أخيرة

دبوس

السقوط إلى الهاوية

أراهن انّ كابينت العدو الإسرائيلي المكوّن من مجموعة من القتلة المحترفين قد أصدر أمر عمليات يومي منذ فترة بأن تكون الحصيلة اليومية للشهداء في الضفة الغربية لا تقلّ عن خمسة، ليُصار الى الارتفاع بهذه الأرقام لاحقاً…
هكذا يفكر هؤلاء القتلة، وهكذا يخططون، فهذه الاقتحامات للمدن والقرى الفلسطينية كانت ومنذ ثلاثة أشهر تحدث بوتيرة أقلّ بكثير مما نراه الآن، حيث تُقتحم ثلاث أو أربع مدن وقرى يومياً وفي نفس الوقت، والهدف هو القتل والتنكيل والاعتقال، لجعل حياة أهل الضفة الغربية جحيماً لا يُطاق، نفس العقل القاصر المضمحلّ الذي شنّ هذا الهجوم البربري الإبادي على شعب غزة، وهو يتوقع ان يضطرهم تحت وطأة المجازر الى النزوح الى مصر!
نفس العقل الذي لا يستطيع ان يفهم أو يستوعب ان هنالك شعوباً مستعدة للفناء قبل ان ترحل عن أرضها قسراً، لأنه لم يكن في يوم من الأيام منتمياً الى وطن، وبمشيئة ربانية قضى وجوده وبسبب آثامه وخروجه عن السياق الإنساني في الدياسبورا، فلا يستطيع ان يفهم الانتماء الى الوطن، والمقدرة الفطرية على التضحية في سبيل هذا الوطن…
هو يضع الآخر في قالبه اللامنتمي، ويظنّ أنه باستعمال القوة المفرطة سيجبر الفلسطينيين على الهجرة، فشل في غزة، وبالتأكيد سيفشل في الضفة، سيقومون بالقتل بدون حساب، ومن أجل القتل، وسيجبهون بشعب مصمّم على البقاء، ومصمّم على الانتصار، ولو ارتقى ثلاثة أرباعه، سيقاتلهم بالسكاكين وبالأظافر وبالنواجذ، وسيُلحق بهم هزيمة أخرى في شوارع نابلس وجنين وطولكرم والخليل وبيت لحم وطوباس، ولن يستيقظ هذا العدو الغبي إلّا وقد أغرق نفسه في مجموعة من الجبهات، ستقوم بطحن جيشه فتحيله الى مجاميع من الضباع المذعورة.
لقد تنبّأ جميع المحللين العسكريين لهتلر بالنهاية الكارثية في الحرب العالمية الثانية حينما قام باقتحام الحدود الروسية في عملية أطلق عليها اسم بارباروسا، وقالوا، لقد ارتكب هتلر الخطيئة العظمى استراتيجياً، وهذه ستكون بمثابة بداية النهاية…
لن يكون نتنياهو الأحمق أفضل من هتلر، وهو آخذ بالتورّط شيئاً فشيئا في مجموعة من الجبهات، وسنشهد بأمّ العين سقوطاً مريعاً لهذا الأفّاق، هو ومجموعة البلهاء حوله، وبالتأكيد الكيان البائد الذي اصطنعوه اصطناعاً…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى