حول توقّع ما يحصل في العام الجديد
} عمر عبد القادر غندور*
تنشط في مثل هذه الأيام البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تتنبّأ بأخبار ومستجدات السنة الجديدة على ألسنة من يدّعون «معرفة المستقبل» وما يخبّئه من أحداث.
ولأنّ معرفة ما يحصل بعد دقيقة واحدة غير ممكن لأنّ الغيب فقط من علم الله تعالى. ويقول المثل العامي «كذب المنجمون ولو صدقوا» وما نسمعه من توقعات وأحداث سيشهدها العام الجديد، هي مجرد قراءات مبنية على قراءات للأخبار والتقارير التي يمكن أن ترسم أو تتوقع أحداثاً معينة بناء على مضامين هذه الأخبار والتقارير.
أما ما تقوله إحداهن عن «إلهام» يأتيها ويخبرها عن تفاصيل بعينها، فهو ادّعاء كاذب، وانْ حاولت أن «تتذاكى» وتستبدل «الوحي» بـ «الإلهام».
ونحن كمسلمين نرفض مثل هذا الافتراء الذي يدّعي «الإلهام» المستبدل بـ «الغيب» تصديقاً لقول الله تعالى «عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) الانعام»، وبصورة أوضح يقول سبحانه «عالِمُ الغَيبِ فَلَا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا 26 الجن»، ثم جاءت الآية 179 من آل عمران «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطلِعَكُم عَلَى الغَيبِ».
ونعتقد أيضاً أنّ التعاليم المسيحية تلتقي مع الشريعة الإسلامية في استحالة أن يطّلع أحد على الغيب، ويقول سبحانه في الآية ١٠٩ من سورة المائدة «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) المائدة «
لذلك،
نحن نميّز بين التوقعات التي يفترضها أصحاب الاختصاص من المتابعين ولا يعتبرونها غيباً بل استشرافاً وتوقعات قد يصيب ويخيب.
أما من يقطع بحصول كذا وكذا ما هو إلا كذب ودجل ووسيلة عيش وارتزاق…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي