مواكب النور والكرامة *
} د. جاك رستم**
رُفقائي في الأحزابِ والقِوى والفَصائِل.
أَسيادَ المقاومة والنضال في فلسطينَ والشّامِ ولبنان.
نُخَبَ المُقاومَةِ الصَّلبة المُستعصِية، سَيِّدةِ المَيادِينِ والنِضال.
حُشاشَةَ أَرواحِ الشُهَداء، وَقَرابِينَ النُّبلِ والسَّخَاء.
أَبطَالَ غزَّةَ وفَلسطينَ البواسل، يا سُيوفاً قُدّت مِنَ الصَّوان.
أبناءَ البترونِ الأعزاء.
أُرحِّبُ بكم في دارِكم، باسمِ رئيسِ الحزبِ السوري القومي الاجتماعيّ، الأمين أسعد حردان، ناظرًا إلى كُلِّ فردٍ مِنكم بفَخرٍ واعتِزاز. يا رُفقاءَ العزَّةِ والكرامة، وأسيادَ التَحريرِ والنصّرِ الآتي.
كَم تجَرّعتُم البطولات في مَعَاهِدِ الأحرَار ورَفَعتُم أمجَاداً وأنواراً تُضَاءُ بِهَا السُبُل.
لَكَم تُرغِمونَ للحَقِّ، أُنوفَ الدَهرِ الغاشِمِ الخَؤون، الذي يَكيدُ لِلأحرار، وتُقارِعونَ الضّيمَ والذُلَّ في احتِدامٍ وجَبَروت، تَبقَونَ نِبراسَ الحقِّ وشُموساً ساطِعة لا يَخبُو نُورُهَا، بَل تَتدفق أبداً بِشلالاتِ المجدِ والضِياء، وتَروِي الغَليل، بِكوثَرِ السَّعدِ والبَهَاء!
كَم تَحجُبُ الظٌّلُماتُ أطواداً شامِخة، فتَلُوحُ فَوقَ ذُرَاهَا مَشاعِلَ مَنار.
وكَم صَالَ الحَقُّ المُغتَصَب، صَولاتٍ أَنذَرَتِ الغَاشِمَ بالهَلاكِ والدَمار!
ها إنَّ عقاربَ السّاعة قد عادَت إلى الوراء، تَلفحُ فلسطينَ ظُلمًا وحِقدًا وشرًا وإجراما.
منذُ خمسةٍ وسبعينَ عاماً، تُمعنُ قِوى الظلام الصُهيونية، في تشريدِ وتهجيرِ وإبادةِ الحق واغتصابِ الكرامةِ وامتِهَانِها.
فصَالتِ المُقاومةُ صَولةَ عِزَّةٍ وشَمَم. وجاشتِ الدِماءُ في الصُدورِ تتلظّى لاستردادِ الحقِ السَّليب.
نَحنُ المقاومة التي لا تُهادن ولا تُساوِم، وتَجودُ مِن صُلبِها.
ليسَ الشهيدُ مَن قُتِل، بل مَن قَتَلَ الموتَ بشهادتِه. سَتبقى النجومُ، شُموعاً تُضاءُ لهُ.
نحنُ نحبُّ الحياة، لأننا نُحبُّ الحُرّية، ونَنشُدُ الموتَ الذي يُعانقُ الخلود.
هي المقاومة، مقاومَةُ الطُغيانِ، والجَهلِ، والفاقة…
إنَّها مُقاومةُ عمالقةٍ صناديد، كللَّ غارُ المجدِ جباهَهُم، وكانوا قِلادةً نورانيةً في عُنقِ الزّمن؛ إرادَتُهُم، زرَداتٌ من فولاذٍ صلبٍ لا يتحطم.
شُهداءَنا البواسِل، يا أسودَ الشرى، وجَبابِرةَ الورى، بِكُم تتشرَّفُ البطولة، وتَسمو القيم.
دِماءُ الأحرار دَينٌ مستَحَقٌّ للوطَن،
شَمسُ الحُرية، تتفجّر، مِنَ الليلِ البهيم.
والعِزُّ يترسَّخ بالفكرِ والجُهدِ العَميم.
دَربُ الكرامةِ يُعبَّد بالضَحايا والأشلاء،
والمَجدُ يَسيلُ عِطرُه، مِن دماءِ الشُهداء.
هؤلاء، هُم شُراةُ الوطَنِ والجنَّة،
ورمزُ التضحية وعُنوانُ الفِداء.
سَيَرقُصُ النور في كَبِدِ الحَياةِ الشَّامِخَة الأَبيَّة، وتَعلو سَمفُونِيَّةُ السَعدِ المَجيد، بالأَلحَانِ والأَنَاشيد، وَيَضُوعُ بَخُورُ الغِبطَةِ في النُفوسِ والأرجَاء، وتَفيضُ عُيُونُ السماء بأَمطارِ الوَعدِ والرجَاء.
فيا شُهداءَنا الأبرار، أنتم خيرُ سلف، لخيرِ خلف، وإنَّنا على خُطاكُم، لسائِرون…
*ألقيت في لقاء نظمته منفذية البترون تضامناً مع أهلنا في غزة.
**منفذ عام البترون في الحزب السوري القومي الاجتماعي