هكذا يتحمل الأميركي مسؤولية المجازر
– يطلق أركان ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن يومياً تصريحات تريد الإيحاء بأنهم لا يوافقون على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، والأطفال والنساء خصوصاً. وتأتي هذه المواقف على خلفية مخاطبة شارع أميركيّ غاضب خرج بمئات الآلاف إلى الشوارع وجاهر بتحميل إدارة بايدن مسؤولية المجازر، خصوصاً مع تصريحات رعناء أصدرها بايدن ووزير خارجيّته أنتوني بلينكن عن رفض دعوات وقف إطلاق النار والقول إن وقف النار من مصلحة حركة حماس، قبل أن يُصرّح بايدن بأن مصلحة حماس هي في مواصلة الحرب وأنّه لن يسمح بذلك.
– عملياً كان بلينكن مجتمعاً مع مجلس الحرب الإسرائيليّ عندما أقرّت خطة توسيع الحرب نحو جنوب غزة، وكان ذلك معلناً، لكن بلينكن خرج يقول إنه لا يتدخّل بقرارات حكومة الاحتلال، لكنه نبّه إلى أن إدارته تؤكد على التزام القوانين الإنسانية في تجنب استهداف المدنيين.
– بدأت الجولة الثانية من الحرب وعادت صورة المجازر ومشهد قتل الأطفال والنساء بالمئات يومياً، وتدمير المستشفيات والمدارس وقد تحوّلت الى أماكن لإيواء النازحين، ومن دون الدخول في نقاش هل ترغب واشنطن بالضغط لمنع ذلك، أو هل تقدر على الضغط لوقف ذلك، لا يبدو فحص صدقية الموقف الأميركي من قتل الأطفال والنساء وارتكاب المجازر بحاجة لهذا النقاش.
– يكفي أن نعلم أن المجازر ترتكب عبر استخدام أنواع من القنابل التي تسقطها الطائرات على أحياء سكنية وأبراج سكنية او مستشفيات او مدارس، وتدمّرها وتقتل المئات بضربة واحدة، وزنة القنبلة الواحدة ألفي رطل، وهذه القنابل صناعة أميركيّة ويتم تسليمها تباعاً لجيش الاحتلال كجزء من الدعم الأميركيّ المعلن لما تسمّيه واشنطن حق «إسرائيل» بالدفاع عن نفسها، فهل يغيب عن بال المسؤولين الأميركيين أن تسليم هذه القنابل يعني التشجيع على المجازر؟
– يكفي أن نستمع في نهاية اليوم الثالث للجولة الثانية، الى الناطق بلسان مجلس الأمن القومي جون كيربي، وقد زاد عدد الشهداء الذي سقطوا عن ألف شهيد خلال هذه الجولة، وهو يقول «إن البيت الأبيض يعتقد أن إسرائيل “تبذل جهوداً” لتقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين في غزة»، ويضيف «إن إسرائيل استجابت للنداءات الأميركية لحماية المدنيين»، ثم يشرح بالتفاصيل كيف تيقن من ذلك فيقول، «نعتقد أنّهم تقبلوا رسائلنا هنا المتمثلة في محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى»، بما في ذلك عن طريق نشر خريطة على الإنترنت للأماكن التي يمكن لسكان غزة الذهاب إليها بحثاً عن الأمان حيث لا يوجد الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكنها أن تفعل ذلك… لتوضيح خطواتها التالية بهذه الطريقة. لذا فهم يبذلون جهداً”.
– واشنطن شريك كامل في عمليات قتل المدنيين في غزة، أعطت الضوء الأخضر، وسلّمت الذخائر اللازمة لارتكاب المجازر، وتولّت تبريرها وتوصيفها بالجهود المعقدة لتقليل الخسائر بصفوف المدنيين التي لا يوجد الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكن أن تفعل ذلك.
التعليق السياسي