى “أنّ أيّ عمليّة من الجولان يقوم كيان العدوّ بقصف مطارَي دمشق وحلب”.
وقال “المسيّرة التي وصلت إلى “إيلات” وأثارت الرعب هناك ضاعت “إسرائيل” في تشخيص الجهة التي انطلقت منها ووصلت في نهاية المطاف إلى اتهام إحدى تشكيلات حزب الله واستهدفت سورية وسقط لنا شهداء هناك”. وأوضح أنّ سورية التي تعرّضت لحرب كونيّة على مدى 12 عاماً وتُحاصَر بقانون “قيصر” اقتصاديّاً ولا يزال جيشها منتشراً على مساحات واسعة لمواجهة الجماعات الإرهابيّة.
وعن مساندة إيران لفصائل المقاومة قال السيّد نصر الله، إنّ إيران “تدعم بشكل كامل ومستمرّ حركات المقاومة، وإذا كان هناك من قوّة للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي المنطقة فبالدرجة الأولى يعود للدعم الماليّ والعسكريّ من إيران”.
وتابع “أمّا الجبهة اللبنانيّة فمنذ 8 تشرين الأول العمليّات مستمرّة وفي ظلّ الحضور الدائم للمسيّرات المسلّحة الإسرائيليّة وهو عامل جديد في المواجهة، رغم ذلك عمليّاتنا مستمرّة”، مؤكّداً أنّه “عندما يذهب أولادكم وإخوانكم لاستهداف العدوّ بالصواريخ الموجّهة أو القذائف المدفعية هم بمثابة استشهاديين وهذا يعبّر عن مدى شجاعتهم”.
وأوضح أنّه حصل ارتقاء في العمل المقاوم، كميّاً ونوعيّاً، بالأسلحة وبالعمق، وأضاف “هذه المرّة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضيّة وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوّات العدوّ”، لافتاً إلى أنّ “هناك ارتقاءً بالعمق سواء بالكاتيوشا أو بالمسيّرات، وهذا ما استلزمته طبيعة المعركة”.
وأشار إلى أن أحد مستشفيّات الجليل يقول، إنّه وصل إلى مستشفاهم أكثر من 350 إصابة من الجنود والمستوطنين، عدد كبير منهم وصل بجروح خطيرة.
كما أشار إلى أنّه “في الأسبوع الماضي كان هناك استهداف لمدنيين، حيث تعرّضت سيّارات للإخوة في كشّافة الرسالة، ما أدّى إلى سقوط بعض الجرحى منهم، وقد حصل الردّ بإحدى عمليّات المقاومة على هذا الاعتداء، كما تعرّضت سيّارة مدنيّة لعدوان صهيونيّ ذهب ضحيّته جدّة وحفيداتها الثلاث، والتي ردّت عليها المقاومة وبسرعة وكانت المرّة الأولى التي نستهدف فيها كريات شمونة بالكاتيوشا”.
ولفت إلى أنّ “هناك ما لم نُعلن عنه وهو الإدخال اليوميّ لمسيّرات الاستطلاع التي يصل بعضها إلى حيفا وعكا وصفد وبعض المسيّرات يعود ومعه الصور المطلوبة وبعضها لا يعود ونحن نرغب بألاّ تعود لأنّه يستنزف القبّة الحديديّة والباتريوت، وهذا عمل يوميّ قد يصل إلى ثلاث مسيّرات”.
وأضاف “شهدنا في الأيّام الماضية موجة جديدة من التهديدات الإسرائيليّة بإتجاه لبنان بسبب الارتقاء الكميّ والنوعيّ في هذه الجبهة”، مؤكّداً أنّ المسار العام في جبهة جنوب لبنان مستمرّ وستبقى جبهة ضاغطة”.
وأشاد السيّد نصر الله “بالمجاهدين الأبطال والبيئة الحاضنة التي تتحمّل المواجهة في الجبهة اللبنانيّة وعبء التهجير والخسائر الماديّة”، مشيراً إلى “أنّ الموقف اللبنانيّ العام مؤيّد أو متفهّم لما تقوم به المقاومة جنوباً إلاّ بعض الأصوات الشاذّة والمحدودة”.
وأكّد “أنّ الكلام في جبهة لبنان هو رهن الميدان وهذه سياستنا”، مشدّداً على “أنّ الميدان هو الذي يفعل ويتكلّم وبعدها يأتي ردّنا”، لافتاً إلى “أنّ المشهد العام الذي بدأناه من غزّة إلى الضفّة إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى إيران إلى لبنان يقول، إنّنا في معركة جمع الإنجازات ومعركة الوقت الذي يساعد بإنزال الهزيمة بالعدوّ”.
وأوضح أنّ “الفشل الميدانيّ والخشية من توسع الجبهات وضغط المهجّرين لدى الكيان في الداخل وضغط عوائل أسرى العدوّ سيُضيِّق الخناق والوقت على العدوّ”.
وختم معاهداً “كلّ شهدائنا الأبرار الأعزّاء الأحبّاء، بأن نمضي في هذا الطريق كمقاومة وبيئة وشعب وعوائل ومضحين ونحفظ ونصون أهدافهم ونُراكِم إنجازاتهم لنصل إلى النصرّ النهائيّ والنصر النهائيّ آتٍ آت آت آت إن شاء الله”.