تزايد قوة ضربات المقاومة اللبنانية يفاقم مأزق العدو الصهيوني والقلق الأميركي
} حسن حردان
بات معلوماً انّ تصعيد المقاومة في جنوب لبنان عملياتها ضدّ مواقع جيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة إنما يندرج في إطار إسناد ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدوان، وزيادة ممارسة الضغط على حكومة الحرب الصهيونية وواشنطن لوقف العدوان، وكلما استمرّ العدوان على غزة فإن المقاومة ستواصل هجماتها وتصعد من حرب الاستنزاف ضدّ جيش الاحتلال وكيانه العدواني، وهو ما ترجمته بإدخال أسلحة جديدة قادرة على إحداث تأثير أكبر على صعيد القدرة التدميرية في المواقع الإسرائيلية، وايقاع المزيد من الخسائر في صفوف الجنود الصهاينة، وبالتالي رفع فاتورة وكلفة استمرار الكيان الصهيون في عدوانه، مادياً وبشرياً… مما يزيد من حجم الاستنزاف الذي بدأ يعاني منه كيان الاحتلال..
هذا التصاعد في هجمات وضربات المقاومة وتزايد قوتها وتأثيرها دلل عليه آثار قصفها لثكنة برانيت التي تضمّ مركز قيادة جيش الاحتلال في منطقة شمال فلسطين المحتلة، والتدمير الهائل الذي أحدثته صواريخ بركان التي تزن بين 2000 و5000 كلغ من المتفجرات… وقصف معمل للصناعات العسكرية قرب كريات شمونة، الخالصة، إضافة إلى استخدام المقاومة الطائرات المُسيّرة الانقضاضية التي تحمل كمية كبيرة من المتفجرات في ضرب مواقع العدو، الذي لجأ كعادته إلى الانتقام من المدنيين بـ ارتكاب جريمة إرهابية جديدة بحق الصحافيين عبر استهدافه الزملاء في قناة «الميادين» فرح عمر وربيع معماري اللذين استشهدا بالأمس اثر تعرّضهما لقصف غادر من طيران العدو خلال قيامهما بتغطية التطورات الميدانية في جنوب لبنان.
على انّ هذا التطور النوعي في عمليات المقاومة أدّى الى:
أولاً، زيادة حدة استنزاف الكيان وبداية ظهور مؤشرات عدم قدرته على الاستمرار في تحمّل هذا الاستنزاف المتصاعد والتعايش معه، كما حصل في المرحلة الأولى، فيما هو يتجنب الذهاب الى التصعيد الواسع او الخروج على قواعد الاشتباك التي حدّدتها المقاومة باستهداف المواقع العسكرية للعدو، وذلك لأنه يعرف جيداً قدرات المقاومة الكبيرة والنوعية بالردّ عليه بالمثل… وهو ما عكسته تعليقات وسائل الإعلام الإسرائيلية والمحللين والمعلقين العسكريين حول كيفية مواجهة هذا الوضع الضاغط بقوة في الشمال حيث أوردت وسائل الإعلام المذكورة، انّ الرادارات لدى الجيش الإسرائيلي لم تكشف الطائرات الانقضاضية التي أطلقها حزب الله وأصابت أهدافها بنجاح، فيما ذكر موقع «والاه» العبري أنه في أعقاب إطلاق الصواريخ على ثكنة برانيت، علقت جهات في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قائلة: «إن نتنياهو مردوع من حزب الله».
اضاف، أنظروا ماذا فعل حزب الله في ثكنة برانيت أول أمس، كيف سنقنع «سكان» كريات شمونة بالعودة.
هذا الى جانب تنامي مأزق جيش الاحتلال في شمال غزة نتيجة فشله في تحقيق أيّ إنجاز عسكري، والارتفاع الكبير في أعداد القتلى والجرحى من الضباط والجنود الصهاينة، وخسائره في الدبابات والمدرّعات والآليات التي يتمّ تدميرها يومياً على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية.. وتتمّ مشاهد جزء منها عبر الفيديوات التي تبثها كتائب عز الدين القسام.
ثانياً، زيادة منسوب القلق الأميركي من احتمالات توسع دائرة المواجهة.. الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إرسال مستشاره لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين إلى تل أبيب ولبنان لاحتواء الوضع والحيلولة دون انفجار الموقف على نطاق واسع.. خاصة بعد إقدام حركة أنصار الله في اليمن بتنفيذ تهديدها باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر إلى أن يتوقف العدوان على غزة، وقيام القوات المسلحة اليمنية بالاستيلاء على سفينة إسرائيلية واعتقال طاقمها الإسرائيلي من حملة الجنسيات الاجنبية المزدوجة…
هذه التطورات الميدانية أشرت إلى بداية اتخاذ الأمور منحى تصعيدياً، وهو ما حذرت منه صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، قائلة، إنّ التصعيد المتنامي على الحدود الشمالية مع لبنان يهدّد بحرب أكبر.. في حين وصفت نائبة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة الوضع على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بأنة «خطير ويزداد صعوبة».. غير انّ رسائل المقاومة واضحة وهي أنّ من يريد تجنّب التصعيد عليه وقف العدوان الوحشي على قطاع غزة…