«ملتقى شهيد القدس الشبابيّ» بمشاركة «القومي» في الذكرى الرابعة لاستشهاد سليماني: أفنى عمرَه مجاهداً وداعماً للمقاومة من أجل تحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيونيّ

أقامت التعبئة التربويّة في حزب الله والمستشاريّة الثقافيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان ومكتب الشهيد قاسم سليماني ولجان عمل المخيّمات في لبنان، ملتقى شهيد القدس الشبابيّ الثّاني بعنوان «شباب على طريق القدس»، وفاءً لتضحيات الشهيد سليماني في الذكرى الرّابعة لاستشهاده مع رفاقه، بمشاركة عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي وحضور رؤساء وممثلين عن أكثر من 22 منظمّة شبابيّة وطلابيّة من دول محور المقاومة (لبنان، فلسطين، سورية، العراق، إيران، اليمن) بالإضافة إلى مشاركة من شباب البحرين، وذلك في «مجمع الإمام الخمينيّ الثقافي» – طريق المطار في الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
وألقى راعي الملتقى نائب رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله، الشّيخ علي دعموش، كلمة لفت فيها إلى أنّ علاقة الشهيد سليماني مع المقاومة في لبنان وفلسطين كانت نموذجيّة «دعمَها بالفكر والموقف والسلاح، وكان حاملاً لكلّ آلامها وأوجاعها وعمل على تأمين كلّ حاجاتها، وكان له الدور الأساس في تعاظم قدراتها وشريكاً في كلّ إنجازاتها في لبنان وفلسطين والعراق».
وتناول عمليّة «طوفان الأقصى»، مؤكّداً أنّ المقاومة أصبحت تهديداً وجوديّاً للكيان الصهيونيّ.
وكانت كلمة عبر فيديو مصوَّر، للناطق باسم «سرايا القدس» أبو حمزة، قال فيها «عندما نتحدَّث عن الشهيد القائد قاسم سليماني، نتحدّث عن قامة جهاديّة كبيرة وخصوصاً عندما نتحدَّث عن دعمه لفلسطين، فإنّه لم يتوانَ في دعمه لهذه القضيّة من الناحية العسكريّة واللوجتسيّة وغيرهما، و‎جعلَ المقاومة الفلسطينيّة في مواجهة مع العدو برّاً وبحراً وجوّاً». وتوجّه بالتحيّة والشكر إلى «روح الأخ القائد العزيز قاسم سليماني على ما قدّمه من خدمة، وعطاء وتضحيات لهذا الخطّ وفي سبيل القضيّة».
وتابع «رسالتُنا اليومَ، رسالةٌ واضحةٌ إلى الشعوب العربيّة أن يحذو حذو الشهيد قاسم سليماني والشهيد عزّ الدين القسام، وأنّ ‎فلسطين هي قلب العرب ومركز الصراع الكونيّ بين تمام الحقّ وتمام الباطل».‎
بدوره، ‎أشار المستشار الثقافيّ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان كميل باقر في كلمته إلى أنّ سليماني «كرَّس حياته وشبابه لأجل فلسطين والقدس وفي سبيل تقوية المقاومة في المنطقة وتعزيز خبرات الشباب الفلسطينيّ ليتمكنوا من تحرير القدس لذا هو شهيد القدس».
وأكّد أنّه «لا يحقُّ لأحد أن يُصادر إنجاز المقاومة الفلسطينيّة في عملية طوفان الأقصى»، مشيراً إلى ما ذكره الإمام الخامنئيّ في كلامه عن عملية طوفان الأقصى «بأنّها من تخطيط وتنفيذ الشباب الفلسطينيّ، ولا أحد يستطيع أن يُنكر أن هذه العمليّة كان يتمناها الحاج قاسم ويتوقّعها ويراها وبذلَ جهده وكرّس حياته من أجل أن يتمكّن الشباب الفلسطينيّ من القيام بهكذا عمليّة، وإلى أكبر من ذلك أيّ التحرير النهائيّ لفلسطين الحبيبة».
‎كما تحدّث باقر عن الشهيد رضي الموسوي «الذي سخّر حياته وشبابه لدعم المقاومة الشريفة في هذه المنطقة، وأنّه اليوم شريك في كلّ رمية يتم رميها في وجه هذا الكيان الغاصب».
وألقى مسؤول الملفّ الشبابيّ والجامعيّ في التعبئة التربويّة في حزب الله الدكتور علي الحاج حسن، كلمة قال فيها‎ «إنّ اجتماع شباب المقاومة ورؤساء وممثّلي المنظّمات والاتحادات الشبابيّة في دول محور المقاومة ليقولوا لكم يا أهلنا في قطاع غزّة نحن معكم، أطفالكم أطفالنا، آباؤكم آباؤنا، أمهاتكم أمهاتنا، أنفسكم أنفسنا، شبابكم مقاومونا وأبطالنا الذين رفعوا ببطولاتهم رأس الأمّة، نُقبّل أياديهم القابضة على السلاح وجباههم الشامخة».
بعدها عُقدت جلستان الأولى بعنوان «الحاج قاسم وفلسطين ومحور المقاومة» والثانية بعنوان «الحاج قاسم أنموذج للشباب على طريق القدس» وتخلّلتهما مداخلات من قادة وممثّلي المنظّمات الشبابيّة والطلابيّة.
وصدرت في ختام المُلتقى، توصيات تلاها معاون مسؤول الملفّ الشبابيّ والجامعيّ في التعبئة التربويّة قاسم حيدر واعتبرت أنّ «اجتماعنا اليوم بكلّ فخر وعزّ، إحياءً للذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما تحت شعار «شباب على طريق القدس» هو أقلّ الواجب أمام تضحيات هؤلاء الشهداء وتاريخهم المشرّف نصرةً لفلسطين والقدس وقضايا الأمّة ودعماً لفصائل المقاومة في محور القدس».
وأكّدت المكانة الكبيرة للشهيد سليماني «والذي يستحقّ أن يكون نموذجاً ثوريّاً عالميّاً يُحتذى به من قبل الشباب جيلاً بعد جيل، وقيمة أخلاقيّة وجهاديّة ثوريّة وإنسانيّة يجب أن تُدرّس تجربته للاستفادة منها على المستويات الشبابيّة والطلابيّة والوطنيّة والعربيّة والإسلاميّة والأمميّة».
وتوجّه الملتقى «بالسلام والتحيّة إلى أبطال فصائل المقاومة الفسطينيّة في قطاع غزّة وشعبها المضحي والصامد»، معلناً أنّ «شباب على طريق القدس» هم «جزء من معركة الدفاع عن قطاع غزّة وشعبه ومقاومته في معركة طوفان الأقصى».
وأشار إلى «أنّ الشعب الفلسطينيّ ومقاومته حقَّقا في هذه الحربِ أبهى صور الشجاعة والبطولة والفداءِ والصبرِ»، مؤكّداً «من موقعنا كشباب مقاوم أن القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّتنا الأولى، وأنّ القدس هي المحور، وهي القضية التي كانت الشغل الشاغل للشهيد الحاج قاسم الذي أفنى عمره حتى الشهادة مجاهداً ومقاوماً على طريق القدس، لتحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيونيّ الموقّت من الوجود، واستحقّ بحقّ أن يكون شهيد القدس».
وأعرب الملتقى عن إيمانه بـ»أنَّ النصرَ سيكونُ حليفَ جبهةِ الحقّ، وحليفَ المقاومة، وحليفَ الشعبِ الفلسطينيِّ البطل»، معتبراً أنّ «الشيطان الأكبر الأميركيّ والغرب المستبكر قد سقط سقوطاً أخلاقيّاً وإنسانيّاً مدوّياً في معركة طوفان الأقصى، وانقشعت حقيقتهم المُخادعة»، مؤكّداً «أنَّ مواجهة المشروع الأميركيّ – الصهيونيّ هي من أولى أولويّات الشباب على طريق القدس».
ورأى أنّ «إسرائيل سقطت في هذه الحرب وخسرَت فيها معركةَ الرأيِ العامِ العالميّ، حيث أنّ الشبابَ والطلابَ في الغرب، وفي أهم الجامعاتِ فيه، تبنُّوا الدفاعَ عن فلسطين وشعبِ غزّة الذي يتعرّض لأبشعِ إبادةٍ ومحرقةٍ في التاريخ الحديث. حتى أمبرطوريات إعلامِهم المخادع التي لطالما امتهنَت الكذبَ والدجلَ على شعوبِها وشعوبِنا، لم تستطع أن تُخفي حقيقةَ المجزرة، وبانَت حقيقتُها المخادِعة».
ودعا «الشباب على طريق القدس» إلى «تحمُّل مسؤوليّاته في هذا الجانب عبر مساندة المقاومة في غزّة وأهلها بكلّ الأشكال والوسائل والميادين وخصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعيّ لما لها من تأثير على نشر الوعي حول أحقيّة القضيّة الفلسطينيّة».
وتوجّه بالتحيّة إلى قائد الثورة الإسلاميّة في إيران س السيد علي الخامنئيّ وقائد «المقاومة الإسلاميّة» في لبنان السيّد حسن نصرالله وإلى قادة المقاومة في فلسطين والعراق واليمن وسورية، وإلى جميع المجاهدين في محور المقاومة، مؤكّداً «أن شباب محور المقاومة معكم يدعمونكم ويُناصرون القضيّة الفلسطينية» وعاهدَ الشهيد سليماني «أنّنا مستمرّون على الطريق ذاته، شباب على طريق القدس حتّى تحرير القدس».
‎وختم بالقول «أيّها الشباب المقاوم، إننا والله متأكّدينَ ومطمئنّينَ أنَّ العالمَ القادم هو عالمُ فلسطين، هو عالمُ المظلومين والمستضعفين، المستقبلُ لنا في منطقة غرب آسيا نحن الشباب. ونحن قادرون على أن نفرضه بإيماننا وجهادنا ومقاومتنا وفكرنا ووعينا وعلومنا، وأن نسيرَ على نهج شهيد القدس الحاج قاسم سليماني وعلى دربِ كل الشهداءِ على طريقِ القدسِ، فهو الدربُ الذي يوصلُ إلى عالمِ فلسطين».