أولى

تعثر الهدنة يظهر موازين القوى

– تكشف العناوين التي تعثَّرَ عندها تنفيذ اتفاق الهدنة، أن الجهة التي هدّدت بوقف التنفيذ كانت المقاومة، وأنها وضعت شروطاً تستلزم تنازلات إسرائيلية، أبرزها التمسك بأسرى القدس واعتماد الأقدمية في لوائح الأسرى الأطفال، وضمان وصول المساعدات الى شمال غزة، وامتناع جيش الاحتلال عن إطلاق النار على الذين يعودون من الجنوب إلى الشمال، ولذلك رفضها جيش الاحتلال وهدّد بأنه ما لم يتمّ تسليم الدفعة الثانية من الأسرى لدى المقاومة قبل منتصف ليل السبت الأحد فإن الاحتلال سوف يستأنف عملياته الحربية.
– تمسّكت المقاومة بموقفها ولم تتراجع وقالت فلتسقط الهدنة والتبادل ما لم يؤخذ بالشروط. فتراجع الاحتلال. وسواء قال بنيامين نتنياهو إن التراجع جاء تلبية لطلب أميركي أو لأن كلفة العودة للحرب وإيقاف التبادل فوق طاقته على الاحتمال، فإن الحصيلة هي ذاتها، لأن التمني الأميركي مصدره القلق من مخاطر العودة إلى الحرب والقلق من وقف التبادل. ومعلوم أن الأضعف هو مَن يتراجع، وأن المقاومة بثباتها أظهرت أن خياراتها مفتوحة، وكشفت الكذب في الكلام عن حاجتها للهدنة أكثر من حاجة «إسرائيل».
– بالتوازي كان أنصار الله يكرّرون عملياتهم في البحر الأحمر وسائر البحار، في أكبر تحدٍّ متخيّل لجوهر مفهوم الردع الأميركي، القائم على معادلة منع التدخل في حرب «إسرائيل» والمقاومة، خصوصاً أن التحدّي يتمّ في عنوان من ثوابت الاستراتيجيات الأميركية العسكرية المتصلة بأمن الملاحة وأمن الطاقة، وعلى مرمى حجر من الحاملات والمدمرات والقواعد الأميركية.
– مؤشرات كثيرة تعبّر عن رجحان كفة موازين القوى لصالح قوى المقاومة، أبسطها الاحتفالات التي تتحوّل إلى أعراس بتحرير الأسرى الفلسطينيين، مقابل معاملة قادة الكيان لأسراهم العائدين بصفتهم فضيحة يجب سترها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى