28 كانون الأول 1968 يوم لا يُنسى…
} معن بشور
من الأيام التي يجب ان لا تنسى في تاريخ لبنان الحديث هو يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر 1968، أيّ ذلك اليوم الذي قام فيه العدو الإسرائيلي بإنزال جوي على مطار بيروت الدولي ودمّر كلّ الأسطول الجوي اللبناني من طائرات (الشرق الأوسط) وطائرات (تي أم آي) بحجة انّ هناك من انطلق من مطار بيروت الى مطار أثينا ونفذ عملية ضدّ طائرة صهيونية.
يومها لم يكن في لبنان مقاومة فلسطينية، ولم يكن فيه بالطبع مقاومة لبنانية، وبالطبع لم يكن هناك حزب الله أيضاً، ومع ذلك جرى هذا العدوان على مطار بيروت في استهداف واضح لمكانة لبنان ولدور عاصمته بيروت، خصوصاً في عطلة نهاية العام حيث كان يتدفق السياح الى لبنان من كلّ مكان.
فالعدو إذن لم يكن بحاجة إلى ذريعة ليقوم بعدوانه على لبنان، خصوصاً أنه لم يشهد هذا العدوان مقاومة من النظام اللبناني وقواه الأمنية على الإطلاق، ما عدا رقيب في الجيش اللبناني هو أحمد شحادة – رحمه الله – الذي تصدّى للعدوان وتمّ الضغط عليه لكي يستقيل من الجيش اللبناني يومها.
لكن لو انّ الأمر بقيَ محصوراً فقط بدلالات ذلك العدوان لتوقفنا عندها، لكن ما كان مثيراً للإعجاب هو انّ طلاب جامعات لبنان جميعاً من الجامعة اليسوعية الى الأميركية الى العربية الى اللبنانية، قاموا بإضراب استمرّ أكثر من 6 أسابيع هو أشبه بانتفاضة طلابية مطالبة بالردّ على العدوان وبتسليح القرى الأمامية وبالدفاع عن لبنان، توحد شباب لبنان كما لم يتوحدوا من قبل، حتى قال كثيرون انّ أحد أسباب الحرب اللبنانية بعد سنوات كان وراءها الصهاينة وأنصارهم، ومن كان يريد ضرب هذه الوحدة اللبنانية التي تجلّت في تلك الأيام.
28 كانون الأول يوم يجب ان يتذكّره كلّ اللبنانيين ويدركوا انّ العدو طامع في بلادهم، بغضّ النظر عن الأسباب، وانّ المقاومة هي الردّ الوحيد عليه، ونقول هذا الكلام في هذه الأيام بالذات حيث نلاحظ تحريضاً صهيونياً على لبنان بذريعة انتصار مقاومته لأهلنا في غزة، طبعاً لو لم تقم المقاومة بواجبها لرأينا البعض ينتقد موقفها، لكن المقاومة اختارت رداً هو بين رفض التخلي عن أهل غزة وفلسطين، وبين عدم الانجرار إلى حرب غير محسوبة.
التحية للمقاومة في فلسطين المتكاملة مع المقاومة في لبنان وعلى مستوى الامة.
والنصر بإذن الله للحق الذي لا يعلو عليه.