اليمن العظيم
إذا وضعنا جانباً كل الخلاف على تقييم حرب اليمن وأخذنا البيان الرسمي للقمة العربية الإسلامية، الذي يقول إن فلسطين هي القضية المركزية للعرب والمسلمين، وتساءلنا من يترجم هذا النص أكثر، الحكومات التي تقود العالم العربي اليوم، وهي على خصومة مع اليمن، وتتهمه بتعريض الأمن القومي العربي للخطر، أم اليمن؟
عندما يقول الحكام العرب إن حرب غزة التي يخوضها جيش الاحتلال هي أكبر تهديد للأمن القومي العربي، ويكون اليمن هو الطرف الذي يتصدى لهذا الخطر، فهل يستقيم ذلك مع اتهامه بتعريض الأمن القومي للخطر؟
عندما تحضر مناسبات فلسطين يخرج اليمنيون بملايينهم ولا تتعب حناجرهم من الهتاف لفلسطين وقدسها، وعندما خاضت فلسطين حربها وتخلى عنها العرب لم يتردّد اليمن بالمخاطرة بدخول الحرب، بالصواريخ والطائرات المسيرة، رغم أن بعض الدول العربية قامت باعتراض هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة بطلب أميركي.
في خطاب أمس، يعلن قائد أنصار الله أن اليمن سوف يواصل إرسال صواريخه وطائراته المسيرة ويزيد، وأنه جاهز لارسال الآلاف من أبنائه للقتال مع الفلسطينيين إذا فتحت له ممرات الوصول الى الحدود، لكن الأهم أن اليمن سوف يقوم برصد السفن الإسرائيلية في باب المندب، ويتعامل معها بالطرق المناسبة.
هذا هو اليمن العظيم، الذي يصنع سعادته بعظمة الموقف، مدرسة لكل بلد عربي، وعبء على كل ضمير عربي، وواجب على الجميع الاعتذار والاعتراف بأن اليمن متقدّم، واليمن مظلوم.
التعليق السياسي