مقالات وآراء

المجازر في غزة وصمت العالم!

‭}‬ جابر جابر
تعيش غزة اليوم تحت وطأة حرب لامتناهية، حيث تتناثر انشطارات أسلحة تفوق حتى النووية، والصمت الكوني يكاد يكون مسموعاً أمام المجازر اليومية التي تحدث. ورغم أنّ العالم يشهد هذا النزيف الدموي، يبدو أنّ لدينا لغزاً يحتاج إلى حلّ: من يستفيد من هذا التدمير؟
إنها صراعات المصالح التي تنبت في هذا المشهد الرهيب، حيث يبدو أنّ البترول في الشرق الأوسط يلعب دوراً حاسماً. مرفأ اللاذقية هدف مستمر للكيان الذي تتربع من خلفه أميركا، في حين يُدمّر مرفأ بيروت ليظلّ للكيان وحده ممرّه إلى أوروبا، لا سيما بعد السيطرة على غزة، خاصةً بعد توقف ضخ النفط من روسيا إلى القارة الأوروبية بفعل الحرب الروسية ـ الأوكرانية المفتعلة من قبل المستفيدين.
وسط هذا الدمار الهائل، يستشهد مئات الأطفال يومياً، في حين تترنح غزة تحت قصف عنيف، بينما يغيب الغذاء والدواء عن الساحة. وهكذا يبقى العرب يتصدّرون القمم، لكن للأسف لا لتحقيق إصلاح حقيقي، بل بفيء الرفاهية والإدانات التي تبدو كالكلمات الفارغة، التي لا تخترق آذان العالم إلا بعدم جدواها وإنْ بتمايز الشام والعراق.
في هذا المشهد الشديد السوداوية، والقاتم الشعور، وحدها المقاومة من بين أنياب الحصار وتحت وابل القنابل التي تفوق مجتمعة قنبلة هيروشيما، وحدها المقاومة تسطر ملاحم يومية، ونصراً أكيداً حينما ينقضّ المقاومون أسوداً ويعلّمون المحتلّ دروساً مؤلمة في الأحقية والأرض والصمود.
وحدها المقاومة رغم حصارها نور مضيء وإنْ في عتم الموت والردى المتواصل، وحدها ممرّ إلى الحرية بكلفة آلاف من الشهداء، آلاف من التضحيات، وأطنان من العزة والشرف.
في نهاية المطاف، يظلّ التساؤل حاضراً: هل نحن فعلاً نشهد حرباً بين الأطماع والمصالح، أم هي مجرد تقاطعات لا تعرف للإنسان قيمته؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى