قرار غزة بالشهادة وراء مقاومتها طريق النصر
لم يعُد الفعل الأبرز في المجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال وجيشه من جرائم موصوفة بحق الشعب الفلسطينيّ في غزة هو الخبر، بل الخبر هو تجاوز الشعب مرحلة الصمود إلى مستوى اتخاذ قرار الاستشهاد للقول للمقاومة، إنّه ممنوع عليها التراجع وإن شعبها وراءها مهما بلغت التضحيات حتى تحقّق له النصر.
عند هذا القرار يصبح الوقت بلا قيمة، فهو لا يفيد جيش الاحتلال في تحقيق شيء، ومهما بلغ عدد الشهداء، فإن قرار الشعب هو المضي قدماً بالاستشهاد حتى يتحقق النصر، وعلى الاحتلال أن يتحمّل تداعيات هذه المذبحة على صورته ومكانته في العالم، وما يترتّب عليها من تحرّكات في الشارع الغربي وصولاً إلى حكومات الغرب، والعزلة التي بدأت تضيق خناقها حول عنق الكيان، كما قال تصويت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، حيث لم يعُد للكيان صديق يُعتَدّ به سوى أميركا، وبضع دول لا تحمل إلا أسماء لم يسمع بها أحد، وكلهم مع الكيان عشرٌ.
بالمقابل تخوض المقاومة حرباً عنوانها أكبر من حرب الاستنزاف، هي حرب تدمير البنية البشرية لقوات النخبة في جيش الاحتلال، التي لا يملك عند تدميرها أن يرسل بديلاً لها إلى شوارع غزة ومناطقها ومخيماتها. ووفقاً لأرقام مستشفيات الكيان عن الإصابات، وحجم القوات التي تقاتل في غزة، فإن ربع القوات قد أصبح خارج أرض المعركة، والباقي تدمير ربع ثانٍ حتى يخرج الجيش كله من القتال. وما دام عدد القوات التي تقاتل في غزة 40 ألفاً خرج منها عشرة آلاف مصاب، فإن مصير الحرب يتوقف على خروج العشرة الأخرى من الميدان، ويبدو أن نصفهم قد أصيب خلال الجولة الثانية من الحرب، وكل يوم يُصاب أكثر من مئة، ويوم تبلغ نسبة الإصابة 35% تصبح الوحدات العسكرية فاقدة الأهليّة لمواصلة الحرب، لكن نسبة الـ40% تعني الانتحار، أما نسبة الـ 50% فتعني الانهيار، وجيش الاحتلال بات بين منطقتي الانتحار والانهيار.
التعليق السياسي