حفل تأبيني حاشد لشهداء «الميادين» بحضور شخصيات عربية وأممية ووفد من «القومي» والكلمات أكّدت على الثبات في الميدان… وملاحقة الكيان المحتلّ أمام الجنائيّة الدوليّة
عبير حمدان
مسيرة الإعلامي لا تُقاس بتراكم السنين بل بحجم ما ينجزه وبمدى قدرته على العطاء دون حساب، بإيمانه أنّ الحق يعلو ولا يُعلى عليه، بقناعته أنّ الوطن والانتماء إليه والدفاع عن كلّ ذرة من ثراه في وجه عدو غاصب نهج وعقيدة ثابتة.
أن تنقل الواقع كما هو دون تحريف وتبعية، فذاك مفهوم المصداقية. أن تناصر قضية محقة فذلك انحياز مشروع، وحين يتصل الأمر بالمحاور لا يمكن أن تقف في المنتصف لأنك إبن هذه الأرض ونبضها ومواسمها وفرحها وربيعها ولن ينال من عزيمتك معتدٍ ومستعمر ومرتهن…
في حضرة الدماء تصغر الكلمات ولا تسعفنا اللغة حتى لنقول عبارات المواساة، نحن الذين احترفنا الحبر مبكراً لا نجد نصاً يصل إلى مرتبة الشهادة. يغلبنا البكاء فنخنقه أمام الأب والأم والزوجة والأطفال وهم أهل العزاء الصابرون المحتسبون وفي عيونهم عبرات وعبارات لم تخرج الى العلن، لعلهم يحتفظون بها كي لا نضعف وكي نكمل الطريق إلى القدس وإلى النصر الذي لأجله ترتقي الأقمار إلى السماء..
كم هو غالٍ ثمن النصر المعمّد بطهر الدماء وكم هي عزيزة بلادنا التي تكتب تاريخها في كلّ الميادين قولاً وفعلاً بالصوت والصورة الى جانب الرصاصة والحجارة في يد طفل يواجه الدبابة ويكبر ليحرقها…
الدخان الذي خلف الحدود هو دخان الكرامة، هو فعل المقاومة ضدّ المحتلّ، وهو الفعل الذي يواكبه الإعلام الثابت والمهني والمتجذّر في الأرض.. كلمات تختصر معنى أن تكون كبيراً وكلّ ما قيل من دعاة الاستعراض مردود على أصحابه ومن لا ينحني أمام مفهوم المهنية والاستشهاد في سبيل القضيّة لا يمثل الا ذاته الحاقدة والسخيفة، والكلمة للميادين الأن وغداً وحين نرفع راية النصر في فلسطين…
أقامت شبكة «الميادين» الإعلاميّة حفلاً تأبينيّاً، في قرية الساحة التراثيّة على طريق المطار، تحيّة لأرواح الشهداء فرح عمر وربيع المعماريّ وحسين عقيل، الذين ارتقوا جراء عدوان «إسرائيليّ» استهدفهم أثناء القيام بمهامهم الإعلاميّة في بلدة طيرحرفا الجنوبيّة.
حضر الحفل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الطاقة وليد فياض، النواب: علي فياض، جهاد الصمد، حسن مراد، النائبان السابقان نجاح واكيم ورئيس تحرير «البناء» ناصر قنديل، الوزيران السابقان كريم بقرادوني ومحمود قماطي، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي. وحضرت وفود دبلوماسية في مقدّمها سفير كوبا وممثل عن السفارة الإيرانية.
كما حضر وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد الخارجية غسان غصن، عميد الإعلام معن حمية، عميد شؤون فلسطين وهيب وهبي، عضو المجلس الأعلى بطرس سعادة، رئيس المجلس القومي عاطف بزي، وكيل عميد الداخلية وليد الشيخ، عضو المجلس القومي فارس غندور، مدير التحرير المسؤول في «البناء» رمزي عبد الخالق.
كما حضرت الحفل شخصيات عربية وأممية تقدمتها المناضلة الفلسطينية ليلى خالد وأليدا تشي غيفارا والأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صبّاحي. والفنانون: جوليا بطرس ومعين شريف وزياد بطرس، الشاعر نزار فرنسيس، وحشد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية والشخصيات الدبلوماسية والإعلامية والفكرية والاجتماعية ونشطاء وعاملون في محطّة «الميادين» وزملاء الشهداء وعائلاتهم.
قدّم للحفل الإعلاميّان مايا رزق وأحمد شلدان القادم من غزة.
المكاري: لن نسكت عن دماء الشهداء
والمعركة القضائية مفتوحة مع العدو
وألقى المكاري كلمة قال فيها «نجتمع اليوم لتوجيه تحيّة من القلب لروحيْ فرح عمر وربيع معماريّ ولروحِ رفيقهما حسين عقيل، والتحيّة موصولة لروح عصام عبد الله الذي كان أوّل من عبّد طريق القدس بدمه».
وأكّد «أنّنا مستمرّون على الدرب الذي خطته «الميادين» بدمها، ولن نسكت لا عن دماء عصام، ولا عن دماء فرح وربيع وحسين، وسيحرص إعلامُنا على تذكير الكيان المحتل قاتل الأنبياء والأطفال، بأنه سيخسر المعركة العسكريّة تماماً، كما خسر معركة الصورة والخبر».
وأضاف: «إنّ القتل لن يثنينا، ومعركتنا القضائية ضد هذا الكيان المحتل مفتوحة، كما ندرس إمكان تقديم شكوى أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة، والموضوع الآن قيد الدرس القانونيّ بين وزارتيْ الإعلام والعدل. نُريد أن تظهر حقيقة هذا العدو العنصريّ والقاتل والمجرم».
ليلى خالد: أرى المستقبل
من الجنوب والمقاومة ستنتصر
وتحدّثت العضو في اللجنة المركزيّة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين المناضلة ليلى خالد، فقالت: «في حضرة الشهداء، نحني رؤوسنا ونجلّهم، وليس أجلّ من الشهادة للإنسان. فرح وربيع وحسين رحلوا إلى حيث يرقد الشهداء، وهذا عالم الشهداء.
يحيّون بعضهم ويبلغونهم الرسالة. فهل بلّغتِ يا فرح شيرين أبو عاقلة الرسالة، أم أنّكما احتضنتما بعضكما من أجل أن تصلا مرّة أخرى إلى القدس؟»
وقالت «مرةً سُئلت كيف ترين المستقبل؟ فأجبت: من الجنوب وإلى الجنوب لنلتقي عبر المقاومة التي لا بدّ أن تنتصر، وهي اليوم قد انتصرت في 7 تشرين الأول، كما انتصرت في تموز 2006 في لبنان».
صباحي: لا إعلام محايداً في العالم
و«الميادين» منحازة للحق ولفلسطين محررة
وقال الأمين العام لـ«المؤتمر القوميّ العربيّ» حمدين صباحي في كلمته: «إنّ حزننا عميق على الذين يستشهدون، وفرحنا عميق بهم، جئت من مصر التي تحبكم، من أهلها، وهم أهلكم، لأقدم العزّاء وأشارككم حزناً عميقاً على أجملنا الذي يستشهدون وفرحاً عميقاً بأجملنا وأكرمنا وأشجعنا وأوفانا، الشهداء».
وحيّا «شهداء المقاومة وشهداء غزّة الصامدة والصابرة والمنتصرة، والميادين وصوتها وصورتها المعبّرة عن أمّتها».
وقال «هناك سلاح يوقظ الضمائر على امتداد الأرض وانتماء يجسّد حقيقة أن لا إعلام محايداً في العالم، فإمّا أن تكون منحازاً للحقّ أو للباطل، وهذا ما تقوم به قناة «الميادين»، التي أكّدت أنّها منحازة للحق وللضحية وليس للجلاّد، منحازة للمقتول وليس للقاتل، ومنحازة لفلسطين محرَّرة عائدة لأهلها وليس لكيان عنصريّ توسعيّ قاتل للأطفال. لا حياد بين فرح وربيع وحسين وبين القتلة».
غيفارا: لا خيار أمامنا
إلاّ أن ننتصر أو نستشهد
وتحدّثت أليدا غيفارا، مرتديةً سترة مطرّزة بالتطريز الفلسطينيّ، فقالت «لا يُمكن للكلمات أن تعبِّر عن الألم العميق الذي أشعر به لفقدان العديد من الشهداء، لكنني كطبيبة أطفال وكإمرأة كوبيّة وكأمّ، عندما أعلم أنّ الآلاف من الأطفال الفلسطينيين لن يتمكّنوا من إدخال الفرحة إلى قلوب آبائهم بابتساماتهم ولن يتمكّنوا من احتضانهم أبداً، فإنّ ذلك يؤلمني ويدمرّني بعد أن ملأني بالعجز القاهر أمام هذه الجرائم الهمجيّة».
أضافت «أنا ابنة مقاتلين مقاومين، وأدركتُ دائماً أنّ في الحرب المحقّة لا خيار أمامنا إلاّ أن ننتصر أو نستشهد، لكنّني لم أعرف في حياتي أبداً عدوّاً بهذه الوحشيّة وهذا الجُبن المروّع، بحيث أنّه لا ينتصر على أخصامه في القتال، بل ينتقم من أطفالهم وعائلاتهم».
وتابعت «لم أعرف قطّ عدّواً بهذا القدر من الحقارة والجُبن لدرجة أنّه كان قادراً على قصف المستشفيات، وراح يُبرّر هذا العمل الدنيء بتلك الحجج الكاذبة، رغم أنّه لا يُمكن تبرير مثل هذه الجريمة ضدّ الإنسانيّة بأيّ حال من الأحوال وتحت أيّ ظرف من الظروف. لقد سجّلت الدولة الصهيونيّة رقماً قياسيّاً جديداً لعدد جرائمها في تاريخ الإنسانيّة».
وأردفت «يؤلمني بشدّة إفلات «إسرائيل» من العقاب بدعم من الدول الأوروبيّة، وبالطبع بموافقة الولايات المتحدة الأميركيّة، في ظلّ عدم كفاءة الأمم المتحدة وكلّ المنظّمات العالميّة التي يتمثّل هدف وجودها في القضاء على الإرهاب والحفاظ على حقّ الناس في حريتهم الكاملة ومنع العدوان والتدخّلات في شؤون البلدان على يد قوى الهيمنة».
عمر: كل قبر يفتحه لنا العدو
ستقابله عشرة قبور له
كما كانت كلمة لذوي الشهداء ألقاها هشام عمر (والد فرح)، قال فيها: «كلّ ما سأقوله نابع عن قناعاتي الشخصية ولا علاقة لقناة «الميادين» به، الحمدلله على كلّ شيء وعلى شهادة فرح التي تشرّفنا بها، أنا لم أخسر فرح رغم أنّ الجرح عظيم، فرح ذهبت الى الجنوب بإرادتها ولم يجبرها أحد على الذهاب الى الصفوف الأمامية وحين كنا ننبّهها أنا ووالدتها كانت تجيب «حين تأتي ساعة الموت ستأتي ولأ أحد يموت قبل أوانه».
وتابع: «الميادين» مستهدفة والدليل أنّ مكاتبها تمّ إقفالها في فلسطين المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، عدو لا وجود للقوانين الدولية في مواجهته، ماذا فعلت القوانين الدولية منذ تمّت زراعة هذا الكيان المحتلّ في بلادنا، لا شيء.. هذا العدو لا تردعه إلا المقاومة، وأقول له أيضاً إنّ المقاومة انتصرت في غزة وفي الضفة وفي جنوب لبنان، والصحافية هناء محاميد انتصرت عليهم وأنا أرى فرح فيها».
وختم: «إنّ المسيرة مستمرة وأطلب من زملاء فرح وربيع وحسين بأن يخلعوا السواد ويكملوا بثبات ويرفعوا رؤوسهم عالياً، كما كانت فرح التي قالت في آخر كلام لها إنّ هذا العدو لا يفهم إلا بلغة النار وأقول لهذا العدو حين تفتح لنا قبراً سنفتح لك عشرة قبور…»
بن جدو: فرح وربيع وحسين شهداء…
ومرجعية «الميادين» هي القضية الفلسطينية
وكانت كلمة لرئيس مجلس إدارة شبكة «الميادين» غسان بن جدّو، قال فيها: «نستحضر في هذا اليوم الشهيد عمر عبد القادر الذي قتله الإرهاب في سورية منذ عشر سنوات واليوم الوجه الآخر لهذا الإرهاب المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي المدعوم من أنظمة الاستعمار العالمي الذي قتل اليوم فرح وربيع وحسين، وأودّ الآن توثيق قيمة أكثر من توثيق كلمة نحن في الميادين لا نترك شهداءنا ولن نتركهم ولن نترك أي محفل قانونيّ إلا وسنواجه العدو من خلاله حتى لو كانت النتائج بلا أفق جراء النظام الدولي الظالم باستكبار وتجبر لبعض والظالم بتواطوء بعضٍ آخر، والظالم أكثر ربما بجبن أطراف يتلذذون بالتبعية ويعشقون الدونية، ويجلدون بساديّة، هؤلاء بيننا ليسوا بقِلةٍ للأسف، حكام مستزلمون ومنظرون للتذلل والسقوط الذاتي بخطابٍ محيّر في الرداءة، نحن قوم إعلاميون لن ننسى شهداءنا وهو عهد إخلاقي وليس ميثاقاً إدارياً (..)
أضاف: في هذا الإطار وكي يبقى اسما فرح وربيع حاضرين فينا أعلن اليوم أنّ «الميادين» ستخصص سنوياً منحة جامعية باسم فرح عمر في الإعلام، ومنحة سنويّة باسم ربيع معماري في التصوير والإخراج في جامعة عربيّة أو في إحدى جامعات عالم الجنوب، وأشدّد على عالم الجنوب هنا لأننا ننتمي فكرياً واستراتيجياً إليه بتاريخه الكفاحي وحاضره الصاعد ومستقبله الاستراتيجي الواعد».
وأردف: «حين نقول بأننا لا نترك شهداءنا ولن ننساهم فإنّ من عناوين هذا الوعد أن نشدّد على قدرِهم السامي كشهداء، وهنا كلمة عابرة للذين من الإشارة يفترض أن يفهموا، أنّ فرح وربيع وحسين هم شهداء وليسوا قتلى يا من تتعاطون في محيطنا بازدواجية ونرجسية باتت سقيمةً ومملة، نحن الميادين احترمنا الجميع منذ نطفتنا الأولى، انطلقنا بتواضع ولا نزال كذلك، لكنه تواضع الواثق الذي لا ينحني بل يرفع هامته بشموخ وهو ينحاز الى المقاومة العربية والعالمية والأممية أينما كانت (..) استمرينا بكلّ احترام للغير سلوكاً وخطاباً من منطلق احترامنا للذات، سمّينا شهداء الإعلام عند غيرنا بالشهداء صدقاً وحباً فنحن فتحنا هواءنا بتضامن وتعاطف وتضامناً علناً مع أيّ زميل أو زميلة فقد أحباء له في حرب أو في سلمٍ لم ننبس ببنة شفة نقداً لوسيلة إعلامٍ، لذا فإني أعلن رفض «الميادين» المطلق لكلّ من تعاطى مع شهدائنا بازدراء ووصفهم بالقتلى اللبنانيين في أخبار عابرة تنضح بثقافة الاحتقار والاستعلاء الممجوج ونرفض كلّ خطاب لمن يفتقد روح الصحافة ورسالتها النبيلة الحقيقية بالتشكيك بقداسة مهمة فرح وربيع المهنيّة والإعلاميّة المشرّفة».
وتابع: «من يتساءل لماذا فرح وربيع في جنوب لبنان يغطيان ناراً ودخاناً، أقله لقد غطوا دخان الكرامة والمقاومة التي كانت تدكّ مواقع الاحتلال الإسرائيلي ولم يغطوا دخان التحريض على الفتنة الداخلية والاحتراب والتقسيم».
وأكد «أنّ الميادين لن تتراجع عن الدفاع عن أطفال غزّة وفلسطين والقضيّة، ومرجعيتها هي القضيّة الفلسطينيّة».
وقال «لا يجوز أن تُمنع «الميادين» في الضفّة ونعرف أنّ الاحتلال يخشاها»، مشدّداً على أنّها «لم تفرّق بين أبناء فلسطين في الداخل أو غزّة أو الضفّة، ولم تعمل على فتنة».
كما توجّه بن جدو إلى الاحتلال بالقول «إنّ الميدان بيننا»، بينما توجّه إلى أبناء «الميادين» قائلاً «لا تخافوا على الميادين، لأنها خيار وثقافة ورؤيا، وهي مستمرّة بي أو بغيري… ثابتون».
الحسنية: المقاومة هي خيار أصحاب الحق
ونشارك «الميادين» وذوي الشهداء الفخر والاعتزاز
على هامش حفل التأبين التقت «البناء» نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية الذي قال: نحن نشارك شبكة الميادين وذوي الشهداء فرح وربيع وحسين، الفخر والاعتزاز، لأنّ فرح وربيع كانا يؤدّيان رسالة وينقلان فظاعة جرائم العدو الصهيوني ووحشيته، ضمن عملهم في «الميادين» هذه القناة المقاومة التي انتصرت بالكلمة والصوت والصورة على كلّ الإعلام المعادي وسفّهت سرديته الكاذبة».
أضاف: «المقاومة هي خيار الأحرار وأصحاب الحق، ولأننا أصحاب حقّ نحن متمسكون بهذا الخيار، ومقاومتنا هي على الصعد كافة، إعلامياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً، وفرح وربيع وحسين كانوا جزءاً لا يتجزأ من هذا الخيار لأنهم أبناء أسر مقاومة، وأبناء «الميادين» التي بشهدائها أصبحت من أولياء الدم في معركة انتصار الحق على الباطل الانتصار لفلسطين وكل القضايا العادلة».
أما هشام عمر فقال: «يكفي ان أعرف أني اتحدث لـ»البناء» كي أؤكد كم تعني لي هذه المؤسسة التي تحمل فكر أنطون سعاده وأنا الذي أنتمي الى هذا الفكر، يصعب الكلام عن فرح، غيابها كسرني لكني أدرك أنها في مكان أجمل. وأنا علمت وربّيت أبنائي أنّ الوطن هو الأساس وأنا قاتلت في سبيله، ومن خلال «البناء» أريد أن أتوجّه إلى القوميين أن لا يحيدوا عن نهج سعاده وأن يتّحدوا لأنهم حزب نهضوي وفاعل وقادر».
وأكد الشاعر نزار فرنسيس على حتمية النصر، فقال: «نحن موجودون في هذا الحفل التأبيني اليوم للتأكيد أننا نعرف عدونا جيداً، فيد الغدر الصهيونية لا تفرق بين طفل وامراة وشيخ وصحافي والهمجية التي يتسم بها العدو تطال كلّ الناس وكانت حصة الميادين كبيرة وصعبة، لكن في النهاية هذا الطريق لن تكون نهايته سوى النصر.. وقريباً جداً سنشهد هذا النصر على كلّ أرضنا التي ستحررها دماء الشهداء».
أما الفنان معين شريف، فقال: «نحن اليوم في مرحلة فعل وحين تتكلم الدماء ويرتقي الشهداء تصمت كلّ التصريحات ويتوقف الكلام، ما أراه أننا ذاهبون الى القدس، هناك من يراها بعيدة ونحن نراها قريبة، واليوم نرى في كلّ العالم صدى القضية الفلسطينية وفي كلّ الساحات الغربية التي في مكان ما أخجلتنا من أنفسنا.. وكلّ ما يُقال قلته عبر شاشة «الميادين» على الحدود مع فلسطين وهي الحدود التي ستزول قريباً جداً».