بيان 16 تشرين الثاني في عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي: التفوا حول نهضتكم وثقوا بحزبكم وبقدرتكم واعملوا بمبادئكم الرفيعة واسعوا لتحقيق غايتكم المهيبة
أصدر وكيل عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي شادي بركات بيان عيد تأسيس الحزب وجاء فيه:
أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون
صدحت أناشيدُ الحقيقة ذاتَ تشرين في فضاءِ أمّةٍ كادت مدافنُ الجهل والذلّ والخنوع تشذُّ بها عن وعيها وتمحقُ إرادة الحياة فيها، وبرقَ نور النهضة مُلتهباً كنصل الحُسام يبترُ أكناف الدُجى التي أطبقت على أمتنا السورية لقرون.
إنّ تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي لَحادثٌ ذو شأنٍ عظيمٍ في تاريخ أمتنا، لأنه يعكس فكرةً أصيلةً تنبثقُ عن حاجة الأمة ومصالحها الأساسية، ويمثل التعبير الأوفى عن إرادتها في الحياة الحرّة الجميلة. حياةٌ عمادها الحرية والواجب والنظام والقوة لتسمو بالأمة إلى صروح المجد وحياة أجود في عالم أجمل وقيَم أعلى.
وإذا كان تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جاء عكس حركة التاريخ المفعول، فهو ليس حركة عادية أو تنظيماً سياسياً تقليدياً بل هو «فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها»، عمادها الجيل الجديد، النظام والثقة، نهضة تجمع أبناءها برابطٍ وثيق لتحقيق غاية الحزب وسيادة الأمة السورية على وطنها ووحدة المجتمع وإدراك هويته، ولذلك نحن ندرك أنّ واجب إنقاذ الشعب من الفوضى والتخبّط في الغايات الجزئية والمتنافرة، وإيقاظ وعيه لحقيقته ومصالحه وتنبّهه إلى قضيته القومية وتحريره من قيود العجز والوهم لهي مسؤوليةٌ تقع على عاتق كلّ عضوٍ من أعضاء الحزب، وهي مسؤوليةٌ عظيمة تضطلعُ بها النفوس القوية المقتدِرة الجبّارة التي لا تستكينُ لضيمٍ ولا يُقعدها عجز. ولذلك رغم كلّ التهشيم ومحاولات تشويه نُبل هذه القضية نرى إقبال الشعب على هذه النهضة التي أوجدت له حقيقته بعد ضياعها، ورفَعته إلى مستوى مجتمعٍ موحّدٍ في غايته العظمى، إلى مستوى أمة حيّة لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس.
تمكنّا بإيماننا ويقيننا وثباتنا في هذه القضية المقدّسة من النمو الدائم والتفاعل المستمرّ مع الجيل الجديد، ولعلّ دخول ألف منتمٍ جديد إلى صفوف الحزب في العام الأخير لأصدق برهانٍ على أنّ الوعي القومي هو حقيقةٌ فاعلة في وجدان الأمة، وخير دليلٍ على مقدرة الحزب على استعادة حيويته وترميم أيّ ضعضعة في بنيانه بقوىً جديدة وعوامل جديدة تتهيأُ ليومٍ عظيم تشخصُ له العيون!
أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون
يجب علينا توحيد الصفوف لمغالبة الذين يساومون في ما بينهم على حقنا في الحياة والارتقاء، أولئك الذين يحيكون المؤامرات لتقسيم وطننا وسرقة أرضنا وقتل شعبنا.
وإذا كان تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس لغاية آنيّة، بل إرادة حياة لأمة حيّة، فإنّ الظروف المحيطة بنشأة الحزب لا تزال مفاعيلها قائمة من اتفاقية سايكس – بيكو التي قسّمت سورية وأفرزت كيانات ضعيفة، مفككة وهشّة، ومن اتفاقيتي لوزان وأنقرة اللتين سلختا شمالنا السوري وفتحت أبوابه أمام المحتلّ التركي، ووعد بلفور الذي شرّع قيام الدولة اليهودية على أرضنا وتهجير شعبنا… وإذ نحن نخوض غمار الحرب والصراع على امتداد الجبهات فإنّ جنوبنا السوري المحتلّ، فلسطين، ما انفكّ يعاني من ويلات اليهود ومجازرهم ويشهد اليوم قطاع غزة المحاصر على همجية هذا العدو وإجرامه وأهدافه الإلغائية لوجودنا حيث تقصف البيوت والمستشفيات والمدارس والبنى التحتيّة في عملية إبادة شاملة لتشريد شعبنا وتهجيره وسلخه عن أرضه بالقوة، هي سياسة ليست بجديدة بل تعبّر عن هوية أعدائنا الدموية وأهدافهم الإلغائية وتاريخهم الاستعماري.
أما نحن فإنّ خيارنا المقاومة وواثقون بحقنا الأصلي والتاريخي وبقدرتنا على بلوغ النصر ما أن تثبت وحدتنا الروحية والعملية في العقيدة والشعور والجهاد المنظم، وإنّ فعل شعبنا في الجنوب أثبت هشاشة اليهود واضمحلال مزاعم تفوّقهم وقوّتهم، وإنّ بقاءهم ليس بقوتهم بل بقوة الدول الغربية الداعمة لهم التي تمدّهم بالسلاح والمال وتبقيهم على قيد الحياة والتي لولاها لزال هذا الكيان كالغبار المنثور واضمحلّ وجوده.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
لا يُرامُ النصر من كُلّ هيّابٍ ذليل، ولا يبلغُ المجد إلا المغوارُ الأصيل.. فاثبتوا في حزبكم جنوداً أشدّاء تحاربون بالفكر وبالعمل وتصونون القضية القومية العظيمة، ويجب عليكم كما أوعز الزعيم «أن تلتفوا حول نهضتكم وأن تقفوا موقفاً واحداً بقيادة واحدة ونظام واحد لتحرزوا الحقوق التي تطالب بها حركتكم القومية الاجتماعية».
ثقوا بحزبكم وبقدرتكم واعملوا بمبادئكم الرفيعة واسعوا لتحقيق غايتكم المهيبة.. فإنّ المستقبل لكم يا أبناء الحياة!