أخيرة

دبوس

المحور الذي بدأ
يرسخ وجوده

بالدم العربي في سورية، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي اليمن… نراه الآن يتمختر بخيلاء في البحر الأحمر، ويلقي بقفاز التحدي، لقد كانت رافعة الدم هي التي أسقطت الأحادية، وأوجدت الواقع الجديد المتعدّد الأقطاب…
يجب ان تعلم روسيا والصين انّ الدم العربي لمحور المقاومة قدّم الكثير الكثير في طريق نهوضهم كأقطاب جدد في عالم أصبح متعدد الاقطاب…
ليس هذا فحسب، فإنّ خط دلهي حيفا، ومشاريع بدائل قناة السويس، ونيوم، وخطوط التجارة المتدفقة من الجنوب الى الشمال عبر قزوين، وخط الحرير المتدفق من الصين الى أوروبا وأفريقيا، كلها تقبع في قبضة محور المقاومة، ولن يكتب لها ذرة من النجاح من دون بصمة الموافقة والقبول المقاوم…
لقد أثبت اليمن انّ محور المقاومة يستطيع ان يتحكم في عقد التواصل من الشرق الى الغرب، ومن الشمال الى الجنوب، وانّ على جميع الكتل الإقليمية، والقوى الصاعدة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وكلّ القوى الطامحة في تبوّؤ مرتبة القطب العالمي ان تدرك الأهمية المطلقة لمحور المقاومة في التحكم بكلّ العقد للإبقاء والمحافظة على تدفق الاقتصادات في شرايين دول العالم، وانّ عليها ان تكون جاهزة لتقديم المقابل لضمان هذا التدفق، لأنّ الأوان قد أزفّ لنجني المكافأة المناسبة بعد كلّ تلك التضحيات التي بذلناها بالدم للإجهاز على جبروت الهيمنة الانجلوسكسونية، والتي عبثت طويلاً بمقدرات وثروات المنطقة، وراكمت المكتسبات الهائلة على حساب شعوب العالم.
انّ الحقيقة التي بدأت تسطع كما الشمس في صبيحة يوم قائظ بلا غيوم، هي ان محور المقاومة بدأ يتشكل بقوة راسخة، ومن ثم فلقد بدأ يعلن عن ذاته وعن وجوده فلا يلتبسنّ الأمر على أحد، كتلة ديموغرافية هائلة تربو على المئتي مليون إنسان، ومساحة جغرافية مترامية تتحكم بقلب العالم، وقدرات مادية وإنتاجية ومعرفية هائلة سوف تضرب بقبضتها على الطاولة، وتقول بالفم الملآن، نحن هنا…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى