عالمنا الحالي تحكمه شريعة الغاب!
} عمر عبد القادر غندور*
تقول الولايات المتحدة بعد أكثر من سبعين يوماً من حرب الإبادة التي يشنّها الصهاينة على الفلسطينيين في القطاع والضفة بسلاح وقنابل وذخيرة وخبرات وغرفة عمليات ميدانية أميركية، انّ الوقت لم يحن بعد لوقف القتال، فقرّر مجلس الأمن تأجيل التصويت على مشروع قرار يقضي بوقف العدوان، بسبب خلافات ديبلوماسية مع الوسطاء وليس بين الصهاينة والأميركان.
وكان مشروع القرار الذي طرحته الإمارات يدعو الى وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية ودخول المساعدات الإنسانية الى القطاع الذي يتضوّر جوعاً وانعدام الرعاية الصحية وفقدان كلّ ما هو ضروري لاستمرار الحياة! وكانت الولايات المتحدة استخدمت في التاسع من الشهر الحالي «حق» النقض ضدّ مشروع لمجلس الأمن يدعو الى وقف إنساني فوري لإطلاق النار! وهو ما ينسف الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار لأنّ نتنياهو تعهّد بسحق حماس الى الأبد.
ويرى المشدّدون اليهود انّ الوقت الحالي هو أكبر فرصة سنحت لهم منذ 1967 عندما هزمت «إسرائيل» أنظمة العربان في حرب لم تستغرق الستة أيام!
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي منع المستوطنون المسلحون في الضفة الغربية والمدعومون بالجنود والشرطة المزارعين الفلسطينيين من قطف زيتونهم او فلاحة حقولهم، وقاموا بتعبيد طرقات غير قانونية واقتحموا منازل أصحاب الأرض بالجرافات وهجّروا بالإكراه 200 عائلة فلسطينية .
وحتى قبل أيام سقط 18787 شهيداً وأكثر من 51 ألف جريح والعداد لا يتوقف على مدار الساعة وما زال الطيران الإسرائيلي يقصف المنازل المقصوفة والتي يعيش بين أطلالها أطفال ونساء لا يجدون مأوى غيرها …
ومع ذلك لا ترى الولايات المتحدة ضرورة للعجلة لوقف الحرب ومن خلفها الغرب الذي يدّعي المدنية والكثير ممن هم أشباه دول لا يستطيعون النوم من غير إذن تأذن به الدولة الأقوى في العالم!
خلاصة القول ان لا قيمة ولا اعتبار لما يسمّى حقوق الإنسان بالأمن والتنمية والدعم الإنساني والاجتماعي وحتى منظمة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة في مجال حماية حقوق الإنسان.
إذن… عالمنا اليوم تحكمه شريعة الغاب ولا قانون ولا تشريعات ولا ضوابط ولا أخلاق …
«وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (٤٢) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ (٤٣) ابراهيم»، «وَقَد مَكَرُواْ مَكرَهُم وَعِندَ اللَّهِ مَكرُهُم وَإِن كَانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبَالُ (٤٦) ابراهيم».
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي