الهوس «الإسرائيلي» في القتل والإبادة…
} رنا العفيف
بدءاً من الواقع الميداني بعد مضيّ 60 يوماً على الفشل «الإسرائيلي» في عدوانه التوسعي جنوب قطاع غزة، تنقل الزخم والتوسع إلى الجنوب وتتحدث عن اقتحام وتوغل باتجاه خان يونس، أيّ تبعات لسادية هذا المحتل؟
بعد أن تلمّس الاحتلال عجزه في المرحلة الأولى من المعركة، رفع شعار خان يونس عمداً لما فيها من مآلات وأهداف للتوغل في المحاور كافة، على اعتبار هذه المدينة يتواجد فيها قادة من حماس، أو يتواجد فيها منازل لقادة حماس، ليكون الهدف الرئيسي من هذا التوغل هو استهداف شخصيات أو منازل لهم، لتبحث عن صورة انتصار باهتة، لتتباهى بها أمام مجتمع المستوطنين الإسرائيلي، باعتقاده أنّ نوعاً كهذا من التوغل يحقق إنجازاً ما في مكان ما، ولكن عملياً الهدف الإسرائيلي من خطوة كهذه هو الاقتحام بحثاً عن الأسرى الإسرائيليين الذين تمّ أسرهم في السابع من أكتوبر، فوقع الخيار على خان يونس التي تعتبر مدينة كبيرة جغرافياً فيها عشرات الأحياء، كما توجد فيها معسكرات، لذلك كان المخطط لدخول هذه المدينة بنظام الكماشة ليتمدّد نحو المناطق رويداً رويداً ثم يتجه قليلاً إلى الجنوب حيث هناك مواقع عسكرية ومنها شرقاً للوصول إلى منطقة الضهيرة وناصر، أيّ هذا الالتفاف هدفه الدخول البري ومحاصرة المقاومة كما يعتقد،
والإسرائيلي يمهّد لدخول هذه المناطق عنوة بالحرب التي تخوضها المقاومة، في مقابل القصف الهمجي الذي يتعمّده الجيش «الإسرائيلي» في محاولة للتقدّم على أكثر من محور، ولكن المقاومة تواجه بنيرانها هذا التوغل البري وتتصدّى له ببسالة منذ لحظة التقدم، ولم يصل إلى المناطق التي يريدها، لأنّ التخطيط العسكري الذي تتبناه المقاومة الفلسطينية والفصائل الأخرى سيكون مختلفاً عن السابق بالدقة والتكتيك، وسيتلقى الكيان ضربة قاسمة للظهر حيال استمرار سياسة الإبادة.
أيضاً ما يتجاهله العدو الإسرائيلي في هذا المخطط الفاشل هو أنّ المقاومة تخوض حربها من تحت الأرض، عدا عن أنّ مدينة خان يونس فارغة من السكان منذ بداية المعركة، وبالتالي الهدف العسكري الإسرائيلي من دخوله خان يونس يقع ضمن كمائن الاستهدافات ليخترقها، إلا أنّ ما نراه على الأرض يؤكد حالة الإرباك الإسرائيلي على خلفية التوغل للوصول إلى أهدافه، وهذا بكلّ تأكيد وثقة نقولها بفخر بأنّ الإسرائيلي لم ولن يحقق أيّ إنجاز لا على المستوى العسكري ولا الإعلامي ولا حتى السياسي، لأنّ صليات المقاومة تبعث بجواب شافٍ لهذا التوغل والتوسع من جهة، ورداً على حملات الإبادة والقتل والتدمير بحقّ أهل غزة من جهة أخرى، والمؤكد لهذا الأمر هو الشعارات الإسرائيلية سواء من نتنياهو أو من الإدارة الأميركية سقطت تحت أقدام المقاومة وهي مستمرة بذلك على مستوى الزخم نفسه وأكثر على اعتبار أنها تدير المعركة بذكاء حادّ لا يوصف تجاه هول الكارثة الإنسانية ومآلاتها على مستوى التهجير والتدمير، لذلك يحاول اليوم الإسرائيلي أن يصدر كلام إعلام الغرب وصحيفة «يديعوت احرونوت» وغيرها من وسائل الإعلام الإسرائيلية ليوهِم نفسه بأنه حقق انتصاراً على مستوى النتائج أمام الإسرائيليين والقيادات العسكرية الإسرائيلية التي بدا لها بأنّ هناك ضرراً بالمصالح الإسرائيلية كما أيضاً هناك خسائر فادحة للولايات المتحدة على مستوى الضغوط الداخلية والخارجية، عدا عن عداد الوقت السياسي التي تطالب به «إسرائيل»، بمعنى آخر عندما طالبت «إسرائيل» بمزيد من الوقت وتحديداً في خان يونس مع دعم أميركي، فهي تحث على عملية الإنتقام واليوم تعوّل على العامل الزمني قبل نفاذ أوان المخطط لعملية الانتقام بحسب المقاييس الأميركية أسوة بسقوط ما تسمّى «إسرائيل». لذا قد نرى مزيداً من القصف الهستيري في عدوانها التوسعي جنوب قطاع غزة، والمقاومة ستكبّدها خسائر كبيرة وسط كمائن محكمة لردع سادية الاحتلال تحت عنوان غزة منتصرة بالإضافة لتسخين جبهات المساندة استناداً لشعار المقاومة لهذه المرحلة وهو النار بالنار ولا مجال للتفاوض تحت النار وهي على جهوزية تامة للردّ على هوس القتل الإسرائيلي والمجازر التي تودي بحياة الآلاف من الأبرياء على أهل غزة وسط الصمت الدولي المخزي، الذي يدلّ على علامة الرضى قولاً واحداً.