قتال الصهاينة فرض عين…
} عمر عبد القادر غندور*
أكثر من 45 يوماً مضى والفلسطينيون في غزة يتعرّضون لمجازر متواصلة على مدار الساعة وآخرها في مدرسة الفاخورة في مقر وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين حيث تعرّض اللاجئون لقصف الطائرات وهم نيام، وبات عدد الشهداء حتى كتابة هذا النص أكثر من 13 ألف شهيد بينهم أكثر من خمسة ألاف طفل !!
ويمضي الفلسطينيون في حياتهم ولا يرحلون من غير غذاء ولا كهرباء ولا وقود ولا أدوية ولا ماء ولا مواصلات… في أعتى عقاب جماعي في القرن الحالي، حتى المال لم يعد لازماً!
وتحوّل قطاع غزة الى لقمة سائغة لعصابات المستوطنين الذين يسعون لتعزيز قبضاتهم على الضفة الغربية لطرد أصحاب الأرض ورفع عديدهم الى مليوني مستوطن، ويرون انّ هذه الفرصة لا تتكرّر، ويقول أحد الحاخامات وهو يحمل سلاحاً لـ «فاينانشال تايمز» ما يحصل اليوم هو حرب بين اليهود والإسلام»!
ولذلك نرى هذه الوحشية والقسوة وهذا التطهير العرقي دون أيّ اعتبار للقوانين وشرعة حقوق الإنسان، ونرى كيف تُقصف المستشفيات والمرضى والأجهزة الطبية والعائلات التي تختبئ تحت أطلال المباني المقصوفة في أبشع صور الجبروت .
وبالأمس كان عدد من النسوة ينتشرن في مدرسة للأونروا في مخيم جباليا يعددن ما تيسّر من طعام ضئيل، وصغارهن يلعبون في باحة المدرسة التي تعرّضت لقصف جوي عنيف لم يبقِ شيئاً فارتقى 12 شهيداً، بينما تلاحق المُسيّرات المواطنين وتحصدهم على الطرقات في أبشع صور الإجرام والإبادة وجميعهم من المدنيين والنساء والأطفال.
وفي جلسة المجلس الحربي للعدو التي انعقدت بالأمس عرض وزير الأمن الارهابي إيتمار بن غفير مشروعاً يتنازل فيه عن أسراه لدى المقاومين في غزة لقاء إبادة الحياة في قطاع غزة، وهو ما يفعله العدو منذ الثامن من تشرين الأول.
وعندما يواصل الصهاينة إجرامهم ويستبيحون أراضي الفلسطينيين ويذبحون أطفالهم ويحرقون بيوتهم ويقطعون عنهم الماء والغذاء والدواء وتخريب مستشفياتهم، ولا يرقبوا فيهم إلّا ولا ذمة، ويصرّحون جهاراً بالدعوة الى قتالهم، يصبح قتال الصهاينة فرض عين على المسلمين.
وفي حالتنا الراهنة لا يكون قتال الصهاينة فرض عين على مجاهدي القسام والجهاد وبقية التنظيمات، وعلى حزب الله واليمنيين، بل واجب على الأمة جمعاء، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض «وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ (72) الانفال»، ولا نرى عذراً للمشخرين النائمين تصديقاً لقول الله تعالى «لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) النساء»
* رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي