مرويات قومية

معركة الجلاء في الشام واستشهاد الرفيقين عبدالله فردوس العظم ومحمد الشقفة عام 1945 في معارك حماة

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ «البناء« هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات مشرقة من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة، وقد سجلت في رصيد حزبهم وتاريخه، وقفات عز راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا أي تفصيل، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
أنّ نكتب تاريخنا،..فإننا نرسم مستقبل أمتنا.

إعداد: لبيب ناصيف

معركة الجلاء في الشام
واستشهاد الرفيقين عبدالله فردوس العظم ومحمد الشقفة عام 1945 في معارك حماة

صحيح انّ لبنان، والشام نالا استقلالهما إلا ان فرنسا كانت حريصة على إبقاء نفوذها وان يكون لجيشها قواعد له في كلا البلدين فراحت تماطل في تسليم صلاحيات الاستقلال، وفي عدادها الجيش اللبناني – الشامي الموضوع تحت القيادة الفرنسية، ثم تمسكت بضرورة عقد معاهدة قبل تسليم الجيش.
كانت أول بادرة استفزازية قام بها الفرنسيون، في الوقت الذي كانت الحرب قد توقفت في أوروبا، إرسال 800 جندي من الجيوش السنغالية وفي 17 أيار، 1500 جندي آخرين.
لم يكد يمضي يوم واحد على وصول الدفعة الثانية حتى سلّم الجنرال الفرنسي بينه مذكرة باسم حكومته الى وزيري خارجية لبنان والشام في اجتماع ثلاثي عقد في دمشق في 18 أيار، تحدثت عن مصالح فرنسا الثقافية والاقتصادية والاستراتيجية، وجاء فيها: «أما الأوضاع الاستراتيجية فتتضمّن قواعد تمكن من ضمانة طرق مواصلات فرنسا وممتلكاتها فيما وراء البحار. وعندما يتمّ التفاهم على هذه النقاط، توافق الحكومة الفرنسية على نقل القطعات الخاصة الى الدولتين مع الاحتفاظ بإبقاء هذه الجيوش تحت القيادة العليا الفرنسية ما دامت الظروف لا تسمح بممارسة القيادة الوطنية ممارسة تامة».
ما إن تسرّبت المعلومات عن المذكرة حتى قام الشعب يعلن الإضراب في المدن، فأقفلت مدينة بيروت وكثير من المدن الشامية. أما الحكومتان اللبنانية والشامية فقد قررتا، بعد مؤتمر عقد في شتورة وحضره رئيسا الجمهوريتين وأعضاء الحكومتين، قطع المفاوضات مع فرنسا فيما كان الإضراب مستمراً ومتزايداً في حدّته، فوقعت اصطدامات دامية في دمشق بين الطلاب والجنود الفرنسيين كما اختلّ الأمن في حلب فوقع قتلى وجرحى من الفريقين.
تلك كانت بداية الأزمة بين فرنسا وكلّ من لبنان والشام والتي انتهت لاحقاً برضوخ فرنسا لمطالب الشعب الواحد في دولتيه، تحت ضغط المواجهات التي اندلعت في الكثير من المناطق، كما لتدخل بريطانيا وتوجيهها بلسان رئيس وزرائها تشرشل رسالة الى الجنرال ديغول، يطلب منه فيها ان يأمر قواته حالاً بالانسحاب الى ثكناتها، ويبلغه انه أصدر أمراً الى القائد العام البريطاني في الشرق الأوسط ان يتدخل لسفك الدماء.
ولم يقتصر التحرك البريطاني على المذكرة، إنما أعطيت التعليمات للقائد العام للتدخل بقصد إعادة النظام الى نصابه، وتنفيذاً لهذه الأوامر احتلت القوات البريطانية الأماكن الكبرى التي جرى القتال فيها.
تلك الأزمة استمرّت خلال شهري أيار وحزيران من عام 1945، وهي فترة شهدت الكثير من الاتصالات الدبلوماسية، من اللقاءات اللبنانية – الشامية على مستوى الحكومتين، كما شهدت تحركاً شعبياً في الكثير من المناطق الشامية التي تعرّضت الى قصف عنيف أسفر عن دمار وخراب، والتي شهدت معارك ومواجهات سقط فيها العديد من القتلى والجرحى في الجانبين.
***
كما انّ القوميين الاجتماعيين، لم يقفوا في لبنان مكتوفي الأيدي في معركة الاستقلال في تشرين الثاني 1943، فرفقاؤهم في الشام شاركوا بفعالية في المواجهات التي اندلعت، وهنا عرض موجز:
ـ تسلّم الرفيق الضابط صلاح الشيشكلي قيادة «قوى التحرير» في مدينة حماه، وقامت هذه القوى بخوض مواجهات قتالية مع الفرنسيين، تعرّضت أثناءها أحياء في حماة للقصف المدفعي.
ـ بدأت المناوشات بين أبناء حماة والفرنسيين في 27 أيار 1945، وفي 30 أيار قاد الضابط الفرنسي سيبيس حملة من حمص الى حماة واشتبك مع المجاهدين، فقتل قائد الحملة وبعض معاونيه من الضباط، كما أُسقطت للفرنسيين ثلاث طائرات.
ـ أتت نجدات الى أبناء حماة المقاومين من منطقة السلمية، ومن عشائر البدو، كما ساهمت النساء بما طلب منهن.
وعن الوضع الحزبي في مدينة حماة، يورد الأمين جبران جريج في الجزء الثالث، ص471، من مجلده «من الجعبة» ما يلي:
«أصبحت مدينة حماة منفذية منفذها العام أكرم الحوراني، وأصبح الدكتور وجيه بارودي من المعاونين مع باقي المسؤولين الذين كانوا معه. من أهمّ القرى المجاورة التي أنشئت فيها فروع للحزب كانت محردة، وتولى مسؤولية المدير فيها الرفيق الدكتور محفوظ ابراهيم.
كان لهذا النمو انعكاس سلبي على فرع الكتلة الوطنية التي كانت تريدنا في غير مناطقها، وحماة من ضمنها، خصوصاً انّ لبعض الرفقاء مراكز اجتماعية محلية تؤثر على نفوذها مثالاً على ذلك الرفيق واصل الحوراني شقيق الرفيق أكرم الذي كان يرأس البلدية، ومن أبرز الأعضاء: صادق سمعان، ميخائيل انطكلي، ذكي قسطون، علي نابلسي، عبدالله فردوس العظم وشقيقه سعيد، ابراهيم شوقي العظم، نخلة كلاس، محمد الشقفة، محرز الحلبي، نديم الباوي والدكتور وجيه بارودي.
في معارك حماة ارتقى الرفيقان الشهيدان عبدالله فردوس العظم ومحمد الشقفة.
***
«في درعا هاجم الأهالي الأمكنة التي تحصّن فيها الفرنسيون وكان يتقدّم المهاجمين الرفيقان ميشال الديك(1) ورفعت شوقي، ثم قادا الهجوم العام على ثكنات الجيش الفرنسي الى أن تمّ حصر الفرنسيين في الثكنة الكبرى، فالانسحاب من درعا الى ازرع، بعد ان سقط العديد من القتلى والجرحى.
ومن الرفقاء الذين تميّزوا في القتال نذكر: عبد الرحمن رجا المسالمي، حسين الجمالي، رشيد أبا زيد، زيدان المسالمي، أحمد المرشد، علي أبي العيون، حسين الجهماني، جابر حمدان أبا زيد، أحمد زطمه، حسين البرمادي، مروح مسالمي، جمعة المسالمي، مأمون نور منيمنة.
وقد تسلّم كلّ من الرفيقين، ميشال الديك ورفعت شوقي شهادة تقدير من محافظ حوران.
***
ـ في حمص تطوع مئة رفيق وسجلت المنفذية أسماءهم في صفوف القوى الوطنية، وشكلت المنفذية لجنتين مالية وإذاعية، ولجنة للدفاع الوطني.
أما العمل الأبرز فهو قيام الرفقاء صفوح الدروبي، ماهر الجندي وأنور طليمات ورفقاء آخرون بالاستيلاء على المستوصف الفرنسي الذي يديره الطبيب الرفيق عبد الكريم الشيخ(2) والقريب من القلعة وأماكن أخرى يتواجد فيها الفرنسيون، ونقلوا جميع الأدوية والأدوات الضرورية بالتعاون مع الرفيق الشيخ الى جامع بازرباشي(3) حيث أنشأ القوميون المستوصف الجديد وبدأ الطبيب الرفيق عبد الكريم بإسعاف الجرحى الذين كان الرفقاء يأتون بهم من الشوارع، وكان الرفيق الشيخ يذهب أيضاً لعيادة الجرحى الذين يتعذر وصولهم الى الجامع يعاونه في عمله الطبيب وجيه كبا والصيدلي بهيج توما، وقد قضى أعضاء هيئة منفذية حمص أربع ليالي في الجامع ساهرين على سلامة الجرحى. كذلك أسّس القوميون مستوصفاً آخر في بيت المختار بمحلة الشياح.
***
ـ في دمشق كان الرفيق ممدوح العظمة دليل الطيارين السوريين الذين فرّوا من رياق للالتحاق بالقوى الوطنية في العاصمة السورية، وكان الرفيق مرعي الحامد من حراس دار الحكومة في دمشق، قد ردّ برشاشه دبابة كانت تقدّمت نحو السراي، وساعده في عمله الرفيق كمال الكنج. أصيب الرفيق مرعي برصاصة في عينه اليسرى.
وفيما هاجم المناضل المعروف محمد الأشمر ثكنة شارع النصر، ووالد الرفيق كمال الكنج ثكنة المزة، قام الرفيق كمال الكنج ومعه هايل الأطرش وبكري قدورة وآخرون بمهاجمة ثكنة شارع بغداد.
أما الاطباء الرفقاء جورج عبود، إميل لطفي، تيودور شان وسامي الخوري فقد كانوا يقومون بالإسعافات في المستشفى الإنكليزي ويسهرون على راحة المصابين طيلة مدة الحوادث.
الى ذلك تطوع الرفقاء لنقل الجرحى، وإسعاف المصابين.
***
ـ في تدمر، كان الرفيق رشيد محمد أول متطوّع ترك جيش الشرق وفرّ من ثكنة الجبخانة بسلاحه وحرّض الباقين على اللحاق به. وقد شارك الرفيق بالقتال في أكثر من موقع.
***
ـ في إدلب، قام الرفقاء بإلصاق نشرات الحزب على جدران ٍالشوارع وعملوا على تقوية معنويات السكان، كما شاركوا في معركة إدلب.
ـ الرفيق وصفي أبو زيد كان أول من فرّ بسلاحه والتحق بالقوى الوطنية.
ـ بعد انتهاء معركة إدلب دُعي جميع المقاتلين الى دار والد منفذ عام إدلب، السيد عبد القادر العياش(4) حيث أقيمت لهم وليمة غداء، وفي المساء انتقل الجميع الى دار الرفيق أحمد البت حيث تناولوا طعام العشاء.
***
في حلب، الى إصدار المنفذية عدة نشرات تحث على مواصلة الجهاد، شارك الرفقاء في الثورة المنظمة التي كانت مهمتها الأولى مهاجمة الثكنات العسكرية طوال الليل، إرهاباً للفرنسيين وتشجيعاً للجنود الفارين.
وشارك الرفقاء أيضاً بفرقة مسلحة مع الحرس الحكومي والأهالي لتثبيت الأمن. وقد جرح في المعارك الرفيقان: الشاعر اورخان ميسرّ(5) وعمر ترمانيني.
ـ أما العمل الكبير البارز فهو الذي قام به الرفيق غسان جديد، ونراه في النبذة الخاصة به.
***
بيان عمدة الإذاعة
من ملحق «النشرة الإذاعية» الصادر عن عمدة الإذاعة في 20 آب 1945 البيان التالي الموجه من عميد الإذاعة الى السوريين القوميين الاجتماعيين في الشام في اول آب 1945.
«أيها السوريون القوميون،
انّ بين الحقائق الكبرى التي تكوّن الكنز الفكري الفعّال للأمم المصمّمة على الحياة والتقدّم والازدهار حقيقة تحتاج دوماً الى التذكير بها والتشديد عليها لكي تبقي دوماً ماثلة أمام عيون أبناء الأمة ولا تغيب عن ذهنهم لحظة واحدة. وهي إنما تحتاج الى التذكير والتشديد، لا لأنها واهية اليقين، قابلة الشك – إذ بالعكس ما من حقيقة مثلها يدعمها الاختبار وتظهر صحتها الحوادث كلما احتكت بالواقع – بل لأنها، تبرعها الى تحريك القوى الكامنة في النفوس وإيقاظ الهمم الغافية، وبعث الحيوية المستميتة ودفع الإنسان الى بذل «المجهود الأقصى» تعاكس نزعة الإنسان الطبيعية الى الركون والخمول والانحدار على الطرق السهلة والاكتفاء «بالمجهود الأدنى». ولهذا لا تنفك هذه النزعة عن محاولة طرد تلك الحقيقة من مسرح الوعي وعزلها في زوايا النسيان.
وهذه الحقيقة هي انّ ما من أمر خطير يسعى الإنسان الى تحقيقه إلا وله ثمن يتناسب مع خطورته، ثمن يجب ان يُدفع سلفاً، من عرق الإنسان ودمه.
والاستقلال من هذه الأمور الخطيرة، ذات الثمن الغالي. وسورية أرادت أن يكون لها استقلالها، وقبلت ان تدفع ثمنه. فكانت سلسلة الاضطرابات والثورات، وكان سيل من التضحيات والجهود والدمع والدمار. وكانت آخر دفعة منه هذه التي لم ينقطع نبضها بعد.
وأنتم أيها القوميون من أبناء الأمة السورية الذين صمّموا على إحياء هذه الأمة وإنهاضها والسير بها الى المركز الذي تستحقه، فقد «تعاهدتم» كما قال خالق نهضتكم القومية، على أمر خطير يوازي وجودكم» فكان عليكم ان تدفعوا الثمن ايضاً. وها تاريخكم الحزبي يشهد أنكم ما تلكأتم ولا قصرتم. فكان ما تحمّلتموه من المطاردة والسجن والاعتقال، والفقر والضيق والعوز، والتهم والافتراءات والإهانات، وسوء الفهم وفساد النية وعقم العقول، وعداء الأهلين ومقاطعة الأصدقاء ونفور الأحباء، وتثبيط الهمم وإخماد الأمل وتهديم الرجاء، ووسوسة النفس الأمّارة بالسوء، وتعذيب الشهوات المكبوتة وضنك الجسد الرازح، كلّ هذا كان القسط الأول الذي سدّدتموه لقاء ما حققتم في أنفسكم وفي مجتمعكم من عناصر النهضة القومية المنشودة.
الا انّ هذه التضحيات خلقت في قلوبكم حنيناً غامضاً وقوياً الى شيء يكاد يكون ضرورياً لإروائها حتى تزهر وتثمر الثمر الذي منه تتغذى الأمة وتحيا، الى الدم المهروق يتفجّر من صدوركم فداء عن الوطن. وكان لكم ما تشتهون، اذ حاول الأجنبي المغتصب محاولته الأخيرة لإذلال أمتكم فانطلقتم الى القتال تذكّونه من بطولتكم وتروونه من دمكم.
غير انّ ما قمتم به، أثناء الحوادث، من استعدادات جبارة بقيت خافية، ومن أعمال عظيمة ظهرت للعيان لم يكن سوى جزء ضئيل مما كانت تقتضيه وتكفل تحقيقه تلك الروحية البطولية المختلجة من قلوبكم والتي فجرتها فيها وغذتها مبادئكم القومية السامية ونظامكم الحزبي البديع.
ولهذا لا يمكن أخذ صورة – وانْ مصغرة – عن حقيقة تلك الروحية وقوة اندفاعها ومدى فعاليتها إلا من على شرفة ذلك التمزق المؤلم الذي كان مستولياً عليكم طيلة تلك المرحلة النضالية، والذي أحدثه في نفوسكم التناقض القائم بين متطلبات تلك الروحية وبين ضيق إمكانيات تحقيقها، اذ انّ الحوادث الدامية لم تتخذ شكلاً يسمح لكم بالمبادرة في ايّ زمان وايّ مكان شئتم، بل كان عليكم في كثير من الأحيان وفي عدد من الأمكنة ان لا تقوموا بايّ عمل عنفي كي لا تعرقلوا سير السياسة التي انتهجتها الحكومة، كما انّ الوضع الحكومي في سورية لم يكن قد استعدّ لتلك الحوادث استعداداً يسمح له الاستفادة من قواتكم، ولم يزوّدكم بالوسائل المادية الضرورية لاستخدام تلك القوى.
ولكن بالرغم من كلّ هذا كانت الانتصارات الوطنية الكبرى تلك التي قدتموها أنتم او اشتراككم فيها اشتراكاً فعلياً.
والان إذ عدتم الى اعمالكم العادية، يجب ان لا يبرح عن بالكم انّ ما فاتكم تحقيقه، أثناء الحوادث الأخيرة، من متطلبات الروحية البطولية الكامنة فيكم، يجب ان لا يفوتكم في المستقبل، وقد يكون هذا المستقبل قريباً، اذ انّ مشاكل أمّتكم في الشمال والجنوب لم تحلّ بعد وقد يقتضي حلها الكثير من الجهود العنيفة والتضحيات الدامية. ولا شك أنكم أنتم وحدكم المؤهلون، من بين جميع الفئات الشعبية، لبذل هذه الجهود ولتقديم هذه التضحيات بغزارة وبشكل نافع مفيد.
فاستعدّوا منذ الأن لتلك الساعات الحرجة التي ستكون ولا ريب، ساعات حاسمة، لا لمستقبل أمتكم فحسب بل لمصير حزبكم ايضاً.
اذ يجب ان لا تقتضي تلك الساعات بالنسبة اليكم إلا ويكون «الحجر الذي وضعه البادئون قد أصبح رأساً للزاوية».
***
الرفيق الشهيد محمد الشقفة
لم نتمكّن من جمع معلومات عنه من منفذية حماة، ولا من منفذية دمشق عندما وصلنا انّ له ابناً يُدعى عبد القادر مقيم في دمشق.
لا جديد سوى انه استشهد في حماة عام 1945 في المعارك ضدّ القوات الفرنسية.
***
الرفيق عبد الله فردوس العظم
يُضاف الى النبذة الواردة في مجلد «الخالدون» (مرفقة)، التالي:
ـ يورد الأمين ابرهيم يموت في كتابه «الحصاد المر» (ص87) التالي:
«تعرّفت على عبد الله محسن (الأمين، رئيس الحزب) للمرة الأولى في سجن الرمل عن طريق المراسلة. نظمت نشيد «نحن أبناء الحياة» فطلب مني الرفيق عبد الله العظم نسخة منه للغرفة الثالثة وكان يقيم فيها عبدالله محسن».
ـ يفيد الرفيق خليل طفيلي (من مناضلي الحزب في بيروت، تولى مسؤوليات حزبية وعرف السجون مراراً) وقد التقى الرفيق الشهيد عبدالله العظم في سجن الرمل انه كان مفوضاً للشرطة في حماة.

هوامش
1 ـ الشهيد ميشال الديك لاحقاً ووالد الرفيق الشهيد غسان الديك.
2 ـ عبد الكريم الشيخ تولى مسؤولية منفذ عام حماة. وعندما غادر الى كولومبيا تولى فيها مسؤولية العمل الحزبي. عاد الى لبنان حيث وافته المنية. مُنح رتبة الأمانة.
3 ـ جدير بالذكر انّ الأمين عبد الكريم الشيخ من الطائفة المسيحية، لذا كان لإقامته في الجامع لإسعاف الجرحى أثره الايجابي الكبير لدى المواطنين المحمديين.
4 ـ المحامي عبد القادر عياش ـ كاتب ومؤرّخ التراث الشعبي للفرات، وكان يصدر مجلة باسم «صوت الفرات»، يكتب موضوعاتها ويطبعها على نفقته الخاصة، أصبحت هذه المجموعة تشكل الموسوعة المعتمدة عن وادي الفرات وتراثه.

الرفيق محمد شاهين
آمل أن أجد الكلمات التي تجعلني أكتب الكثير مما أعرف عن الرفيق الرائع، الجبار محمد شاهين وهو من أكثر الرفقاء الذين عرفت وأحببت.
كان الرفيق محمد متمتعاً بمزايا رائعة بأخلاق الجبابرة، بوفائه وسخائه وانكبابه على العمل رغم كلّ الظروف.
يا ليتني عرفته منذ سنوات وسنوات. يا ليتني بقيت معه الى مزيد من السنوات ولأعرف منه على ما تختزنه ذاكرته من أسماء لرفقاء ومعلومات شتى، كان يسردها لي بكثير من الصدق والدقة والتعالي عن كلّ ما هو بعيد عن حزبنا.
نادرون من كان مثل الرفيق محمد شاهين.
شخصياً بكيته كثيرا وسأبكيه أكثر نظراً لما عرفت عنه من مزايا رائعة. نادرون من هم من أمثاله.
قبله عرفت شقيقه الرفيق حسن، شبيهه في كلّ شيء وعرفت أيضاً الصديق المشترك الرفيق الرائع نقولا فيعاني(1)، الذي كان مميّزاً بأخلاقه وذكائه وحضوره، الى أن سررت بالتعرّف الى شقيقه الدكتور الرفيق ربيع عندما توليت مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود.

1 ـ نقولا فيعاني: عرفته وعرفت أيضاً شقيقتيه الرفيقتين رنيه ورامونا فيعاني، وكانتا مدرستين في مدرسة بشارة الأرثوذكسية، تتمتعان بسوية لافتة من الالتزام العقائدي والوعي الحزبي، ما زلت أذكرهما بكثير من المحبة. انقطعت عنهما بحكم الأوضاع في لبنان. وانقطع الرفيق نقولا وقد علمت انه غادر الى أكثر من مكان ناجحاً وموجداً حضوراً متقدّماً في كلّ مجالات عمله.
يا ليت من عرف الرفيق نقولا فيعاني ان يبلغني عن أيّ شيء عنه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى