أخيرة

دبوس

مزيد من التوحش ومزيد من التآكل حتى الزوال

كأنّ قتل آلاف الأطفال والنساء والعاجزين هو إنجاز عسكري باهر في نظر هذا المعتوه شكلاً وفي الموضوع، وزير حرب هذا الكيان المريض يوآف غالانت، إلى هذه الدرجة بلغ الانحطاط في رسم المعايير وفي صياغة المرجعية القيمية لهذا الوحش، أو لنقل، هذا المخلوق الذميم البشع، والذي كان حصيلة آلاف من سنين العزلة والكراهية والخروج عن السياق المنطقي للتكوين الإنساني.
ما بين 350 ألف إلى نصف مليون «إسرائيلي» تركوا «أرض الميعاد» إلى غير رجعة، وإنْ أراد هذا السفاح ان ينقل تجربة تقتيل الأطفال والنساء إلى لبنان، فسيجد نفسه واقفاً على أكمة يستعرض الخواء الكلّي في كيان قد تلاشى بمحض إرادته، سيقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ أيضاً في لبنان، كما فعل سابقاً، ولكنه سيقبض الريح، وسيعانق الفراغ، وسيجول من نهاريا إلى أشدود في شوارع خالية وبنايات خاوية إلّا من صرير الريح وصدى اللعنات لأولئك المغادرين بعيداً بعيداً من دون ان يلتفتوا وراءهم إنكاراً للذكرى، ولعناً لليوم الذي صدّقوا تلك الترهة التي سُمّيت «أرض الميعاد»، حيث اللبن والعسل، والمن والسلوى، فلم يجدوا إلّا الويل والثبور والقبور، وارتكاب كلّ الموبقات، وانتهاك المحرمات المؤتفكات.
سيدرك هذا المأفون متأخراً بأنّ نهجه الاستئصالي سينقلب عليه فيستأصل معه كيانه الى الأبد،
أكثر من ستين يوماً قذفت بنصف مليون من سكانه الى خارج الحدود، فليتورّط في حرب أخرى أشدّ وطأة وبعشرات المرات، ولنرى كم يبقى من هؤلاء الحالمين بالوهم في أرضنا، ليس علينا ان نفعل شيئاً سوى الردّ الفادح وإلحاق الخسائر البشرية اليومية الموجعة بهم، وانظروا إنّا معكم منتظرون، لن يبقى منهم من يبدّد الصمت والفراغ، وسيدلفون خلال الحدود الى حيث ألقت رحلها أم قشعم…
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى