في العالم كما في لبنان وعند العرب: لا بيئة شعبية ضد حرب فلسطين
تجهد إدارة الحرب الإعلامية على المقاومة التي تتجنّد لها مؤسسات عملاقة في الغرب والمنطقة، لخوض مناوشات إعلامية تستقطب فيها الاهتمام، بعدما خسرت الحرب الأهم في الإعلام، وهي حرب الرواية. وقد تتابعت عمليات الفشل بسقوط عشرات الروايات التي قدّمها الإعلام الغربي والعربي واللبناني المنخرط في هذه الحرب، منذ سقوط رواية قتل الأطفال واغتصاب النساء في غلاف غزة يوم 7 تشرين الأول، وبعدها رواية قصف مستشفى المعمداني، والسيطرة العسكرية على شمال غزة، وعشرات مثلها.
كل يوم تخرج وقائع جديدة تجعل موجة التعاطف مع المقاومة عالمياً وعربياً ولبنانياً تكبر؛ عالمياً بفعل صورة المذبحة المفتوحة بحق البشر والحجر في غزة، وبفعل صورة الرقي الأخلاقي في تعامل المقاومة مع المحتجزين والأسرى لديها، مقابل الإجرام الذي يظهر مرافقاً لجيش الاحتلال في أبسط سلوكيّاته، أسرى أطفال مكسَّرة أيديهم بفعل الاعتداء عليهم، وضابط يفجّر منزلاً في غزة ليهديه إلى ابنته في عيد ميلادها وهي في عمر السنتين، وعربياً تنحاز الشعوب الى جانب المقاومة، لأنها أظهرت في غزة بطولة استثنائية استحقت الإعجاب بجدارة منذ طوفان الأقصى وعبقرية النصر، وصولاً الى بطولة المواجهات مع الاحتلال، ولأن قوى المقاومة أظهرت تضامناً مع غزة غابت عنه الدول والحركات العربية التي جنّدت نصف مليون مقاتل لحرب سورية بينهم آلاف الانتحاريين، وجرّدت جيوشاً لحرب اليمن، وأنفقت على الحربين تريليونات الدولارات. وشكّل ما فعله اليمن المطعون بعروبته وإسلامه بعدما تعرّض للشيطنة بعيون المواطنين العرب، ليشعر كل العرب بعقدة الذنب وعقدة النقص معاً تجاه مجاهديه. وفي لبنان يتعاطف اللبنانيون في كل البيئات الطائفيّة مع المقاومة لأنها حفظت لبلدهم مكانة مميزة في معادلات المنطقة بدماء مجاهديها ومنهم أبناء قادتها، ولم تكلف لبنان واللبنانيين لا قرشاً ولا نقطة دم.
في ظل هذه الموجة العالمية والعربية واللبنانية العارمة من التعاطف مع المقاومة وحرب فلسطين، يتحرّش بعض العاملين في جبهة العدوان الإعلامي على المقاومة ويمارسون الاستفزاز أملاً بصناعة مظلوميّة تقوم على تعرّضهم للتهديد والأذى أو تصنيع معركة حريات. والنصيحة لكل حريص على المقاومة بتجاهل هؤلاء وإهمالهم وتركهم يصرخون في بريّتهم وحدَهم، ولن يجدوا عشرات يقرأون أو يسمعون ما يقولون، إلا إذا نجحوا باستدراج الردود. والمنطق يقول إن الحريص على المقاومة لا يسمح لأعدائها بتحقيق نجاح فقط لأنه شعر بالاستفزاز او الغضب لما قرأ أو سمع من هؤلاء، فيجعلهم خبراً وحدثاً ويتفاعل مع ما يصدر عنهم، ويكون سبب نجاحهم!
التعليق السياسي