دردشة صباحية
أسطورة اللسان…
والقمم العربية
يكتبها الياس عشّي
قرأت:
جاء في الأساطير…
أنّ أحد الآلهة قد تميّز برجاحة العقل، ونبل العاطفة، وقوة الجسد، وعمق الحكمة، وكثرة الكلام، وتبوّأ مركز الصدارة في مملكة السماء.
حسده الآلهة الآخرون، فتآمروا عليه، واستدرجوه إلى أعالي السماء، فأولموا له، ثم دسّوا السًمّ في طعامه فمات.
وخوفاً من أن يعود فيحيا من جديد، رمَوه من أعلى سماء إلى الأرض، فتبعثرت أعضاؤه في أرجائها؛ فسقط قلبه في فرنسا، وعقله في ألمانيا، ويداه في اليابان، ورجلاه في الصين، وأمّا لسانه فسقط عند العرب.
كتبت:
تذكرت هذه الأسطورة وأنا أراقب اليوم ما يجري في غزّة، فيما العالم العربي بملوكه وأمرائه ورؤسائه ومواطنيه، غارق في الثرثرة، والتنظير، واقتراح الحلول، مؤكدين أنّ «لسان» الإله يسكن في الدماغ العربي، وسيبقى مقيماً فيه، إلى أن يتخلص العرب من «ثرثرتهم» و «ميولهم»، و «نرجسيتهم»، ويعودوا إلى العقل…