أولى

«الميادين» شريكة الدم… 
وشريكة النصر

على جاري العادة في كل الخطوات العدوانية التي يقدم عليها فريق الحرب الأميركية الإسرائيلية على بلادنا، القتل والتسبب بالألم يتفوقان على حساب الفاعلية والأثر. فالأميركي الذي يعتمد العقوبات سلاحاً في فرض إرادته يعلم من خلال التجربة لا جدوى هذه العقوبات، التي تزيد الشعوب تمسكاً بحقوقها وحريتها وتزيد القيادات التزاماً بخيار المقاومة، لكنه لا يتراجع عنها فقط لأنه يكتفي بأنه يتسبب بالألم للشعوب انتقاماً من خياراتها وعقاباً على مقاومتها.
ما شهدته وتشهده حرب العدوان الإجرامي على فلسطين ومقاومتها وشعبها وقد باتت أداتها الوحيدة مزيداً من القتل والتدمير، تقول الشيء نفسه. فالقتل والتدمير لم يُغيّرا شيئاً في مواقف الناس والقيادات ولا في موازين القوى، لكن القتل والتدمير مستمران، لا لجدوى الاستمرار، بل لأن الاستمرار هو تعبير عن تكوين بنيويّ في كيان الاحتلال الإجرامي من جهة، ولأن التسبّب بالألم انتقاماً ولو دون جدوى سبب كافٍ للاستمرار.
في المواجهة التي يخوضها كيان الاحتلال مع الدور المتقدم الذي لعبته قناة الميادين في تشكيل حاضنة لرأي عام نخبوي وشعبي متعدد المشارب والألوان والأطياف والعقائد، تجمعه الميادين منذ ولادتها على حب فلسطين ونصرة مقاومتها، والإيمان بالمقاومة خياراً وثقافة، فشل ذريع من جانب الكيان في ذروة المواجهة، فهو يعلم أن هذا التيار الشعبي والنخبوي العربي والعالمي الداعم للمقاومة صلب عوده وما عاد كسره وحصاره ضمن إمكانات خطط الاحتلال، وقد أظهر ما مر من أيام حرب غزة، أن هذا التيار صار طوفاناً عالمياً هو مَن يحاصر كيان الاحتلال وداعميه، لكن هذا لم يكن كافياً لدفع الاحتلال للتراجع عن خطط القتل التي نفذها بدم بارد بحق فرح «الميادين» وربيعها، وقد جعلا «الميادين» كقناة مقاومة قناة للشهداء. فهذه هي طبيعته الإجرامية والتسبب بالألم انتقاماً سبب كافٍ لارتكاب الجريمة.
عملياً ما فعله الاحتلال بجريمة قتل الزميلين فرح عمر وربيع معماري والمواطن حسين عقيل العامل مع «الميادين»، هو أنه جعل «الميادين» شريك الثقافة والخيار مع قوى المقاومة، شريكاً بالدم، وبالتالي شريكاً كاملاً في النصر، وأنه أشعل ضوءاً لا يمكن تجاهله حول اسم «الميادين»، تقول لكل باحث عن بوصلة لتيار المقاومة العربي والعالمي، إنها «الميادين»، فتعاظم وزن «الميادين» وتضاعف فعلها وكبرت مسؤولياتها، بدماء الشهادة.
نحن هنا في أسرة تحرير البناء نشعر بالمرارة والألم مثلما تشعر «الميادين»، لكننا نشعر بالفخر أيضا مثلما تشعر «الميادين».

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى