ثقافة وفنون

ندوة للرابطة العربية عن «استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحرب والأزمات»

نظّمت الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال ندوة بعنوان «استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحرب والأزمات، ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب، في حضور عدد كبير من الآكاديميين والمهتمين.
بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في حرب غزة وأرواح الإعلاميين الذين استهدفوا واستشهدوا، افتتحت رئيسة الرابطة الدكتورة مي العبدالله الندوة التي أدارتها، بكلمة تحدّثت فيها عن استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحروب الراهنة، وعن تطور المشهد الإعلامي – الاتصالي، «الذي تميز بعدة مراحل خلال القرن الـ 20، وكانت له عواقب وخيمة على التصورات العامة لحقيقة الأضرار الناجمة عن الحرب وعلى شرعية بعض أعمال الحرب، من صحافة خاضعة للرقابة، إلى الدعاية الجماهيرية، إلى استخدام الإعلاميين الدوليين، وأخيراً مشهد إعلامي معولم، مع منافسة بين العديد من القنوات الإخبارية التي لا تتوقف، بمختلف الوسائل الحديثة والوسائط الرقمية والتقليدية».
وأكدت العبدالله «خوض العدو منذ سنوات مناورات افتراضية لنشر الرعب في النفوس»، مشيرة إلى «ظهور ثورة تكنولوجيا الاتصال التي شكلت الضغط الإخباري، وغيّبت مفهوم الرقابة وزوَرت الوقائع»، مستنكرة «الحرب الفتاكة التي يمارسها الكيان المحتل وبأساليب مختلفة ضدّ الجسم الإعلامي خلال تغطيته للحرب في الجنوب».
بدوره تحدّث الدكتور مصطفى متبولي عن الإعلام والاتصال وعلوم دراسات الحروب Polemologie ، وعن السلام والاختزال وتحديث المقاربة ووسائل الإعلام والتواصل في الحروب الاقتصادية والثقافية من دون استخدام الأسلحة الذكية، داعيًا إلى تعديل المناهج في كليات الإعلام.
أما الدكتور راغب جابر، فتحدّث عن «انقلاب الصورة والحرب الإعلامية والعمليات المضلّلة»، مشيرًا إلى «الحرب النفسية من خلال نشر الأخبار المضلّلة والشائعات في زمن الأمن السيبراني، ودخول الجميع في حوارات جانبية وتشكيل الرأي العام»، داعيًا إلى «تطبيق النظريات الإعلامية والانفتاح على الاختصاصات الأخرى، وفتح المسارات بين العلوم والتفاعلية بين الاختصاصات الأخرى ولا سيما الإعلام منها «….
وتناول الدكتور زكي جمعة في مداخلته الحرب الإعلامية المعلومات المضلّلة، متحدثًا عن الواقع المختلف قبل ٧ تشرين الأول، مشيرًا إلى «التضليل الإيديولوجي والتطبيع، والى عملية حماس التاريخية المدهشة وردّات فعل العدو الإسرائيلي المتوحشة والرأي العام المضلّلة المدعّمة بأكذوبة الأنفاق تحت المستشفيات». وأكد عدم إمكانهم من «السيطرة على الصورة والصوت».
أما الدكتورة تراز منصور، فتحدثت عن «المبادئ الأخلاقية والحريات العامة المسؤولة للإعلام والاتصال في في أوقات العمل الإعلامي»، مشيرة إلى «مواثيق الشرف التي تفرض عدم بثّ الأخبار التي من شأنها زعزعة الاستقرار والأمن الاجتماعي والاقتصادي». كما اشارت إلى «أجيال الحروب الخمسة التي تعتمد على التظاهرات والأخبار الكاذبة والمضلّلة».
ولفتت الى «استعار الصراع أو الحرب على سعر صرف الدولار مقابل الليرة في العام 2019، والى الحملات الإعلامية على جميع المنصات الالكترونية من خلال البرامج الحوارية المكثّقة مع خبراء الاقتصاد الذين زرعوا الرعب والخوف في النفوس من خلال رسائل قصيرة تنتشر بسرعة النار في الهشيم وظهور تطبيقات للهواتف الذكية تعمل كمراكز للصيرفة، وتتلاعب بسعر الصرف، وترسل الأخبار الكاذبة عبرNotification .
وخلصت رئيسة الرابطة إلى التأكيد في الختام على «ضرورة تدريب المراسلين الحربيين وتأهيلهم للميدان، فالتغطية الحربية لها شروطها وقوانينها كما للحرب قوانينها التي يتم اختراقها اليوم من قبل الأطراف المتحاربة، التي لم تعد تأبه بحقوق الإنسان ولا بالقوانين المدنية والحربية». وقالت: «مهما استنكرنا استهداف الإعلاميين فهذا برأينا لن يجدي نفعاً وحده، فلا بد من حماية الإعلاميين بتثقيفهم بأساليب واستراتيجيات الحرب وسبل الاحتياط والوقاية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى