فعاليّة اللغة العربية والهوية الوطنية تضمّنت ندوة ومعرضاً للكتاب في مكتبة الأسد
أقامت وزارة الثقافة السورية فعالية بعنوان اللغة العربية والهوية الوطنية تضمّنت ندوة عن أسس حماية اللغة العربية وأهميّتها في الماضي والحاضر، ومعرضاً للكتاب شمل مؤلفات عن اللغة العربية وتاريخها إضافة إلى أنواع الخط العربي عبر التاريخ، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.
وقالت وزيرة الثقافة لبانة مشوح وعن المعرض والندوة: إن ما نقوم به اليوم هو احتفال باللغة العربية لأنها أداة تعبير متميزة بخصائصها، وهي تحتوي فكراً حضارياً ولديها تراكم حضارات وثقافات تحتاج إلى تنشيط لتحفز على حب الوطن، ونحن نسعى من خلال منشوراتنا وندواتنا للنهوض بحمايتها والترويج والتمكين لإبراز خصائصها بفكر سليم لتثبيت الهوية والانتماء. وهذا هو موضوع ندوة اليوم ومعرض الكتاب الذي تقيمه مؤسسات الوزارة، مبينة أن الوزارة تقوم بمسابقات وفعاليات مشتركة مع المؤسسات المعنية لدعمها وزرع مكوّناتها بشكل سليم في تربية الأطفال.
وأشارت الدكتورة منى طعمة رئيسة قسم اللغة العربية في كلية الآداب في دمشق إلى أهمية تمكين اللغة العربية نظراً لدورها في تجسيد الثقافة والفنون بأنواعها وأنه لا بد من إعطاء أولوية الاهتمام للشعر لأنه ديوان العرب واللغة العربية هي حصاد تراكمي معرفي ولغة التنوّع الثقافي ولها الصدارة في العالم مهماً تعرّضت لمحاربات تسعى لتشويهها.
وأضافت: إن اللغة العربية تجسّد الهوية وهي لغة الجمال والجلال وصالحة لكل زمان ومكان ولا تتأثر بالتشويه، ولا بد من سعينا للحفاظ على التراث أيضاً لأنه رابط أساسيّ لحضورها بالتاريخ.
ورأى الدكتور محمد عطا موعد أن كل المحاولات والأقوال لا تخفف من قيمة اللغة العربية فهي الأساس في بناء الهوية والشخصية، ولا تكتمل الأمم وشخصيتها إلا بوجود اللغة وحضورها الصحيح فهي وعاء الفكر تنقل العادات والتقاليد والقيم.
وبين موعد أنه لا بد من تحمل المسؤولية من قبل الجميع لحماية اللغة والحفاظ على مكوناتها وذلك من خلال التربية والتعليم والتدريس وتربية الأسرة والمجتمع واتخاذ كل ما يلزم لحمايتها وجعلها في المقدمة دائماً، ومنع تسرب اللهجات الأخرى إليها.
وأوضحت الدكتورة منيرة فاعور أن الواقع اللغوي في بلدنا تغلب عليه الإيجابيات من خلال أسلوب التعليم بشكل عام وباللغة العربية بشكل خاص وصولاً إلى الدراسات العليا، وسورية تتصدر الدول العربية في هذا المجال، إلا أن هناك سلبيات يجب تلافيها من خلال تسرب اللهجات المحكية إلى بعض وسائل الإعلام المعنية أولاً في حماية اللغة، فلا بد من دعم اللغة العربية ووجود توجيه للعمل اللغوي والسياسة اللغوية في المدارس ووسائل الإعلام.
وأشار مدير عام مكتبة الأسد فادي غانم إلى أن تعاون مكتبة الأسد مع المؤسسات الأخرى الثقافية في الندوة التي تسعى لحماية اللغة العربية ومقوماتها وفي المعرض الذي يتفرد بنشر المؤلفات الداعمة للغة العربية ولوحات لخطوط تهتم بدراستها هو من أهم ما يفترض السعي إليه لدعم الثقافة واللغة العربية.
ولفت المدير العام للهيئة السورية للكتاب الدكتور نايف الياسين إلى ضرورة تسليط الضوء على اللغة العربية وأهميتها والتحديات التي تواجهها وهذا ما تتضمنه الندوة ومعرض الكتاب في منشوراته المنوعة المخصصة لمجال اللغة العربية، مبيناً أن الهيئة السورية للكتاب تسهم بدعم اللغة العربية من خلال ما تنشره من كتب مترجمة أيضاً مع الحرص على أن تصل بلغة سليمة.
وعن المخطوطات قالت مديرة المخطوطات في مكتبة الأسد أمينة الحسن: ما قمنا بعرضه اليوم هو جزء من تراث لغتنا العربية ويحمل في الأسلوب والمعاني بعضاً من مقومات التراث والأصالة.
مدير المنشورات في الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور غسان السيد الذي أدار الندوة بين أنه من المهم أن نعمل على جعل اللغة العربية قادرة على مواكبة التطور ومواجهة المصطلحات العلمية الجديدة حتى تظل محافظة على وجودها التاريخي، وعرف إلى المشاركين ومؤلفاتهم ودورهم الثقافي.
أما الشاعر الإعلامي علي الدندح فاستعرض مواضيع الندوة وسلط الضوء على مضمونها ودعا المشاركين إلى المنصة.