حصاد 40 يوماً من العدوان على غزة: جيش الاحتلال فشل في تحقيق أيّ من أهدافه
} حسن حردان
بعد أربعين يوماً من بدء الحرب الاسرائيلية على غزة وأكثر من أسبوعين على الهجوم البري لجيش الاحتلال، حاول المتحدث العسكري الصهيوني في إحاطته اليومية الادّعاء بأنّ القوات الإسرائيلية سيطرت على شمال قطاع غزة، وأنها وجهت ضربات قوية للمقاومة، متباهياً بوصول دباباته إلى منطقة السرايا ومبنى المجلس التشريعي الكائن فيها…
لكن هل فعلاً تمكن العدو من السيطرة على شمال قطاع غزة وتحقيق ايّ هدف من أهدافه؟
الجواب على هذا السؤال يجب أن يُبنى على أساس الأهداف التي أعلنتها حكومة الحرب لهذه الحرب، هل نجحت في تحقيقها، أو أقله تحقيق جزء منها…
من خلال التدقيق في واقع الميدان ومعطياته يمكن أن نخلص إلى الآتي:
أولاً، حتى الآن لا تزال صواريخ المقاومة تنطلق من غزة على مدن ومستوطنات الاحتلال.. وهذا يعني أنّ جيش الاحتلال وطيرانه الأحدث في العالم فشل في إسكات منصات الصواريخ ومنع المقاومة من مواصلة إطلاقها.. حيث واصلت المقاومة قصف مدن الاحتلال لا سيما مدينتي عسقلان في الجنوب، وتل أبيب في العمق الصهيوني، وإيقاع الإصابات في صفوف المستوطنين…
ثانياً، قدرات المقاومة لم تضعف والقتال لا يزال محتدماً في كافة المحاور، وكذلك في منطقة السرايا التي وصلت إليها دبابات العدو، والمقاومة تواصل ضرباتها وإيقاع الخسائر في صفوف القوات التي توغلت إلى بعض مناطق غزة وتمنعها من السيطرة على ايّ منطقة، فيما جنود العدو لم يترجّلوا من دباباتهم، ما يعني أنهم خائفون من مواجهة رجال المقاومة وكمائنهم في حرب الشوارع…
ثالثاً، الأسرى الصهاينة، لم ينجح جيش الاحتلال في الوصول الى مكان تواجدهم، عدا عن إخفاقه في تحرير جزء منهم.
رابعاً، مراكز السيطرة والتحكم لقيادة المقاومة لا تزال تعمل ولم تتأثر أو يحصل ايّ ارتباك في إدارتها للمعركة في ميدان القتال، ما يعني أنّ جيش الاحتلال فشل أيضاً في الوصول الى قيادات المقاومة أو توجيه ضربة لهم..
خامساً، الأنفاق الهجومية التي يستخدمها المقاومون في الانطلاق منها لشنّ هجماتهم ومن ثم العودة اليها، أيضاً لم يتمكّن جيش الاحتلال من الوصول إلى ايّ منها، وبالتالي فشله في تدمير مخازن الصواريخ أو توجيه ضربة للقدرات البشرية للمقاومة التي تشير كلّ الوقائع إلى انها لا تزال بكامل جاهزيتها ولم تتأثر نتيجة القصف التدميري غير المسبوق الذي قام به طيران ومدفعية العدو..
فعمليات المقاومة ليس فقط متواصلة في التصدي ومهاجمة دبابات ومدرّعات العدو، وإنما أيضاً في توجيه الضربات في مستوطنات غلاف غزة، حيث اعترفت إذاعة جيش الاحتلال امس بإصابة جنديين في إطلاق قذيفة على جرافة قرب مستوطنة كيسوفيم شرق خان يونس..
كلّ ذلك يؤشر إلى أنّ كلّ ما زعمه جيش الاحتلال عن نجاحات وإنجازات وسيطرته على شمال قطاع غزة لا يعدو سوى ادّعاءات يكذبها استمرار عمليات المقاومة بقوة وفشل جيش الاحتلال في إثبات نجاحه في تحقيق أيّ من أهداف عمليته البرية…
أما دخوله واقتحامه مستشفى الشفاء بذريعة أنّ حركة حماس بنت تحت المستشفى مدينة أنفاق تتخذ منها مركزاً لقيادة العمليات، واحتجاز الأسرى، فإنه سرعان ما تبيّن عدم صدقيته، حيث لم يجد لا رهائن ولا مركز قيادة ولا مدينة أنفاق، وان العدو الذي سيعمل طبعاً على فبركة بعض الأدلة المزيفة للتغطية على خيبته، إنما ارتكب جريمة حرب جديدة بمثل هذا الاعتداء على المستشفى وتدمير أجهزته الطبية، والإمعان بعدم السماح بتزويده بالوقود لإعادة تشغيل أجهزة الأوكسيجين وباقي الأجهزة الضرورية لعلاج الجرحى ومرضى الكلى، وحماية أرواح الأطفال الخدج حديثي الولادة..
انطلاقاً من ذلك، يمكن القول انّ الهجوم البري الصهيوني لم يؤدّ إلى تحقيق أي شيء ملموس يمكن القول إنه إنجاز عسكري حقيقي، إلا إذا كان المتحدث الصهيوني يرى في دخول جيش الاحتلال إلى مستشفى الشفاء أو وصول دباباته إلى منطقة السرايا وهي منطقة شبه مفتوحة، وإحداث المزيد من الدمار والمجازر إنجازاً…!