أهمية جبهة لبنان بالنسبة لغزة
مع إعلان جيش الاحتلال سحب لواء جولاني ولواء المظليين من ميدان القتال في غزة بغرض إعادة التأهيل وترميم القدرة القتالية، بعد الخسائر الفادحة التي أصابت القوات المحترفة ووحدات النخبة التي تقاتل في غزة، يحتاج جيش الاحتلال أكثر من أي وقت مضى لنقل الوحدات المنتشرة على جبهة لبنان من القوى النظامية المحترفة ووحدات النخبة، وقوامها عشرة آلاف جندي وضابط ما يعادل قوام مجموع لواء جولاني ولواء المظليين، المعلوم أن الواحد منهما بقوام لواءين عملياً.
سبق لجيش الاحتلال أن سحب ما يستطيع سحبه من جبهة الجنوب، وعوّض عنه بدمج وحدات النخبة مع فرقة احتياط، وسبق له أن سحب كل القوى النظامية المحترفة ووحدات النخبة من الضفة الغربية، ولم يتبقَ لديه أي إمكانية لنشر وحدات محترفة مكان القوات المنسحبة، ولو لم تكن جبهة لبنان مشتعلة لكان أول القرارات التي يتخذها هي نقل عشرة آلاف جنديّ وضابط من وحدات النخبة المنتشرة على جبهة جنوب لبنان إلى غزة.
بالتوازي تتعاظم مفاعيل الضغط الذي تمثله قضية تهجير المستوطنين من مستوطنات شمال فلسطين، ويقول رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو إنها تتسبّب بصداع يعادل صداع الأسرى المحتجزين في غزة، وفي القضيتين لا يملك نتنياهو القدرة على إعادة الأسرى والمستوطنين، باللجوء الى القوة مهما كانت المكابرة وكان حجم الإنكار. والوقت يضغط عليه طلباً لحل، والحل الوحيد وقف العدوان على غزة وقبول شروط المقاومة للتفاوض على تبادل الأسرى.
لا تحتاج المقاومة في لبنان إلى تقديم الشروحات لكيفية مساهمتها، بالضغط لصالح فرض المقاومة لشروطها، سواء من باب تسريع مفاعيل حرب الاستنزاف في جبهات غزة، أو من باب مفاعيل ضغط قضية مستوطني الشمال.
التعليق السياسي