ندوة لمديرية شمسطار في «القومي» بمناسبة عيد التأسيس/
الزغبي: التأسيس كشف قضية قومية عظيمة على مبادئ واضحة وشكل انتصاراً لقيم الحق والحرية والكرامة والعدالة وقطع مع الخمول والاستسلام /
} احتفال القوميين الاجتماعيين بتأسيس الحزب ليس بغاية الاحتفال فقط، بل للقيمة التاريخية والاجتماعية والقومية والإنسانية التي يعنيها/
}التأسيس جواب الزعيم على سؤاله التاريخي “ما الذي جلب الويل على امتي؟” وهو لحماية هويتها واستعادة حقوقها والدفاع عن مصالحها/
الطفيلي: خيار المقاومة هوالأقل كلفة في معركة المصير والوجود رغم المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا التي لم تتوقف منذ احتلال فلسطين/
أحيت مديرية شمسطار التابعة لمنفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد التأسيس، بندوة في المناسبة، تحدّث فيها الأمين حسن الزغبي وقدّم لها مدير مديرية شمسطار علي الطفيلي.
حضر الندوة، منفذ عام بعلبك عباس محرز حمية، عضو هيئة منح رتبة الأمانة فداء حمية، الأمين الدكتور علي الحاج حسن، ناموس المنفذية يوسف برو، ناظر العمل والشؤون الاجتماعية حسين الحاج حسن، مدير مديرية تمنين التحتا عباس ريا، مدير مديرية طاريا محسن حمية، وجمع من القوميين والمواطنين.
الطفيلي
بداية، اعتبر مدير مديرية شمسطار علي الطفيلي أن ظروفاً صعبة التي تمرّ بها أمتنا، نتيجة العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، مؤكداً أن الاحتفاء بعيد تأسيس الحزب، في ظل هذه الظروف، هو تأكيد على النهج الصراعيّ الذي اختطه حزبنا، منذ تأسيسه، وجسدّه جهاداً في معارك الدفاع عن فلسطين منذ العام 1936 إلى اليوم.
وشدّد الطفيلي على التمسّك بخيار مقاومة، لأنه الأقل كلفة في معركة المصير والوجود، لافتاً إلى أن المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا، لم تتوقف منذ احتلال فلسطين. أما اليوم، ورغم ارتقاء آلاف الشهداء وجلهم من الأطفال، فإن المقاومة تخوض ملاحم عز وبطولة وتثأر لدماء الشهداء.
وحيّا الطفيلي غزة وصمود أهلها، رغم كل الدمار والقتل والحصار، وسأل: أين هو المجتمع الدولي وأين هي المؤسسات الدولية، اللذان لا يتحملان مسؤولياتهما لإيقاف حرب الابادة التي ينفذها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين؟ وتابع: لا عجب فأميركا هي التي تهيمن على ما يسمى مجتمع دولي، هي ترعى وتدعم مجازر “إسرائيل” بحق شعبنا.
الزغبي
ثم بدأ الأمين حسن الزغبي محاضرته، فقال: «إن احتفال القوميين الاجتماعيين بمناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ليس لمجرد الاحتفال، إنّما لما يمثله التأسيس من قيمة تاريخية واجتماعية وقومية وإنسانية. ذلك، لأن أنطون سعاده أسّس الحزب، بعد أن أدرك باكراً خطورة الويل الذي يتهدد أمته، وأنه بعد الحرب العالمية الأولى أصبح العالم خاضعاً لمشيئة الدول المنتصرة في الحروب، التي ضربت عُرض الحائط بقيم الحق ومبادئ العدالة ومارست سياسة قهر الشعوب واستلاب حقها في الحياة ونشر الفساد المناقبي والروحي.
أضاف: أنطون سعاده عاين أمته تُقسّم وتُفتت باتفاقية “سايكس بيكو” وعاين ضياع فلسطين بـ”وعد بلفور” المشؤوم وممارسات الاستعمار الفرنسي والانكليزي، لذا طرح على نفسه السؤال الأهم “ما الذي جلب على شعبي كل هذا الويل؟»..
وبعد البحث والتدقيق أجاب على هذا السؤال “إن الذي جلب على شعبي هذا الويل هو التخلّف والجهل وفقدان السيادة القوميّة على بلادي”، وكان قراره في نفسه معركة انتصار الأمة على هذا الضيم بتأسيس حزب قومي اجتماعي، لقد أراد سعاده بتأسيسه الحزب جمع الجهود المبعثرة والقوة المتفرّقة لتمكين الأمة من استعادة حقوقها وصون هويتها وحفظ مكانتها بين الأمم.
وأكد الزغبي قائلاً: “إن تأسيس الحزب على مبادئ واضحة ومن أجل قضية عظيمة، شكل انتصاراً لقيم الحق والحرية والكرامة والعز القومية، ولمبادئ العدالة الإنسانية، كما أنه شكل قطعاً مع مرحلة الخمول والخضوع والخنوع والاستسلام لمشيئة الاستعمار وسياساته الاستبدادية.
ورأى أن تأسيس الحزب، جاء رداً حاسماً على الطائفية والمذهبية والاتنية، وخطة معاكسة لمواجهة الصهيونية العنصرية، ولذلك اشتدّت المؤامرات على حزبنا، منذ التأسيس إلى اليوم.
وأردف: “لقد وعى سعاده الصلة العضوية بين تجزئة الوطن واغتصاب بعض أجزائه وبين تصدّع وحدته، لذا شدّد على أهمية الوعي القومي، معتبراً أن انعدام الوعي القومي أدّى إلى خسارة فلسطين والاسكندرون وأجزاء أخرى من أمتنا».
وأشار الزغبي إلى أن احتلال فلسطين جرى التمهيد له بتحالف الصهيونية مع الاستعمار العالمي، ونتيجة لـ”سايكس بيكو” و”وعد بلفور” بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وهذا ما حذّر منه سعاده، في الأول من تشرين الأول عام 1921 حيث نشر مقالاً في جريدة “الجريدة” البرازيلية بعنوان “السوريون والاستقلال” تحدّث فيه عن الخطر المحدق بوطنه، مشيراً إلى أن مخطط الحركة الصهيونية بالاستيلاء على فلسطين وطرد سكانها.
وأشار إلى أن الاستعمار لم يكتف بالوقوف الى جانب الصهاينة في احتلالهم لفلسطين، بل كانت له أدوات في كيانات الأمة، وهذه الأدوات العميلة فعلت كل ما في وسعها لتحقيق مشيئة مشغليها، فكان مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده هدفاً للاستعمار وعملائه، بهدف تصفيته وتصفية حزبه، فتمكن عملاء الاستعمار والصهاينة من اغتيال سعاده بعد عام على نكبة فلسطين، ظناً منهم بأنهم يستطيعون القضاء على حزبه، لأنه حزب مقاومة وصراع، وحركة تحرير قومية وفلسطين جوهر قضيته.
وختم قائلاً: في عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، نؤكد أن حزب سعاده لا زال ثابتاً على مبادئه، حزباً نهضوياً مقاوماً، مصداقاً لقول مؤسسه ليلة اغتياله: “أنا أموت أما حزبي فباقٍ، هذه الليلة سيُعدمونني أما ابناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي».
لقد وثق سعاده بحزبه وشعبه وهو القائل “إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت مجرى التاريخ” وهي لفاعلة حتماً، في معركة المصير والوجود.