رسالات تفتنح الفيلم السينمائي الإيراني «قائد الفرقة 31» برعاية رئيس كتلة الوفاء النائب الحاج محمد رعد
} عبير حمدان
أقامت الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات العرض الافتتاحي للفيلم السينمائي «قائد الفرقة 31»، برعاية وحضور رئيس كتلة الوفاء النائب الحاج محمد رعد في مسرح رسالات – المركز الثقافي لبلدية الغبيري.
حضر الافتتاح جمعٌ كبير من الشخصيّات السياسيّة والفنيّة والإعلاميّة، استهل بكلمة للمشرف العام على الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات الشيخ علي ضاهر الذي رحّب بالحضور وبراعي الحفل وأعلن عن إطلاق عروض الفيلم في لبنان. كما قدّم تعريفًا عن العمل وقال بأنه واحد من أيقونات السينما الإيرانية التي عوّدتنا على الجمال والإبداع في مختلف المجالات الإنتاجية.
بعدها كانت الكلمة لراعي الحفل النائب الحاج محمد رعد الذي قدّم في البداية الشكر للحضور ولرسالات، واعتبر أنّ الفن هو إضفاء مسحة من الروح على الواقع، وجماليّة هذا الواقع تظهرها شفافية الروح التي يتعاطى بها الفنان مع الحدث الذي يتصدى له. كما أضاف انه عندما يصل الإنسان في جهاده إلى مستوى التماهي مع القضية التي يتّصل بها ويصبح مصداقًا ومرآةً لتلك القضية بنقائها وصفائها؛ حينئذٍ يتخذه الله شهيدًا.
قصة الفيلم
«قائد الفرقة 31» هو فيلم للمخرج هادي حجازي فر، من فئة السيرة الذاتية والدراما، يحكي عدة قصص قصيرة ومترابطة من حياة القائد مهدي باكري، من الزواج والحياة الاجتماعيّة إلى التواجد في الميدان.
ولا يغيب عن أحداث الفيلم القرارات القياديّة الاستثنائيّة التي اتُخذت خلال الحرب، وعن كيفية المواءمة ما بين حياة المجاهد العائلية والعسكرية. ويقدم العمل صورة واقعية جعل من صنّاع السينما الإيرانية مادة مشغولة بدقة بعيدة عن الفرضيّات الخارقة للبطل الوهميّ، حيث إن الشخوص التي تتم الإضاءة على مسيرتها حين يتصل الأمر بفكرة الدفاع عن الأرض حقيقية وقيادية ضمن الإطار الصحيح لمفهوم القيادة.
لقاءات
على هامش العرض سألت «البناء» بعض الفنانين الحاضرين حول الرسالة التي قدمها العمل من الناحية الدرامية وقيمته الفنية والتقنية.
وأكد نقيب الفنانين نعمة بدوي على واقعية الطرح الذي يلامس كل الوطنيين في العالم، فقال: «الفيلم قاسٍ جداً وواقعي بامتياز، وهذه حالة السينما الإيرانية، فهي واقعية تنقل دائماً صورة المجتمع وتفاصيله بدقة متناهية لذلك تصل للعالمية بسهولة».
وأضاف: «حضور السينما الإيرانية عالمياً قويّ، ولها مكانة محترمة، أما من الناحية التقنية فيتمتع الفيلم بتقنية عالية من جهة الإخراج و التصوير والإضاءة، فإن اختيار الزوايا لأخذ اللقطة والكادر مهم جداً. وقد أتى بشكل متقن بشكلٍ رائع وهذا ليس بغريب على السينما الايرانية».
وختم: «اما بخصوص الموضوع فهو يمثل كل صاحب حق ومعتدى عليه يجب ان يدافع عن حقه وعن أرضه وعن وطنه وعن عرضه، الدفاع عن الحق فضيلة تصل الى درجة الاستشهاد في سبيل الوطن وصاحب الحق سلطان ويملك سلاحاً أقوى بكثير من أي سلاح وهو سلاح الإيمان والعزيمة والإصرار، لذلك تمتّعت بالفيلم رغم قسوته من الناحية التقنية والاداء التمثيلي والموضوع الذي يلامس كل الوطنيين في العالم، أدعو الجميع لمشاهدته واخذ منه العبر الكبيرة. وخير مثال على ذلك راعي الافتتاح الحاج محمد رعد الذي قدم ابنه شهيداً في سبيل الدفاع عن وطنه وعن المظلومين في الأرض».
واعتبرت الممثلة آن ماري سلامة أن السينما الايرانية رائدة في مجال تقديم التفاصيل البسيطة والتقنية الإخراجية، فقالت: «ليس أمراً جديداً على السينما الإيرانية التي عوّدتنا على مستوى ضخم لجهة الإخراج. وفي هذا العمل الذي شاهدناه حتى المواقف الكوميدية أتت ضمن إطار الكوميديا السوداء التي تشكّل بعض الإرهاق للممثلين، ولكنها تركز على التفاصيل البسيطة الإنسانية والجميلة. وفي ما يتصل بالإخراج فهو متقن حيث إن الأصوات أثناء المعارك كانت طبيعيّة ولم تزعجنا، كما أنه عمل على موضوع العودة بالذاكرة من خلال تقطيع المشاهد بشكل يحفزنا على تشغيل ذاكرتنا الاستيعادية، وبالطبع لا يمكن إنكار مقدرة المخرج على إدارة الممثلين بشكل متقن».
أما الممثل مهدي فخر الدين فقال: «ينتمي هذا الفيلم لفئة الأفلام ذات الطابع التراجيدي الوطني الحماسي في الوقت نفسه، لأنه يوثق قصة شخصية قيادية عسكرية فذة آثرت ان تقدّم اغلى ما لديها في سبيل الوطن وفي سبيل اخوة الوطن».
وأضاف: «هذا الفيلم كما معظم الافلام الايرانيّة مليء بالأحاسيس والمشاعر ويحاكي دموع المشاهدين فيستفزّها بين حين وآخر. وهو إذ يقدم لنا بطل الفيلم مهدي باكري كمحارب على الجبهة إنما يعرفنا عليه كإنسان يحب الحياة ويبحث عن شريكة زوجيّة تبادله ويبادلها المشاعر، ولكن بطريقتهم الخاصة. وهذا ايضاً ما لاحظناه في قصة البطل الثاني حميد باكري (الاخ الاصغر لمهدي باكري) وعائلته، وطريقة تقسيم الفيلم لأجزاء كان الهدف منها تسهيل فهم الأحداث المتباعدة زمنياً والتي زاد فيها المخرج عدد مشاهد الفلاش باك، ولكن برأيي كان يمكن تجنبها في الجزء السادس».
وختم: «هذا العمل يمكن لجميع فئات المجتمع العمريّة مشاهدته وفيه من المفاهيم الوطنية والاخوية الكثير لتحفيزه في أعماق المشاهدين وهو غير محدود بثقافة او بيئة او حتى جغرافيا معينة، ولكن أنصحهم جميعا باصطحاب المناديل الورقية لانهم لن يستطيعوا أن يسيطروا على دموعهم».
الجدير ذكره أن عروض الفيلم انطلقت أمس الخميس 21 كانون الأول 2023 في مسرح رسالات – المركز الثقافيّ لبلدية الغبيري.