دبوس
غزة والضفة…
رغم المآلات المرعبة التي يعايشها أحباؤنا وأهلنا في القطاع بسبب التفوّق الناري الفادح الذي يتمتع به العدو، وكذلك الإمكانيات التسليحية المتواضعة مقارنة بما يتدفق على العدو من كلّ أقطار التوحّش الأنجلوساكسوني، إضافة الى تحلّل هذا الاحتلال المجرم من أيّ روادع او موانع أخلاقية قد تكبح جماحه عن ارتكاب كلّ أنواع الفظائع التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، رغم كلّ الذي نراه بأمّ أعيننا من جرائم تراها الإنسانية لأول مرة في تاريخها، إلا أننا سنواجه قريباً بوضع وللأسف أكثر سوءاً، وتراجيديا مضاعفة لمجموعة من الأسباب او الفروق التي تميّز سلباً بين الوضع في غزة وبين الوضع في الضفة الغربية، سأسردها تباعاً…
الأول، الاستيطان، في غزة لا يوجد مستوطن واحد، بينما في الضفة يوجد مليون مستوطن مدجّجين بالسلاح، ويتمتعون بأكبر قدر من التوحّش .
الثاني، الأنفاق، في غزة هنالك 500 كيلومتر من الأنفاق التي استحدثت على مدى سنوات طويلة تحسّباً لهذا الغزو، وعلى أعماق تتراوح بين 30 و 40 متر، تشكل عاملاً بالغ الأهمية لقتال القوّات الغازية، لا يوجد ايّ شيء من هذا في الضفة الغربية .
الثالث، سلطة أوسلو، العميلة الخائنة، التي تقدّم الدعم الاستخباري والتنسيق الأمني، ويعمل جيشها الأمني المكوّن من 60 ألف عنصر في خدمة الاحتلال، ولا يوجد شيء كهذا في غزة .
الرابع، التسليح، في غزة، يصنعون السلاح محليّاً، ويهرّبون السلاح من الخارج الى داخل القطاع، في الضفة، يلاحقهم «دعبس» حتى على شفرات الحلاقة،
الهجمة ستتصاعد في الضفة الغربية، وندعو الله ان يعينكم يا أبناء الضفة الغربية .
أخيراً، دعونا وفي خضمّ المأساة نورد نكتة لا أجدني الا مضطراً لإيرادها لإضفاء قليل من البسمة الساخرة على محيط بات مفعماً بالمأساة، في عام 1982، قابل أكثر رؤساء الحكومات الإسرائيلية دموية، مناحيم بيجن، قابل جو بايدن، الذي كان آنذاك، رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وأبلغه نيّة الكيان مهاجمة لبنان لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية، كان تعليق بايدن إذّاك، تأكدوا بأنكم ستقتلون أكبر عدد ممكن من الناس، اقتلوهم بلا رحمة، هذا هو بايدن نفسه الذي هاتفه رئيس سلطة أوسلو صبيحة يوم أمس، طالباً منه التدخّل لوقف الأعمال الإسرائيلية في غزة!
سميح التايه